تستضيف غدًا، الثلاثاء، ولمدة ثلاثة أيام، العاصمة البلجيكية بروكسل، المؤتمر الثالث لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، والذى يرأسه الاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة، وذلك بمشاركة عدد كبير من الدول الأوروبية والدول المجاورة لسوريا وعدد من الهيئات لدولية. ويقول إيفان سوركوش سفير الإتحاد الأوروبى بالقاهرة، إن المؤتمر لا يهدف فقط لمحاولة إيجاد حلول سياسية للأزمة فى سوريا، ولكن يهدف فى الأساس إلى تناول البعد الإنسانى للأزمة السويرة، وذلك عن طريق تقديم مساعدات مالية لدعم السوريين ودعم الدول المستضيفة للاجئيين السوريين وعلى رأسها مصر ولبنان والأردن. وقال سوركوش فى المؤتمر الصحفى الذى عقد اليوم الإثنين، إن الإتحاد الأوروبى يقدر بشدة الجهود المضنية التى تبذلها مصر فى محاولة لحل الأزمة السورية وتوفير حياة كريمة للسوريين اللاجئين فى مصر، والذين بلغ عددهم وفقا للمسجلين لدى الأممالمتحدة حوالى 127 ألف لاجئ سورى، إلا أن هناك الكثيرين ليسوا مسجلين، لذا فمن المتوقع أن يبلغ العدد الحقيقي أكثر من ذلك بكثير. ومن ثم يحرص الاتحاد الأوروبى على تقديم المساعدات المالية لمصر لرفع لضغوط التى تتحملها مصر من جراء استضافتها للالاف من السوريين. وأضاف، أن البرلمان الأوروبى وافق مؤخرًا على تقديم 60 مليون يورو كمساعدات لمصر للمساهمة فى هذا الشأن، ومازال الجانب الأوروبى فى انتظار إنهاء الإجراءات اللازمة من الجانب المصرى للحصول على ذلك المبلغ. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى لديه شركاء يعمل معهم فى مصر من أجل توظيف المساعدات المقمة من جانب الاتحاد على أفضل وجه، فعلى سبيل المثال يعمل الاتحاد الأوروبى مع منظمات غير حكومية ومنظمات دولية تابعة للأمم المتحدة ومع الصليب الأحمر، هذا بالإضافة إلى وجود بعض الهيئات الحكومية المشاركة فى الاستفادة من تلك المساعدات لرفع المعاناة عن اللاجئين السوريين فى مصر. وشدد سوركوش على ضرورة تضافر الجهود الدولية لرفع المعاناة عن الشعب لسورى داخل وخارج سوريا، مشيرا إلى أن الوضع حاليًا بعيد تمامًا عن وجود حل سياسى للأزمة السورية، ومن ثم أصبح الوضع الإنساني للسوريين صعب للغاية، مما يستلزم الإسراع فى تقديم حلول دولية تحت مظلة الأممالمتحدة. وقال، إن كلًا من الحكومة والمعارضة السورية لن يتم تمثيلهما فى المؤتمر الثالث لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، إلا أن السوريين ممثلون من خلال وجود ألف شخصية سورية ممثلين للمجتمع السورى وعدد كبير من المنظمات السورية سيشاركون فى المؤتمر. وفيما يتعلق بمشاركة الاتحاد الأوروبى فى مشروع إعادة إعمار سوريا، قال سفير الاتحاد الأوروبى، إن المشاركة فى إعادة الإعمار يجب أن تتم من خلال عملية سياسية معترف بها تتم من خلال دعم وتعزيز من جانب الأممالمتحدة، حيث إن وجود أى حل سياسي لابد وأن يتم فى إطار تضعه الأممالمتحدة. وأضاف، أن عودة اللاجئين السوريين لبلادهم مرتبط بوجود ظروف معيشية ملائمة هناك بحيث يستطيع الشعب السورى الاستقرار والبدء فى إعادة الإعمار. وقال سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، إن الإتحاد ليس طرفا فى الأزمة ليحدد ما إذا كان مستقبل سوريا يعد أفضل بوجود أو عدم وجود الرئيس السورى بشار الأسد، بل هو أمر على السوريين تقريره، ولكن ما يعرفه الجميع أن هناك جرائم قد ارتكبت فى حق الشعب السورى وهى جرائم ضد الإنسانية ليس من الجانب الحكومى فقط بل من جانب ميليشيات مسلحة ومجموعات جهادية. كما يرى الجميع أن الضرورة تحتم الإسراع من وقف إطلاق النيران وبدء العملية السياسية وفقا لقرارات الأممالمتحدة. وكان مؤتمر بركسل الثاني حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، قد عقد في 24 أبريل 2018، حيث اجتمع المجتمع الدولي وحكومات البلدان المضيفة للاجئين لإعادة تأكيد التزاماتها بمساعدة ملايين المدنيين المتضرّرين في سوريا واللاجئين السوريين والمجتمعات التي تكرّمت باستضافتهم. وتعهّد الاتحاد الأوروبي و 35 بلداً مانحاً بتمويل قيمته 4.3 مليارات دولار (3.5 مليارات يورو) لدعم نشاطات إنسانية وتنموية ونشاطات ترسيخ الاستقرار، لعام 2018 في سوريا والمنطقة، تعهّد من أصلها 21 بلداً مانحاً والاتحاد الأوروبي ب 3.5 مليارات دولار (2.9 مليار يورو) للفترة 2019-2020. كما أعلنت مؤسسات مالية دولية وبلدان مانحة قروضاً بقيمة 21.2 مليار دولار (17.2 مليار يورو) تقريباً. في ضوء انعقاد مؤتمر بركسل الثالث 12-14 آذار 2019 والذي سيستضيفه الاتحاد الأوروبي، ويشارك مع الأممالمتحدة في رئاسته المشتركة، نشر الاتحاد الأوروبي اليوم تقريراً يرصد التقدّم المحقق على صعيد الوفاء بتلك التعهّدات.