بدأ يوم السبت الماضي معرض شامل "استبعادي" للفنان "هرانت كشيشيان" بقاعة الفنون الجميلة الملحقة بمبني الأوبرا.. وقد بدأ الحدث بفقد لوحتين من أعمال الفنان أثناء نقلهما إلي قاعة المعرض.. ولم يمنع ذلك الاستمرار في الإعداد لافتتاح معرض الفنان الكبير الذي يقام بالتعاون مع الجمعية الأرمنية العامة.. فهذا الفنان والكاتب والناقد الشهير له دور إيجابي في التعريف بالفنانين ذوي الأصول الأرمنية في مصر. وقد أصدر أكثر من كتاب عن مشاهير الفنانين الأرمن في مصر أمثال اليكسندر صاروخان الذي عمل كرسام كاريكاتير في الصحف المصرية. ويعتبر كتالوج المعرض كتاباً توثيقياً بالألوان قامت بطباعته مطابع نوبار الشهيرة بالقاهرة.. ويذكر الفنان أن العدد الكلي للوحاته بلغ 2200 لوحة مرسومة بمختلف خامات الرسم والتلوين.. والفنان مؤلف موسيقي إلي جانب إبداعه في مجال الفنون الجميلة. لقد عاش في أرمينيا 15 عاماً ويذكر في كتابه أنه عاش أوقتاً عسيرة جعلته يبتعد فترة عن الرسم. وهو يؤكد أنه فنان مصري من أصل أرمني وهو سعيد بهذا الانتماء المزدوج. فهو يعتبر نفسه محظوظاً لأنه ولد بالقاهرة عام 1947 .. فمصر هي حبه الأول لأنها مهد الحضارة الإنسانية.. وقد التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة حيث درس فن التصوير الزيتي وتتلمذ علي يدي الفنان "ممدوح عمار" الذي يعلن الفنان عن أستاذيته التي جعلت من هرانت رساماً محترفاً. وبعد التخرج عمل مدرساً في احدي القري القريبة من أسوان. تتميز معظم لوحات الفنان بشحنة تعبيرية عالية. وتلاعبه بالشكل الإنساني يعتمد علي فهم عميق للتشريح وللدراسة الأكاديمية. وقد نشر بكتالوج المعرض عدة لوحات عبر فيها عن حبه لمصر واحتضانه للأهرامات كرمز مميز لوطنه الأول.. وبسبب دراسته الموسيقية تسود لوحاته إيقاعات منغمة بالغة الإمتاع. مع وجود عناصر من المذهب الوحشي في الرسم المعبر عن مشاعره وانفعالاته.