لا تمر ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، التي توافق اليوم، 11 نوفمبر، الذكرى الرابعة عشرة لرحيله، كذكرى عادية فقط، بل إنها إحياء لذكرى أحد رموز النضال الفلسطيني، على مر تاريخه، ورمزا للمقاومة ضد الاحتلال في التاريخ الحديث. وأحيت خارجيتنا هذه الذكرى اليوم، والتي غرد المتحدث باسمها قائلا "تحية إلى رمز النضال الفلسطيني، إلى روح الزعيم ياسر عرفات، في ذكرى رحيله الرابعة عشر، والتي تُذكّرنا اليوم بتضاعُف أهمية الرسالة التي لطالما حملها أبو عمار على عاتقه... رسالة وحدة الصف الفلسطيني في سبيل استعادة حقوقه التاريخية المشروعة وتحقيق السلام". سهى عرفات و ريموندا الطويل . في أثناء حرب 1948، ترك عرفات الجامعة، وذهب إلى فلسطين مع غيره من العرب، وسعى للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل. كما واصل بعد عودته للقاهرة نشاطه السياسي، فتم انتخابه رئيساً لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة من عام 1952 لعام 1956. سافر عام 1957 إلى الكويت، وعمل فيها مهندساً معمارياً، وبدأ فيها بتشكيل مجموعات من أصدقائه الذين لجأوا إلى الكويت قادمين من غزة، وتطورت تلك المجموعات حتى كونت حركة عرفت باسم حركة فتح. وأول المؤسسين للحركة هم خليل الوزير، وصلاح خلف، وخالد الحسن، وفاروق القدومي. ولم يُعرف بالتحديد وقت تأسيس حركة فتح، إلا أن تأسيسها كان في الفترة ما بين عامي 1958-1960 . التي جاء اسمها اختصاراً معكوساً لحركة التحرير الوطني الفلسطيني. مبارك و كلينتون بجنازة الملك حسين بعمان . أبوعمار الذي كان اسمه عند مولده محمد عبدالرؤوف القدوة الحسيني، لكنه عرف باسم ياسر عرفات، وكنى نفسه بأبوعمار، ولد في عام 1929 بمصر، لوالد تاجر جاء لمصر قبل ميلاده بسنتين، وعاش صباه وشبابه ما بين القدسوالقاهرة التي درس بها الهندسة حتى عام 1951. ودخل عرفات معركة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، فتولى عام 1969 قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وبذل جهدا كبيرا من أجل دعم الحركة من الدول العربية، وهو ما نجح فيه إلى حد كبير. وشارك أبوعمار في عمليات النضال المسلح التي شنتها الحركة ضد الاحتلال، كما شاركت في الدفاع عن لبنان ضد الغزو الإسرائيلي عام 1982، أثناء الحرب الأهلية، وخلال تلك الفترة كان عرفات أحد أهم أضلاع القيادات العربية في الصراع العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي. ياسر عرفات فى صورة فردية . وبعد التغييرات السياسية العالمية التي انهار خلالها الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية، قاد عرفات الدولة الفلسطينية لعملية السلام، ومحاولة حل الدولتين، في إطار قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي. وبدأت عملية السلام بين الفلسطينيين بقيادة عرفات بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، والذي مهد لاتفاقية أوسلو عام 1993، والمعروفة رسميا باسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، برعاية الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون. ياسر عرفات يجتمع مع بيل كلينتون و ايهود باراك . ونتيجة لمجهوداته الكبيرة في محاولة تحقيق السلام منح جائزة نوبل للسلام عقب اتفاقية أوسلو، وظلت عمليات المفاوضات بين الطرفين، حتى عام 2000، عندما رفض أبوعمار التنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني، والتوقيع على اتفاقية مع الاحتلال، مما تسبب في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. ومع تشدد رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، آرئيل شارون، وقتها، ضد الفلسطينيين، حاصر مقر إقامة عرفات في رام الله في مارس 2002، واستمر الحصار عليه إلى أن اشتد عليه المرض في أكتوبر 2004، وتم نقله لتلقي العلاج في باريس، إلى أن لقي وجه ربه في مثل هذا اليوم عام 2004. وتضاربت الأقاويل حول وفاته، هل كانت طبيعية، أم تعرض لتسميم، لكن كما كانت البداية في القاهرة، شيعت جنازة عرفات في القاهرة أيضًا، قبل دفنه في رام الله. ميخائيل بوجدانوف يضع اكليل زهور عند قبر ياسر عرفات . رحل عرفات وما زالت شخصيته الفريدة حاضرة كمقاتل وسياسي محنك، وما زال حاضرا كرمز للنضال ببدلته المعروفة، وشاله الفلسطيني المعروف عنه، وما زلنا نحيي ذكراه الطيية، نظرا لما تركه الرجل من إرث نضالي عظيم.