توقفت الحكومة الفيدرالية الأمريكية، منتصف ليل أمس، عن العمل بشكل جزئي، بعد فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في التوصل إلى تسوية بشأن الموازنة الجديدة لعام 2018، بعد رفض الحزب الديموقراطي المشروع المقدم من الحزب الجمهوري، رغم المفاوضات المكثفة بين الحزبين وتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى أصبح لا يمكن التكهن بمدة الإغلاق التي تأتي بالتزامن مع ذكرى مرور عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة. ودخل الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية حيز التنفيذ في منتصف الليل للمرة الأولى منذ إغلاق عام 2013 الذي حدث في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، واستمر وقتها لمدة 16 يومًا، ومن المنتظر أن تستأنف المفاوضات بين الجمهوريين والديموقراطيين اللذين يتبادلون الاتهامات بالتسبب في الإغلاق، لمحاولة التوصل إلى اتفاق ولو بشكل مؤقت. وصوت أعضاء مجلس النواب، بأغلبية 230 صوتا مقابل 197 صوتا لتمديد تمويل الحكومة، لكنهم فشلوا في الحصول على إقرار مجلس الشيوخ، وفي حال استمرار الإغلاق ستواصل العديد من الخدمات الحيوية عملها، منها هيئات الأمن القومي، والبريد، ومراقبة الحركة الجوية، والخدمات الطبية للمرضى الداخليين، وطب الطوارئ، والمساعدة في حالات الكوارث، والسجون، والضرائب، وتوليد الكهرباء، بينما سيتم إغلاق المؤسسات الحكومية غير الضرورية، كالتي يعمل بها الموظفون المدنيون في وزارة الدفاع، والمتنزهات الوطنية والمواقع الأثرية التي أثارت غضبًا شعبيًا في الإغلاق السابق عام 2013، كما سيتم إجبار الموظفين غير الأساسيين على بدء أجازة مؤقتة غير مدفوعة الأجر. البيت الأبيض يتهم الديموقراطيين اتهم البيت الأبيض الديمقراطيين بالتسبب في عرقلة التوصل لتسوية بشأن الموازنة الجديدة للحكومة الأمريكية، ووصف تصرفهم بسلوك الخاسرين، وأنهم بذلك يجعلون المواطن الأمريكي رهينة بعد الإغلاق الجزئي للإدارات الحكومية. ويكمن الخلاف في طلب الديمقراطيين أن تتضمن الموازنة الجديدة حماية مئات الآلاف من المهاجرين صغار السن غير الشرعيين لكن الجمهوريين يرفضون ذلك حتى الآن. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، للاجتماع في البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق حول الموازنة الجديدة ، نظرًا لاحتياج أصواتهم في مجلس الشيوخ لإقرار الموازنة، لكن المحادثات باءت بالفشل. وقالت سارة ساندرز، الناطقة باسم الرئيس دونالد ترامب: هذا المساء، وضع الديموقراطيون في مجلس الشيوخ السياسة فوق أمننا الوطني، وأضافت: لن نتفاوض بشأن وضع المهاجرين غير الشرعيين بينما يجعل الديموقراطيون مواطنينا رهائن لمطالبهم غير المسؤولة. عام في الرئاسة يتزامن التوقف الجزئي للحكومة الأمريكية مع مرور عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة، حيث كان العام المنصرم حافلا بالمعارك السياسية والملاسنات والشائعات والقرارات المفاجئة والعديد من الأزمات التي كان آخرها أزمة التوقف الجزئي للحكومة. بدأت أزمات إدارة ترامب مع الإعلام الأمريكي عندما ادعى أن من حضروا حفل تنصيبه أكثر من الذين حضروا حفل تنصيب باراك أوباما، وأثبتت الصور الجوية عكس ذلك، وتلا ذلك أزمة اللاجئين حينا وقع ترامب مرسوما بمنع رعايا 7 دول مسلمة وهي العراق، واليمن، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان وسوريا منع دخول البلاد، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى داخل المطارات الأمريكية، وعمت المظاهرات المدن الأمريكية احتجاجا على ما اعتبرته تمييزًا ضد المسلمين، حتى قررت محكمة أمريكية تجميد القرار فيما بعد. وبخلاف ما سبق، فإن مزاعم التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية أحدث أزمة أثارت جدلا واسعًا بعد إقالة ترامب لمدير وكالة المباحث الفيدرالية جيمس كومي، بعد أن شرع في التحقيق باحتمالية التدخل الروسي في الانتخابات. وعلى صعيد سياسته الخارجية، فتمثل كل من كوريا الشمالية وإيران "الخصمين اللدودين" لواشنطن منذ تولي ترامب الرئاسة، كما فشل ترامب في إقناع الكونجرس باتخاذ قرار بناء جدار مع المكسيك عبر تخصص ميزانية تقدر ب 25 مليار دولار لذلك. كما كان من قرارات إدارة ترمب المثيرة للجدل، انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس للمناخ التي طالما قال إنها تضر بمصالح بلاده، فضلا عن الانسحاب من منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو".