لم تكن وقائع الضرب وقذف الأوراق وحتى التلاعب وانتحال صفة آخرين وقائع جديدة على الانتخابات في مصر، ولكن الجديد هو أن سيدات منتقبات أصبحن طرفا أساسيا بشكل لافت للنظر في محاضر مخالفات لجان أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة يناير. بشهادة كثيرين فالانتخابات الرئاسية الحالية أكثر تنظيما من سابقتها البرلمانية التي شابها –بحسب تعليقات مراقبين وحقوقيين- عدد من المخالفات الانتخابية كالدعاية أمام اللجان وتوجيه الناخبين واستخدام الشعارات الدينية وغيرها.. ولكن الوضع مختلف هذه المرة، وكذلك نوعية المشكلات التي واجهت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. محاضر الشكاوى التي وصلت اللجنة العليا أو اللجان العامة في المحافظات تقول إن المنتقبات كن شريكًا أساسيا في تلك الشكاوى سواء معتديات أو ممنوعات بصورة أو بأخرى. ففي المنوفية وتحديدا في اللجنة رقم 10 الجمعية الزراعية بقرية شنوان بالمنوفية قامت السيدة سماح عيد فرحات بالتعدي على شيرين ماهر العشماوي وكيل النيابة الإدارية ورئيس اللجنة الفرعية بعد أن طلبت منها كشف النقاب للتحقق من شخصيتها. الموقف نفسه تكرر في كفر الشيخ وتحديدا في مدرسة أحمد عرابي الابتدائية، حيث أقدمت سيدة منتقبة على قذف القاضى المشرف على اللجنة ببطاقة إبداء الرأى فى وجهه، عندما طالبها بالكشف عن وجهها لإحدي المندوبات داخل اللجنة للتأكد من شخصيتها من خلال بطاقة الرقم القومى. ولكن ما حدث أن السيدة المنتقبة رفضت هذا الطلب فطلب منها القاضى الخروج من اللجنة، فما كان منها إلا أن قذفته بالبطاقة فى وجهه. وإ ذا تركنا الوجه البحري واتجهنا إلى الجنوب وتحديدا مدينة إخميم في اللجنة 43 بالمعهد الابتدائي الأزهري تم ضبط سيدة منتقبة انتحلت شخصية سيدة أخرى للتصويت بدلا منها، ولكن القاضي تمكن من التعرف على هويتها وحرر محضرا بالواقعة على الفور. الواقعة نفسها تكررت بكفر الشيخ بمدينة فوه بمدرسة الجمهورية الابتدائية، حيث حاولت سيدة تبلغ من العمر 23 عاما الإدلاء بصوتها محل سيدة أخرى، وتم تحرير مذكرة ضدها. وفي مدرسة محمود صدقي بالإسكندرية عروس البحر رفضت المنتقبات غمس أصابعهن في الحبر الفسفوري الذي يضمن عدم تصويتهن مرة أخرى، وكذلك الأمر في مدرسة الخديو إسماعيل بشارع طوبار بالقاهرة. وفي أسيوط، قام عدد من المنتقبات بمحاولة توجيه الناخبين لصالح أحد المرشحين الإسلاميين، وتحديدا في مدرسة الجهاد بقرية الهمامية في البداري، وكذلك في القاهرة في الهرم قامت ثلاث منتقبات بمحاولة توجيه الناخبين أمام لجنة مدرسة أم المؤمنين لصالح أحد المرشحين الإسلاميين. وكما كانت المنتقبات هن الأبطال في المشاهد الماضية كن أيضا مفعولا بهن في المشاهد أخرى، حيث كن الشريحة الأكبر التي تم منعها من التصويت في الانتخابات الرئاسية، بسبب تمسكهن بعدم الكشف عن هويتهن للقاضي أو للمندوبة المكلفة بهذا الأمر. كذلك كان الحال في لجنة المثلث بكفر الشيخ الذي رفض إدلاء المنتقبات بأصواتهن وكذلك كان الحال في المحلة بمدرسة صفية زغلول الذي أصر على التأكد من هوية المنتقبة بنفسه، وحدثت حالة من الهرج والمرج داخل اللجنة. ولعل أبرز ما حدث من المنتقبات وقع في دشنا حيث رفضت 15 سيدة الكشف عن وجوههن للمراقبات باللجنة للتأكد من هويتهن، وكتب رئيس اللجنة مذكرة بما حدث للجنة العليا وتم منعهن من التصويت.