وجه براق من الحالة الكوزمبوليتانية لمصر، غيبه الموت عن دنيانا، مساء أمس الأربعاء، "شانت أفيديسيان" الفنان الأرمني المعاصر من أصل مصرى، الذي وثقت لوحاته لعصر من الفن والنجوم الذين قدمتهم مصر و حققوا لفنونها و لثقافتها الريادة لعقود طويلة. ولد أفيديسيان في صعيد مصر عام 1951، ورغم دراسته الفنية وأصوله الأرمينية، إلا أن الصبغة الأساسية التي تبدوا طاغية في أعمال شانت، هي تأثره بثقافة تعظيم الهوية المصرية، واللجوء للمعامل البصري الثابت المرتبط بطبيعة مصر ومعالمها و وجوهها الشهيرة، لتأكيد الريادة التي كانت بالغة التحقق في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. شانت أفيديسيان بالإضافة لدراسته في مدرسة الفنون والتصميم بمتحف مونتريال للفنون الجميلة، التي وضعت حجر الأساس لصاحب الأنجاز التشكيلي الكبير، عندما حققت لوحته "أيقونات النيل" قيمة تجاوزت المليون ونصف المليون دولار في أحد المزادت منذ 5 سنوات، ما جعلها أغلى قيمة لوحة لفنان معاصر في الشرق الأوسط ذلك الوقت، إلا أن الأرميني المولود في الصعيد، يبدو واضحا أن مركز التأثير في تجربته التشكيلية طوال 67 عاما عاشها في دنيانا، كان المعماري المصري الشهير "حسن فتحي"، خاصة أنه عمل معه لمدة عشر سنوات. لوحات شانت أفيديسيان وبالتأمل في لوحات "شانت" التي تعرض "بوابة الأهرام" ملف خاص منها، تتحلى فكرة الأيقونة الفوتوغرافية كمركز للتجربة، مع إستخدام الرموز التي ترسخ للهوية المصرية، سواء الفرعونية منها أو الإسلامية، العربية أو المتوسطية، وإذا كان هناك من جيل الرواد في الحركة التشكيلية المصرية الذين يمكن أن نضعهم بين قوسين مع "شانت" من حيث فلسفة التجربة الفنية، فلن تكون تلك الاسماء إلا حسين بيكار، و محيي الدين اللباد. لوحات شانت أفيديسيان لعبت تجربة "شانت" دورا في تعزيز الهوية المصرية، ربما دون أن يشعر، فقد نجحت أعماله التي صورت رموز النهضة الفنية ونجوم الزمن الجميل في مصر، ومن أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب حليم، و فاتن حمامة، و أسمهان، و تحية كاريوكا، و فريد الأطرش، وغيرهم، دورا في عكس بوصلة أيقونات البوب أرت التي كانت طاغية في مصر وقادمة من الغرب، مثل مارلين مونرو، وألفيس بريسلي و غيرهما، و نجح في صناعة لوحات تضع القامات الفنية المصرية جنبا إلى جنب مع تلك الأسماء العالمية. لوحات شانت أفيديسيان كما وثقت تجربة "شانت" العديد من الوجوة السياسية المصرية، منهم الزعيم جمال عبد الناصر، والملك فاروق، وغيرهم، وبالإضافة الي نجاحه في توثيق أيقونات من الذاكرة البصرية للمصريين، لعب شانت دورا كبيرا، في إدخال أيقونات من التراث المصري والعربي، في الفن التشكيلي المعاصر لمنطقة الشرق الأوسط. لوحات شانت أفيديسيان وقد تحدت علاقته مع حسن فتحي، وهو مهندس مصري معروف جيدًا دافع عن استخدام المواد والحرف اليدوية المحلية ، وعمل على إعادة النظر في التقاليد المحلية للفن، وإلى تقدير خصائص المواد الشائعة في البيئة المحيطة. لوحة للفنان شانت أفيديسيان تتنوع أعمال "شانت" الفنية من التصوير الفوتوغرافي إلى تصميم الأزياء والمنسوجات، وإنتصر في تجربته أيضا لنظرية صديقه "حسن فتحي" بإستخدام المواد والحرف اليدوية المحلية في الفنون التشكيلية، و ربما تكون حالة إبن المهاجرين الأرمن الفارين من مذابح الأتراك، من أوائل التجارب التشكيلية في الشرق الأوسط التي ينطبق عليها مصطلح "الفنان البصري الشامل". لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان لوحة للفنان شانت أفيديسيان