الجمع بين التمثيل والاستعراض مهمة صعبة، فما بالك أن تغلفها بقدر من الموهبة وخفة الظل، هذه العبارة التي تلخص حالة الفنانة الراحلة نعيمة عاكف "لهاليبو" التي دخلت قلوب محبيها الذين ارتبطوا بها برغم من رحلتها الفنية التي امتدت على مدار 17 عامًا، حيث داهمها مرض السرطان لينهي وهجها الفني في العقد الثلاثين من عمرها. السيرك عالم كبير مثله مثل المسرح يتعلم فيه الفنان دروس الحياة والفن فيكتسب حالة خاصة لابد وأن تجعله مميزًا عن الآخرين، من هذا العالم بدأت نعيمة عاكف رحلتها من هذا العالم تحديدًا في مدينة طنطا؛ حيث كان والدها يمتلك سيركا الأمر الذي خلق بداخلها كثيرًا من الموهبة؛ بل القوة أيضًا من خلال معايشتها للحيوانات المفترسة، مما جعلها تشق طريقها بمفردها في مراحل متقدمة من عمرها خصوصًا بعد أن تشرذم حال الأسرة بعد زواج الأب من أخرى؛ مما جعل نعيمة تترك مدينتها وتذهب إلى القاهرة لتبدأ معها رحلتها الجديدة بين الشقاء في بناء المستقبل والقوة في مواجهة مرض السرطان الذي واجهته على مدار ثلاث سنوات. انور وجدى فى أحد اعماله . بدأت نعيمة عاكف، رحلتها السينمائية مع المخرج أحمد كامل مرسي الذي قدمها كراقصة في فيلم "ست البيت" لتبدأ بعد ذلك رحلتها في البطولة المطلقة من خلال فيلمها الشهير "لهاليبو" مع المخرج حسين فوزي الذي تزوجت منه فيما بعد ليستكملا معًا رحلة نجاحها في السينما؛ حيث قدمت أفلام: بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، ياحلاوة الحب، ولعل أبرز ما قدمته الراحلة في هذه المجموعة فيلم "تمر حنة" خصوصًا مع جمعه لحالة الدراما والاستعراض معًا. لم تكتف نعيمة بما اكتسبته من موهبة في طفولتها فباتت تعمل على تجويدها طوال الوقت فالمتتبع لتاريخها السينمائي لا يجد لها عملًا شبيهًا بالآخر فهي دقيقة في اختياراتها ونمط أدائها الذي تستخدمه من عمل إلى آخر، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى نقطة هامة لعلها ارتباطها بالظروف الحياتية المتخبطة التي مرت بها نعيمة عاكف، خصوصًا بعد نزوحها إلى القاهرة وما تبعها من جولات لها بالشوارع تقدم فيها ما تعلمته بنشأتها في السيرك ما جعلها أقرب لتجسيد دور الفتاة الفقيرة التي تنتمي للطبقات الشعبية في العديد من أفلامها ما نتج عنه تلقائيتها في تجسيد هذه الأدوار دون مبالغة أو افتعال يحسب عليها ربما رأته بعض الآراء في تجسيدها لنوعيات آخرى من الأدوار. ماجدة خلال احدى بروفات فيلم بائعة الجرائد . التحدي الذي خلقته عاكف لذاتها جعلها تجتهد في تعليم ذاتها لفن "الكلاكيت" بعد أن انبهرت بإحدى راقصاته تدعى "تيشي" في فرقة "بديعة مصابني" التي عملت بها في فترة من حياتها، وفي إحدى مرات غياب هذه الراقصة دخلت حجرتها وسرقت الحذاء الذي كانت ترقص به، وظلت تتدرب به على مدار ساعتين ثم أخذته إلى عامل الأحذية وطلبت منه أن يضع في حذائها قطع حديد مشابهة، وفي اليوم التالي أعادت الحذاء إلي مكانه، وبدأت التدريب بحذائها. ماجدة خلال احدى بروفات فيلم بائعة الجرائد . بعدها أصبحت نعيمة ليست مجرد راقصة بهلوانية؛ بل فنانة استعراضية؛ حيث إن "الكلاكيت" أحد فنون الاستعراض العالمية الذي يتميز بقلة محترفيه ويحتاج لمتخصصين لتدريسه؛ لكن إرادة الراحلة وظروفها الاقتصادية التي لم تسمح بذلك جعلتها تصبح إحدى محترفاته لتضع فيه بصماتها؛ مثل غيرها من الفنون التي أجادتها. لعلنا لم نعرف عن نعيمة عاكف التي حصلت على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ضمن خمسين دولة شاركت به حلمها أو مشروعها البعيد، لكن المؤكد أن فنانة بحجم موهبتها وإجتهادها كان لابد أن تكون "الفوازير" جزء من مشروعها في المستقبل في ظل ثورة هذا الفن الذي بدأ وهجه بعد سنوات ليست بعيدة عن رحيلها، فالراحلة كانت تمتلك كل المقومات التي كانت ستؤهلها لهذه المهمة لتجتازها بمهارة مثلما مثل غيرها من الفنانات اللاتي أجدن في تقديم هذا الفن مثل نيللي وشريهان. نعيمه عاكف مع فريق عمل فيلم بابا عريس . لم يكن لنعيمة عاكف سوى ابن واحد من زوجها المحاسب صلاح الدين عبدالعليم الذي اختتمت معه حياتها بعد صراعها مع المرض الأليم لتترك الراحلة ميراثا فنيا واستعراضيا ينهل منه أصحاب المواهب الصاعدة. نعيمة عاكف على افيش فيلم لهاليبو . نعيمة عاكف و سعد عبدالوهاب على افيش فيلم بلدى وخفة . نعيمة عاكف اثناء عقد قرانها على حسين فوزى .
افيش فيلم تمر حنة . افيش فيلم تمر حنه . مختار حسين فى لقطه من احد اعماله .
حسين فوزى مع نعيمة عاكف . حسين فوزى مع نعيمة عاكف . محمد عبدالمطلب مع نعيمه عاكف فى احدى الحفلات .
نعيمة عاكف فى احدى الحفلات . نعيمة عاكف فى احدى الحفلات .