رغم أن دبي أصبحت معروفة بأنها مدينة ناطحات السحاب، وصاحبة أعلى مبنى في العالم بعد افتتاح "برج خليفة"، ومدينة ذات سياسة خالية من الضرائب، ومراكز التسوق الفخمة التي تجتذب السائحين والزائرين من مختلف أنحاء العالم، إلا أن هناك جانباً من هذه المدينة العالمية "الكوزموبوليتانية" ربما لا زال غير معروف لكثيرين. هذا الجانب الذي أصبح كالمغناطيس يجتذب الزوار هو الفن. فقد بدأ أصحاب المواهب الراسخة والناشئة والقائمون على الفن والنقاد الفنيون وجامعو ومقتنو الأعمال الفنية يتدفقون على الإمارة لحضور معرضها الفني "آرت دبي 2010". ويشارك في المعرض، الذي يدخل عامه الرابع هذا العام، نحو 70 صالة عرض (جاليرهات) من 30 دولة وتعرض أعمالاً لفنانين مثل الفنان الهندي، مقبول فدا حسين، المقيم في قطر حالياً، الذي سيفرد له جناح خاص. كذلك يتضمن "آرت دبي 2010" أجنحة خاصة بفنانين مصريين معاصرين مثل عادل السيوي. كما يشارك الفنان المصري الأرمني شانت أفيدسيان، فقد رسم أم كلثوم، وأسمهان وشادية وهند رستم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية البارزة، مثل الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر. ومن بين الجوانب المهمة في المعرض، "منتدى الفن العالمي"، الذي ينعقد تحت عنوان "لحظات حاسم'" ويجمع الفنانين والخبراء في الفن معا لاستكشاف الظروف السياسية والاجتماعية الرئيسية المحيطة بتطور ونمو الحركة الفنية المعاصرة في الشرق الأوسط. ويشمل المنتدى حوارات ومناقشات موسعة وحلقات عمل متخصصة، بما فيها مناقشات حول الحداثة في إيران. وأثارت أعمال الفنانين الإيرانيين طوني شافرازي وفريديون آفي وكامران ديبا اهتماماً خاصاً، نظراً لتأثيرهما في الحركة الفنية الإيرانية المعاصرة. أما المشهد الفني الفلسطيني، فإنه ينظر إلى الواقع المؤلم والمنطقة المضطربة من خلال عدسة بديلة، غير عدسة الأحداث الطاغية على المشهد ذاته عبر شاشات التليفزيون. والعديد من الأعمال الفنية المعروضة كانت تحمل صبغة سياسية، مثل أعمال الفنان السوري يوسف عبدلكي، التي تناولت تيمات مثل القمع والنضال الاجتماعي، وهي التيمات التي برزت كذلك في أعمال فنان من لبنان وإيران.