يفتتح مهرجان أيام قرطاج السينمائي بعد غد السبت دورته ال29 بعرض الفيلم المغربي "أباتريد" (بلا موطن) للمخرجة نرجس النجار، إلى جانب أكثر من 200 فيلم سيتم عرضها في قاعات المهرجان الذي يستمر حتى اليوم العاشر من الشهر الجاري. وحافظت إدارة المهرجان على موعد انطلاق الدورة على الرغم من التفجير الإرهابي الذي وقع وسط العاصمة الإثنين الماضي بشارع الحبيب بورقيبة الذي يضم عددا من قاعات السينما، وخلف 20 جريحا من بينهم 15 عنصرا أمنيا. ويجري الاستعداد في الشارع لتنظيم أنشطة ثقافية واحتفالية بموازاة العروض السينمائية في القاعات. ويسلط فيلم الافتتاح "أباتريد"، الذي عرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" في فبراير الماضي، الضوء على مأساة أكثر من 300 ألف من المهاجرين المغاربة الذين طردوا من الجزائر في عام 1975. ويروي الفيلم قصة فتاة تعرضت عائلتها للتشتت بسبب الطرد، بجانب الآلاف من العائلات المغربية التي تطالب بحقوقها حتى اليوم. وخصص المهرجان 19 قاعة سينما في العاصمة بما في ذلك مدينة الثقافة التي جرى افتتاحها في مارس الماضي حيث ستحتضن حفلي الافتتاح والختام للدورة، بجانب قاعات أخرى في أربع مدن بنابل وصفاقس وسليانة والمهدية. ودأبت إدارة المهرجان، وللدورة الرابعة على التوالي، على برمجة عروض في السجون، حيث خصصت أولى العروض في سجن المرناقية بالعاصمة يوم الأحد المقبل للفيلم التونسي في "عينيا" للمخرج نجيب بلقاضي. كما تشارك العراق والهند والبرازيل والسنغال في هذه الدورة كضيوف شرف في برنامج "سينما تحت المجهر" الذي سيخصص لعرض أفلام من هذه الدول. ورشحت إدارة المهرجان 13 فيلما لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة و12 للروائية القصيرة و11 فيلما لمسابقة الفيلم الوثائقي الطويل وثمانية أفلام للوثائقي القصير. وجاء في بيان لإدارة المهرجان أن الدورة "ستحتفي بقيم التسامح والانفتاح وحب الحياة، رغم الحادثة الإرهابية". كما أضافت أن "أيام قرطاج السينمائية تبقى صورة تونس العاكسة للحرية والتسامح، وهي متشبثة بقناعاتها، ولن تنحني أمام حاملي المشاريع الظلامية". وينظم المهرجان دوراته بانتظام منذ تأسيسه عام 1966 مرة كل سنتين، ثم أصبح سنويا منذ عام 2015.