تمر الحكومة الأمريكية منذ منتصف الليلة الماضية بحالة إغلاق جزئي، بعد تخطي الموعد النهائي للتوصل لاتفاق حول التمويل، في الوقت الذي تستمر فيه النقاشات للتوصل لاتفاق. يعتبر هذا الإغلاق الجزئي هو الثالث من نوعه خلال العام 2018، حيث أغلقت الحكومة في 20 و21 و22 من يناير، وفي ال9 من فبراير، وأخيرا في ال22 من الشهر الجاري، في حدث هو الأول من نوعه تغلق فيه الحكومة لثلاث مرات بالعام ذاته منذ 40 عاما وبالتحديد منذ العام 1977. والإغلاق الجزئي هذا يعني أن التمويل لنحو 25 في المائة من مؤسسات الحكومة الفيدرالية قد نفذ، وهذا يعني تأثر اعتمادات لكل من وكالة الأمن الوطني ووزارة العدل ومشاريع التطوير المدنية والإسكان إلى جانب أمور أخرى. وللحيلولة دون "الإغلاق" كان يفترض أن يتوصل مجلسا النواب والشيوخ إلى اتفاق مع البيت الأبيض قبل منتصف الليل لرفع سقف الموازنة الفيدرالية. لكن المفاوضات التي استمرت حتى اللحظات الأخيرة، باءت بالفشل بسبب رفض المشرعين الديمقراطيين الموافقة على تمويل بناء الجدار الحدودي، الذي يريد الرئيس دونالد ترامب تشييده لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة من الجنوب. وبسبب بلوغ عشرات الإدارات الفيدرالية سقف الميزانية المحدّد لها وعدم إقرار قانون يرفع هذا السقف، فإن هذه الإدارات لن تتمكن من فتح أبوابها السبت، كما أن موظفيها، وهم بمئات الآلاف، سيضطرون لأخذ إجازة غير مدفوعة الأجر. ولم يتضح بعد إلى متى سيستمر هذا الإغلاق لكن المؤشرات بدت غير مطمئنة، ما ينذر باحتمال أن يمضي الأمريكيون عطلتي الميلاد ورأس السنة محرومين من خدمات حكومية رئيسية. من جهته قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في مقطع فيديو: "سيكون هناك إغلاق ولا يمكننا القيام بأي أمر للحيلولة دون ذلك لأننا نريد من الديمقراطيين إعطائنا أصواتهم".