افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، اليوم السبت، مقبرة "ميحو" للزيارة، وهي المرة الأولى التي تفتح فيها أبوابها للجمهور، منذ اكتشافها للمرة الأولى في النصف الأول من القرن العشرين، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميم المقبرة. حضر مراسم الافتتاح كل، من وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومحافظ الجيزة، بالإضافة إلى عدد من سفراء الدول الأجنبية في مصر، منهم قبرص والمكسيك والبرازيل وفرنسا وهولندا وآذربيجان وليتوانيا وطاجستان، وعدد من المستشارين الثقافيين، بالإضافة إلى لفيف من فيادات ومسؤلي وزارة الآثار. وقال الدكتور مصطفى وزيري، إن المقبرة كانت مغلقة منذ أن اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع، على يد الأثري المصري زكي سعد، عام 1940م، والذي اكتشف العديد من المقابر الأخرى الرائعة، مثل مقابر نبت وخنوت زوجتي الملك ونيس. وأشار الدكتور وزيري، أن مقبرة "مِيحو" تعد من أجمل وأكمل مقابر الدولة القديمة في سقارة، والتي لاتزال تحتفظ ببهاء ألوان مناظرها الرائعة، وكثرة التفاصيل في المناظر، والتي أضيفت في عصر الأسرة السادسة، ولم تظهر في مقابر الأسرة الخامسة بسقارة، ومنها منظر تزاوج التماسيح ومنظر للسلحفاة في عصر الفراعنة. وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن من أهم المناظر التي صورت على جدران المقبرة، منظر لصاحب المقبرة يصيد الطيور بعصا الرماية، والإمساك بالحربة في الأحراش، وهو من المناظر التي تدل على نفوذ صاحب المقبرة، والذي حرص على نقشه في الحجرات الأولى، والأقرب لرؤية الزوار، بالإضافة إلى منظر الزراعة من بذر وحصاد، ومنظر صيد الأسماك بالشبكة الكبيرة، ومنظر الطهي وصناعة البيرة، والموسيقى والرقص الأكروباتي، ولم يظهر هذا النوع من الرقص في سقارة إلا في الأسرة السادسة فقط. من جانبه، قال عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرةوالجيزة، إن وزارة الآثار كانت قد بدأت في مشروع ترميم وتطوير المقبرة بالشكل الذي يؤهلها لاستقبال زوارها، وقد شملت أعمال المشروع ترميم وتنظيف النقوش الملونة على جدران المقبرة بالطرق الميكانيكية والكيميائية، وتثبيت الألوان الضعيفة، بالإضافة إلى تطوير منطومة الإضاءة للمقبرة وتغطية بئر الدفن. وقال صبري فرج، مدير عام منطقة سقارة، إن المقبرة تخص ميحو وعائلته، وقد عاش في عهد الملك بيبي الأول، حيث كان يحمل 48 لقبا، نقشوا على حجرة دفنه، والتابوت الخاص به، ومن أهمهم رئيس القضاة، ووزير، والمشرف على كتبة وثائق الملك، ومشرف على مصر العليا، وحاكم الإقليم. أما عن وصف المقبرة، فقد أشار مدير آثار سقارة، أنها تقع جنوب السور الجنوبي لمجموعة هرم زوسر المدرج بحوالي ستة أمتار، وتبلغ مساحتها 511.92 متر مربع، وتضم حجرات دفن لابنه "مري رع عنخ" وحفيده "حتب كا الثاني"، وتتكون من ممر أرضى منحدر باتساع 2.75م، وبها 6 حجرات (مابيت حجرات وردهات)، وفناء في المنتصف يؤدي إلى حجرة الدفن على بُعد 5م، من أرضية المقبرة، حيث عثر في حجرة الدفن على تابوت، ذو غطاء تبلغ أبعاده 3.10x 1.55x 1.95، وبالجدار الجنوبي كوة وُضع بها الأواني الكانوبية، كما يمكن الوصول إلى حجرة دفن مري رع عنخ (ابن ميحو) عبر بئر خلف حجرة الباب الوهمي الخاص به، وكان يحمل مري رع عنخ 23 لقبا، حفروا على جدران غرفة الدفن والتابوت الخاص به، وأهمهم رئيس قضاة ووزير، وحاكم إقليم بوتو، ومشرف بيت العمالة. أما حجرة دفن حتب كا الثاني (حفيد ميحو)، والذي عاش في عصر الملك بيبي الثاني، فقد قام بنقش بابه الوهمي في حجر بهو الأعمدة الخاص بميحو، ووجد عليها نقوش لعشرة ألقاب يحملها حتب كا الثاتي، منها رئيس قضاة ووزير، والأمير، ومدير القصر، وحامل أختام ملك مصر السفلي. . . . . . .