الفنان المصري الأرمني «شانت أفيديسيان» تألق تألقا كبيرا في معرض دبي للفن في دورته الرابعة والذي زاره أكثر من ثمانية عشر ألف زائر.. وقد بثت عدة مواقع علي شبكة الإنترنت لوحات أفيديسيان وأهمها لوحة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. والفنان أفيديسيان فنان ذو قامة كبيرة عاش في مصر وتناول في لوحاته نجوم الفن المصري الأكثر شعبية وتأثيرا في الفن والسياسة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وجعلهم كأيقونات ورموز تمثل عصر مصر الذهبي. وربما تتذكرون اسم شانت أفيديسيان جيدا منذ نشرنا علي هذه الصفحة بتاريخ 25 نوفمبر 2008 العدد 449 مقال الناقد الأردني إياد كنعان بعنوان: «هل وجد السيوي ضالته الأسلوبية في أعمال الفنان المصري الأرمني شانت أفيديسيان؟» وهناك كتاب عن الفنان شانت أفيديسيان للناقدة روز عيسي وهو موجود بالأسواق منذ مارس 2006 وضم عشرات اللوحات التي رسمها أفيديسيان ما بين 1991 حتي 2004. واليوم أنشر كم نال شانت الإعجاب في دبي وهو فنان معروف عالميا ودائم التألق لفرادة أسلوبه وشخصيته المستقلة في أي مكان يعرض فيه وليعرض في دبي منذ أيام قليلة وفي نفس المعرض يكون هناك السيوي. والفنان أفيديسيان أرمني مصري من مواليد القاهرة 1951 درس الفنون في كلية الفنون والتصميم في مونتريال بكندا ودرس الطباعة وأيضا الديكور في باريس وعاد إلي القاهرة عام 1980 وعمل لمؤسسة أغا خان مع المهندس المعماري العبقري حسن فتحي الذي أعاد إلي النظر إلي الموارد المحلية والتقاليد الحرفية وقد جزب الفنان شانت صناعة الخيامية ودقة حياكتها وجعل بعض زخارف خلفيات لوحاته مستوحاة منها. ومنذ عام 1990 وهو يعمل في لوحات الرسم المطبوع وعرض عروضا دولية منفردة مثل معرضه في معهد العالم العربي في باريس عام 1990 والمعهد البريطاني في القاهرة 1992 وفي ليتون هاوس في لندن في متحف التروبية بأمستردام عام 1998 وفي المتحف القومي الأمريكي بواشنطن عام 2000 وله مقتنيات بالمتحف. والفنان شانت أفيديسيان يقدم تقنياته ومفاهيمه الفنية مكتسبا من تراث بلده علي الخلفية المصرية ليقدم رؤية فيها رأيه عن العالم حوله من خلال نجوم السياسة والفن ومن الحياة اليومية ومن شخصيات لوحاته ندركهم رموزا يشير بهم إلي مصر كأمة عربية كبيرة كما أنه يسترعي الانتباه إلي جوانب عديدة من التجربة المصرية الحديثة والهوية والقاهرة كمساحة بصرية بما يعكس حبه لعصر مضي وهو عصر الخمسينات المصري حينما كان نجومها ملوكا علي كامل العالم العربي مثل الأسطورة أم كلثوم نجمة الشرق ومنافستها الجميلة أسمهان ولأفيديسيان رأي ندركه في لوحاته برسمه لمعشوقته أم كلثوم ومعشوقة عبدالناصر كأنهما يتنافسان كملوك علي قمة الإجماع الشعبي والشهرة وقد رسم ممثلين مصريين ومطربات ونجوما مثل زكي رستم.. فاتن حمامة.. فريد الأطرش.. هند رستم.. شادية.. عبدالحليم حافظ.. تحية كاريوكا.. وغيرهم من نجوم الكوميديا في العصر الذهبي للسينما المصرية. ومن لوحاته بدت علاقة السياسة بالفن تصبح من الرموز المصورة وأعمال الكتاب للناقد روز عيسي بدأ في رسمه أفيديسيان عام 1991 مع بداية حرب الخليج في رد فعل مقاوم علي ما اعتبره تأكيدا للتراث المصري ومحاولا لاستعادة وثيقة من ثراء ومكانة نجومية مصر وتعميقها للهوية المصرية العربية الحديثة مازجا في عدد من الرموز والصور بين التقليد والحداثة وسعي لزيادة صيغ التمثيل لهذه الأوضاع وتطبيقات اللون بواسطة الاستنسل. والأهم من هذا نجد لوحاته وثيقة لإعادة الهوية الثقافية والسياسية والفنية لمصر البلد الأم للفنان والذي جعلها ذات صلة في هذا العصر ما بعد الحداثة من جانب إلي جسور التقليدية والحداثة بالأسلوب والمضمون وفوق هذا فقد نجح أفيديسيان «وليس مقلده» في خلق النجم الأيقونة.. النجم الفني أو السياسي جاعلا التاريخ والسياسة والفن جزءا من الحياة.. مازجا في أعماله بين مفهوم البوب آرت ورؤيته للشخصية كأيقونة شعبية.