يصادف اليوم ذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي ولد في 24 أغسطس 1929، وهو سياسي فلسطيني وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال. اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، عرفه الناس مبكرًا باسم محمد القدوة، واسمه الحركي "أبو عمار"، ويُكنّى به أيضًا. سيرته الذاتية تلقى ياسر عرفات تعليمه في القاهرة، والتحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري، وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، تخرج مهندسًا في جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم ما لبث أن انخرط في شبابه في الحركة الوطنية الفلسطينية، في شباط 1969م، انتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1973م انتخب قائدًا عامًّا لقوات الثورة الفلسطينية. في نوفمبر 1984م وإبريل 1987م، أعيد انتخابه رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من المجلس الوطني الفلسطيني، في منتصف نوفمبر عام 1988 تم إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتخب عرفات رئيسًا لدولة فلسطين. في ديسمبر 1988 أطلق عرفات ما يسمى بمبادرة السلام الفلسطينية؛ لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناءً عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريجان حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس. في نهاية مارس عام 1989م تم اختاره من المجلس المركزي الفلسطيني رئيسًا لدولة فلسطين، بعد أن تم اختياره لهذا المنصب من المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة. في أكتوبر من عام 1993 أطلق ووجه سياسة تسمى ب"سلام الشجعان" التي انتهت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني في البيت الأبيض، وفي نفس الشهر اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي 1973 انتخب نائبًا دائمًا للرئيس في حركة عدم الانحياز، بعد أن شارك بصفته رئيسًا للجنة التنفيذية للمنظمة في مؤتمر القمة الرابع للحركة في الجزائر، وفي يناير 1996 تمّ انتخابه رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية – الانتخابات العامة. حياته السياسية أهم خطوة مهدت لظهور عرفات كقائد فلسطيني هي حركة فتح، ففي عام 1958م وأثناء عمله مهندسًا في دولة الكويت، شكّل عرفات ورفاقه الخلية الأولى التي تبنَّت الكفاح المسلح طريقًا لتحرير فلسطين، وبدأ عرفات في محاولة جمع عدد من البنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية. وفي ليلة الأول من يناير عام 1965م نفذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أولى عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي بنسف محطة مائية. وفي أعقاب حرب عام 1967م انتقل عرفات للعمل السري في الضفة الغربيةالمحتلة؛ حيث قام بتنظيم مجموعة من خلايا المقاومة، واستمر ذلك مدة أربعة أشهر. معركة الكرامة في أعقاب حرب 1967م توفرت لعرفات ظروف ملائمة لتطوير الثورة ومقاومة الاحتلال، حيث توجد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، فعمل أبو عمار على تدريب العديد من الشباب الفلسطيني، وذلك عبر التسلل من الحدود ونهر الأردن؛ الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية لشن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء على المقاومة، وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وقتها أظهرت المقاومة الفلسطينية بطولة خارقة خلال هذه المعركة. أحداث أيلول الأسود 1970 هي معارك طاحنة دارت بين الجيش الأردني وقوات المقاومة، في أعقاب قيام بعض فصائل المقاومة باختطاف أربع طائرات ركاب وإجبارها على الهبوط في الصحراء الأردنية، فهاجم الجيش الأردني قواعد المقاومة في عمان وجرش وعجلون، سقط خلالها العديد من الضحايا من الجانبين، قررت بعدها المقاومة الانتقال إلى لبنان بعد تدخل العديد من الوساطات العربية لإنهاء الصدام بين الجانبين الأردنيوالفلسطيني. قمة الرباط اتخذ مؤتمر القمة العربية التي عقدت في الرباط عام 1974م قرارًا باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًّا وحيدًا للشعب الفلسطيني. بيروت 1982 بعد اشتداد عمليات المقاومة، وتسديد ضرباتها الموجعة للعدو الإسرائيلي، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي الراحل آرئيل شارون لبنان، حتى وصل إلى مشارف بيروت، وقام بمحاصرة الجانب الشرقي من بيروت وهي المنطقة التي توجد فيها مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، دام الحصار الإسرائيلي 80 يومًا، ولكن لم تتمكن قوات الاحتلال من اقتحام بيروت بسبب صمود عرفات ورفاقه، وبعد وساطات