بمجرد أن تطأ قدماك مدخله، تجذب العين معالمه الأثرية القديمة، لكنها تضيع وسط بعض الإشغالات وقدم الشارع مع تهالك بنيته التحتية، الأمر الذي دفع القيادة السياسية، لإصدار قرار بتطوير شارع "المطراوي" في حي المطرية، وتحويله لممشى سياحي، على غرار شارع المعز في حي وسط القاهرة، لما له من أهمية تاريخية ودينية وسياحية، خاصة وأن مسار العائلة المقدسة كان من خلاله. أهمية الشارع:
يعد شارع "المطراوي" في حي المطرية، من الشوارع الهامة، وقد يعتقد البعض أن حي المطرية سمي بذلك، نسبة إلى الشارع، وهو ما رجحته بعض الروايات التاريخية.
اكتسب الشارع أهمية، لأنه يضم مزارات سياحية ودينية هامة، على رأسها مسلة سونسرت الأول، وشجرة مريم، والتي استقبلت العائلة المقدسة خلال رحلتها، بالإضافة لوجود مسجد "المطراوي" فيه. من هو المطراوي؟ يذكر أنه -بحسب المؤرخين- تعود تسمية حي المطرية بهذا الاسم، نسبة لمسجد ومقام سيدي أحمد المطراوي، سليل الدوحة النبوية وخال القطب سيدي أحمد البدوي، وأحمد المطراوي الحسني، من نسل الجواد بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الإمام الحسين رضى الله عنه بن الإمام علي، ومن نسل السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وهو خال السيد البدوي، وابنته زوجة السلطان أبو العلا الحسن أبو علي، ومن أحفاده سيدي عبد الرحمن وسيدي محمد أبو النورين وسيدي محمد أبو النور وسيدي مصطفى المطراوي وسيدي حمودة المطراوي، ولد بالمغرب فى مطلع القرن الثامن الهجري، خرج منها إلى مصر فطاب له بها المقام، حتى وافته المنية ودفن بهذا الموضع، وذلك فى القرن السادس الهجري. معالم الشارع:
أنشئ مسجد "المطراوي"، في عهد الخديوي توفيق، وتوجد بالشارع أيضًا مسلة سنوسرت الثالث "في ميدان المسلة"، حيث تقف شامخة صامدة في وجه الزمن شاهدة على حضارة مصر الفرعونية.
وفي منتصفه، تقع شجرة العذراء مريم والبئر المقدسة، حيث استظلت العذراء والمسيح "عليهما السلام"، ويوسف النجار بالشجرة المباركة، وشربوا من البئر الطاهرة، وهما باقيتان إلى الآن. أما في آخر الشارع، يقع مسجد وضريح العارف بالله سيدي أحمد المطراوي، أحد الأقطاب الصوفية من صحبة سيدي أحمد البدوي رمزًا لسماحة حضارة مصر الإسلامية، ففي الشارع، اجتمع تاريخ مصر الفرعوني والقبطي والإسلامي في شارع واحد، كما أن الطرق الصوفية، تحتفل بمولد "أحمد المطراوي"، بميدان المطرية، ويأتي للاحتفال مريدو الطرق المختلفة ومنها "الأحمدية"، وتكثر الخيام التي تستضيف محبيه من كل المحافظات وخاصة القاهرة والصعيد. محافظة القاهرة: وأكد المهندس صادق علي، رئيس حي المطرية، في تصريح ل "بوابة الأهرام"، أن القيادة السياسية وجهت بتطوير الشارع بالكامل، وتحويله لممشى سياحي، مع رصد ميزانية لتنفيذ ذلك، لافتًا إلى عقد اجتماعات تمهيدية بحضور المهندس إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، مع مسئول التخطيط العمراني بوزارة الإسكان الأيام الماضية، لبحث كيفية تطوير الشارع وإعادة تخطيطه، موضحًا أن الجدول الزمني لتنفيذ ذلك والانتهاء منه، لم يحدد بعد. قاطنو الشارع: التقتهم "بوابة الأهرام"، حيث رحب أصحاب المحال التجارية بالتطوير وتحويل الشارع الأثري لممشى سياحي، مؤكدين أن ذلك سيثري المنطقة بالكامل، خاصة مع قدوم السائحين فيما بعد، وستصبح لمحالهم قيمة تجارية واقتصادية عالية، بل ستتحول بعضها لبازارات، قد تنعش دخل كثير من العاطلين عن العمل، وستفتح أبواب رزق للجميع، فالشارع مليء بمنشآت دينية تاريخية وآثار فرعونية وقبطية، لكنها مهملة، نظرًا لعدم الاهتمام بها. من جانب آخر، تخوف كثير من سكان الشارع، من مشروع التطوير، وقال "أبو حامد"، من الأهالي ل "بوابة الأهرام"، إنه مع التطوير، شرط ألا يحول الشارع لممشى سياحي، خوفًا من طمس هوية شعبيته وسط حي المطرية الذي يعد من أكبر أحياء القاهرة الشعبية، كما أن هذا التحويل، سيعطل حركة دخولهم وخروجهم بحرية من وإلى الشارع.