في تلك المدينة الهادئة، أكتاو غرب كازاخستان، ستنطلق فعاليات قمة دول بحر قزوين، غدًا الأحد، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني حسن روحاني، وإلهام علييف رئيس أذربيجان، وقربانقلي بردي محمدوف رئيس تركمانستان، فضلاً عن رئيس البلد المضيف كازاخستان نور سلطان نزارباييف. مدينة أقرب إلى قرية وحينما يتجول الزائر في شوارع المدينة، تجدها موغلة في الهدوء، ومقلة في عدد البنايات للدرجة التي يظن الزائر معها أنه يمر من قلب قرية متطورة نوعًا ما في الريف المصري، لذا فالبساطة هنا عنوان كل شيء، وفي المقدمة منهم أهلها، ولعل ذلك قد سهل عملية تأمينها ووصول رؤساء الدول والوفود المشاركة. وكغيرها من المدن الكازاخية، تتميز مدينة أكتاو الكازاخية بالعديد من الصفات والمزايا، التي جعلت منها مدينة مهمة واستراتيجية رغم صغر مساحتها وقلة مبانيها الشاهقة، فهي أقرب إلى المدن التقليدية القديمة، ومن أبرز سمات هذه المدينة العراقة التاريخة والموقع المطل على بحر قزوين الغني بالخيرات والثروات الطبيعية. سر شيفتشينكو ويعني اسم هذه المدينة الواقعة على الضفة الشرقية لبحر قزوين "الجبل الأبيض"، بينما ترجع أسباب التسمية حسب العديد من الروايات إلى تواجد المنحدرات المطلة على بحر قزوين، وفي الوقت نفسه حملت هذه المدينة اسم شيفتشينكو باللغة الروسية، وذلك خلال الأعوام من 1964 إلى 1991، وسبب التسمية تكريم الشاعر الأوكراني تاراس شيفتشينكو الذي قضى 1850-1857 في المنفى السياسي خلال عهد روسيا القيصرية، بالإضافة الى استقرار عدد كبير من العمال الأوكرانيين في المدينة، وفي مرحلة أخيرة تم استعادة اسمها الأصلي إكتاو بعد حصول كازاخستان على استقلالهاعام 1991. أولياء الله الصالحين وأكتاو هي عاصمة إقليم مانغستو، وتقع في جنوب غرب كازاخستان، إلى الشرق من بحر قزوين، وبحكم موقعها الجغرافي على الناحية الشمالية لطريق الحرير القديم، فقد انتشرت العديد من المزارات الصوفية بها بسبب توطن أولياء الله الصالحين فيها خلال مرورهم من أقصى الشرق لقلب العالم الإسلامي بدول العرب، فيما سكنت أكتاو القبائل القديمة، وذلك في فترة ما قبل وقوعها ضمن العصر السوفييتي، وأشتهرت أكتاو قديما باعتبارها مخيمًا للعاملين في صناعة النفط. وفي القرن التاسع عشر، كانت رحلة إلى الشواطئ الشرقية لبحر قزوين لا تعتبر مهمة صعبة فحسب، بل إنها مهمة خطرة، حيث كانت الصحارى الواقعة شرق بحر قزوين تعتبر تقريبًا غير قابلة للوصول، مثل الصحراء في شبه الجزيرة أو وسط إفريقيا. محطة طاقة نووية كما اشتهرت أكتاو قديمًا باعتبارها موقعًا لمحطة طاقة نووية وإنتاج البلوتونيوم، لذلك عززت الحكومة الكازاخية من أهمية ميناء المدينة مع تغييراته في سياسة التصدير الدولية، وتم توسيع ميناء أكتاو صيف 2015 وذلك بهدف نقل البضائع عبر السفن عبر بحر قزوين ثم عن طريق السكك الحديدية عبر أذربيجانوجورجيا لتسليمها في تركيا وخارجها، حتى أصبح هذا