عربية ودولية خرج أبو عمار ورفاقه من بيروت إلى تونس، وكان ذلك في 30 أغسطس 1982م. إعلان الاستقلال بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م، انعكست تأثيراتها على القضية الفلسطينية، وعلى أثر ذلك عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته التاسعة عشرة، في شهر نوفمبر 1988م، وفي هذه الدورة ألقى أبو عمار وثيقة الاستقلال، وفي إبريل من عام 1989م كلف المجلس المركزي الفلسطيني أبو عمار برئاسة دولة فلسطين. مؤتمر مدريد للسلام نوفمبر 1991 في أعقاب حرب الخليج الأولى، أجريت العديد من الاتصالات الدولية بشأن البدء بمناقشة سبل حل القضية الفلسطينية، التي أسفرت عن عقد مؤتمر دولي للسلام في مدينة مدريد بإسبانيا، شارك فيه الوفد الفلسطيني ضمن وفد مشترك أردني فلسطيني، وبعد هذا المؤتمر عقدت جولات عديدة من المفاوضات في واشنطن، استمرت دون فائدة؛ بسبب المماطلة الإسرائيلية، والمراوغة الهادفة الى حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه. اتفاقيات أوسلو تعد هذه الاتفاقية نقطة مهمة في مسيرة عرفات السياسية وخاصة أنها كانت لحظة تحول في حياته السياسية من المقاومة المسلحة ضد العدو الإسرائيلي إلى تبني نهج المفاوضات السياسية التي لا تنفع مع عدو كالكيان الصهيوني، ففي عام 1990م أعلن أبو عمار عن إجراء اتصالات سرية بين الجانبين: الفلسطيني، والإسرائيلي، أسفرت فيما بعد عن توقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بتاريخ 13سبتمبر1993م، والتي عرفت باتفاقية (غزة – أريحا أولًا)، بعدها عقدت سلسلة من الاتفاقيات منها اتفاقية أوسلو المرحلية في 28 سبتمبر 1995م، ومذكرة شرم الشيخ وطابا، وواي ريفر، وبروتوكول باريس الاقتصادي؛ وعلى أثر توقيع اتفاقية إعلان المبادئ، انسحبت القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في قطاع غزة ومدينة أريحا. في 4 مايو 1994م دخلت أول طلائع قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى أرض الوطن، لتبدأ عمل أول سلطة وطنية فلسطينية على الأرض الفلسطينية بقيادة عرفات رئيس دولة فلسطين. قمة كامب ديفيد 2000 في 25 يوليو عقدت قمة فلسطينية- إسرائيلية في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدةالأمريكية، وكان أبو عمار رئيسًا للوفد الفلسطيني، وإيهود باراك رئيس وزراء حكومة الاحتلال رئيسًا للوفد الإسرائيلي، برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، انتهت بالفشل أمام التعنت والصلف الإسرائيلي تجاه مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم، وفي نفس العام في الثامن والعشرين من سبتمبر حدثت انتفاضة الأقصى بسبب محاولة آرئيل شارون دخول المسجد الأقصى المبارك. وفاة ياسر عرفات 2004 في 3 ديسمبر من العام 2001م فرضت الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون حصارًا عليه في المقاطعة في رام الله، حتى ساعة وفاته في مثل هذا اليوم من عام 2004عن عمر يناهز 75 عامًا، وحتى الآن تحيط ملابسات غامضة بوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ما إذا كانت وفاته طبيعية أم جراء السم. مصادر فلسطينية أشارت إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله قامت باعتقال أحد الأشخاص بتهمة قتل طبيب توفي بعد 6 أشهر عقب وفاة عرفات كانت بداية الخيط للبحث عن ملابسات الحادثة، وأوضحت هذه المصادر أنه بنسبة كبيرة تم معرفة من دس السم للرئيس الفلسطيني الراحل، مشيرة إلى أنهم بصدد البحث عمن يقف وراء دس السم لعرفات أثناء حصاره من القوات الإسرائيلية، وأكدت المصادر أن ثلاثة فرضيات حول أسباب وفاة عرفات منها الطعام وملف المتضامنين الأجانب والفرضية الأخيرة هي الطبيب المعالج للرئيس عرفات و"ما يقف خلفه وهو أكثر الشخصيات حضورًا من لجنة التحقيق الفلسطينية"، وكشفت عن وجود اقتناع فلسطيني بأن "الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة يقف بشكل كبير حول مقتل أبو عمار". في المقابل قال خبراء روس في الطب الشرعي إنهم قاموا بفحص رفات عرفات، وقالوا إنه توفي لأسباب طبيعية، وليس جراء التسمم الإشعاعي كما تزعم أرملته، وتتسق نتائج الفريق الروسي مع تقرير علماء فرنسيين قاموا بها في ديسمبر 2013. وكانت سهى عرفات، زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل، قد تقدمت إلى القضاء الفرنسي بطلب الطعن على قرار النيابة العامة وقف التحقيق في ملابسات وفاة زوجها في ظل ظروف غامضة داخل أحدى المستشفيات الفرنسية، عام 2004. وفي أحدث تصريح حول هذه النقطة قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بأنه يعرف الشخص المسؤول عن وفاة عرفات، مؤكدًا أنه "سيُكشف قريبًا".