الطريق الجديد ممكنًا من خلال افتتاح خط سكة حديد يربط بين جورجياوتركيا في عام 2014. عناوين من أرقام وبنظامها الفريد للواجهات، لا توجد شوارع في أكتاو تحمل أسماء؛ بدلاً من ذلك، تتكون العناوين بشكل عام من ثلاثة أرقام: رقم المنطقة (المعروف أيضًا باسم المنطقة الكبرى - المنطقة الصغرى - المقاطعة) ورقم المبنى ورقم الشقة. المناخ تقدم المدينة حالة فريدة من نوعها في تاريخ تخطيط المدينة، تم توفير أقصى قدر من الراحة للمقيمين، على الرغم من الظروف المناخية القاسية. المنطقة السكنية في مدينة أكتاو منفصلة عن المنطقة الصناعية. ومناخ أكتاو بحري معتدل حيث تهب عليها رياح ونسمات باردة من من البحر، وفي الوقت نفسه محمية من حرارة الصحراء القادمة من الشرق، ومعظم المدينة تقع تحت مستوى سطح البحر في منخفض بحر قزوين، وهي قريبة من أدنى نقطة في كازاخستان والاتحاد السوفياتي السابق في كاراجي. وتتمتع بمناخ صحراوي بارد مع فصل صيف جاف وشتاء معتدل، ومتوسط درجة حرارة خلال شهر يناير +0.5 درجة مئوية (32.9 درجة فهرنهايت)، فيما تبلغ درجة الحرارة المتوسطة لشهر يوليو عند +25.55 درجة مئوية (77.99 فهرنهايت)، ويستمر موسم الصيف من مايو إلى سبتمبر، مع متوسط درجة حرارة البحر عند +21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت). وتحتوي أكتاو على تلال صخرية وشواطئ رملية على طول شاطئ البحر، فيما توجد العديد من المنتجعات الحديثة على الساحل إلى الجنوب من المدينة، والسياح يأتون أساسًا من مناطق مختلفة من كازاخستان، فيما تضم المدينة مجموعة من الفنادق المحلية والعالمية، وتتوافر تشكلية متنوعة من المأكولات والأطباق ومنها الأوروبية والآسيوية والمكسيكية والإيطالية والهندية واليابانية. مناطق الجذب تاريخ أكتاو الحديث يعود إلى أكثر بقليل من 40 عامًا، فيما تتوفر فيها حاليًا كل متطلبات الحياة الطبيعية، فهناك المراكز الثقافية وقاعة للحفلات الموسيقى ودور سينما وعشرات المكتبات وصالات الرياضة والألعاب الرياضي، ويمكن للمرء أن يتجول في شوارع مدينة أكتاو ساعات متواصلة، بوجود التصميمات المعمارية الرائعة لمبانيها والأزقة الخضراء والمروج الخضراء الزاهية والحدائق الشاسعة، خاصة الحديقة النباتية حيث تحتضن مختلف النباتات من أنحاء كازاخستان. وتعتبر الحافلات وسيارات الأجرة هي الوسيلة الرئيسية للنقل العام داخل المدينة، فيما تضم أكتاو مطارًا دوليًا ومحطة سكة حديد وميناءً متطورًا، ويُعتبر مطارها ثالث أكبر مطار في كازاخستان من حيث حركة المرور، بعد مطارات ألماطي وأستانا، ويقع على بعد 28 كم من وسط المدينة، يخدم المطار الخطوط الجوية الكازاخستانية والدولية التي تقوم بتشغيل رحلات جوية إلى 8 وجهات محلية و 16 وجهة دولية، وهناك رحلات العبور إلى أكتاو من أي مكان في العالم عبر موسكو وإسطنبول وباكو وكييف. أكتاو الكازاخية أكتاو الكازاخية أكتاو الكازاخية أكتاو الكازاخية أكتاو الكازاخية أكتاو الكازاخية