دماء جديدة تضخ في شرايين الحياة العسكرية، أفضل الشباب الذين يتم اختيارهم "على الفرازة" ، لينضموا لخير أجناد الأرض، بعد مسيرة إعداد في مصانع الرجال وعرين الأبطال، وعلى هامش احتفال مصر والقوات المسلحة بتخريج عدد من الدفعات العسكرية الجديدة، التقينا عددًا من أوائل طلبة الكليات العسكرية الذين كرمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الْيَوْمَ خلال حفل التخرج. تحدث الأبطال عن تحول حياتهم من الحياة المدنية إلى العسكرية، والتدريبات العسكرية والبدنية التي تلقوها والمناهج التي تم تدريسها لهم. قال ملازم بحري مقاتل يوسف محمد الدسوقي إنه يشعر بالفخر لأنه منتمٍ للكلية البحرية، مضيفًا أن هذا التخرج هو بداية لتحقيق حلمه، وأن كل من يتعب ويجتهد يصل في النهاية إلى ما يريده ويسعى إليه، وأهدى نجاحه وتوفيقه إلى أسرته التي ساندته طوال سنوات، خاصة أن والده ضابط بالقوات المسلحة، وأنه من أسرة عسكرية. وقال ملازم مقاتل عبد الله عيد إنه يشعر بالفخر لالتحاقه بالكلية الحربية، التي اعتبرها من أعرق الكليات العسكرية على مستوى العالم، موضحًا أنه خضع أثناء فترة الدراسة لبرامج تعليمية وتأهيلية عالية المستوى جعلت منه جنديًا متيقظًا، على جاهزية تامة من أجل التضحية بروحه فداءً لوطنه، متعهدًا بالاستمرار في التفوق، وأن يدافع عن أمن مصر ضد أي اعتداءات، متمنيًا أن تكون مصر أفضل بلد في العالم، ووجه الشكر لوالديه اللذين ربياه على حب مصر، موضحًا أنه لولاهما لم يكن يصل إلى تلك المكانة. من جهة أخرى، قال ملازم مقاتل أحمد خالد إنه سعيد بتفوقه في دراسته، مهديًا هذا التكريم لأسرته التي تحملت الكثير من المشاق لإعداده وتعليمه، موضحًا أن طموحه يتمثل في أن يكون موفقًا في أي مهمة يتم تكليفه بها، خاصة أن المهمة الرئيسية له هي حماية الوطن، مشيرًا إلى أنه تعلم في الكلية الحربية النظام ومعرفة قيمة الوقت وتنفيذ المهام في أقل وقت والصبر، والانضباط والقدرة على التحمل، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وتحمل المسئولية. في سياق متصل، قال ملازم مقاتل مختار محمود إنه شرف كبير له أن يكون خريج الكلية الحربية، مؤكدًا أن الجيش المصري جيش عريق وجذوره ممتدة لآلاف السنين، موضحًا أن العقيدة التي يتربى عليها الطالب داخل الكلية هي النصر أو الشهادة. وقال إن الفضل في الذي وصل إليه يرجع لأسرته، موضحًا أن رغبته كانت الدخول للكلية الحربية، وقام أهله بتحقيق رغبته. وفي إطار الدور الوطني والإقليمي الذي تحتله مصر والقوات المسلحة في المنطقة، التقينا عددًا من الخريجين الوافدين من الدول العربية والدول الصديقة، حيث قال ملازم مقاتل خالد سحمي السبيعي، من الكويت، إنه شرف له أنه خريج الكلية الحربية، مشددًا على أن بدلة الضابط هي "شرف"، وأهدى السبيعي النجاح للوطن العريي ودولته ولأهله، موضحًا أنه يطمح لأن يكون ضابطًا متميزًا في بلده وأن يدافع عنه ضد أي عدائيات. وأكد ملازم جوي مقاتل أحمد زكي النجار أن الكلية الجوية المصرية من أعرق الكليات الجوية حول العالم، كاشفًا أنه كان يتمني الالتحاق بالكلية منذ الصغر، ووفقه الله في أمنيته، حيث كشف أن الكلية تتمتع بإمكانيات كبيرة، من حيث إعداد الطالب بدنيًا ونفسيًا وعلميًا، مؤكدًا أن اللياقة البدنية شيء مهم جدًا للطيران. وكشف أن طالب الكلية الجوية المصرية يطير بطائرة وهو في ال17 من عمره، وهذا لا يوجد في أي كلية طيران في العالم، كما أن الطالب لديه ساعات طيران لا بد أن يقوم بها، ولا يوجد ذلك أيضًا في العالم، موضحًا أن الكلية الجوية ترسل بعثات خارجية للطلبة لعدد من الكليات المناظرة في الدول الصديقة والشقيقة، لتبادل الخبرات في مجال علوم الطيران، وقد أثبتت الكلية الجوية كفاءتها في مناهج التدريس علي مستوى كليات العالم وإعداد الطالب بدنيًا وتعليميًا. في السياق ذاته، قال الملازم جوي مقاتل عبدالله حسن عطية عرفات إن يوم التخرج هو "يوم عيد" له ولأسرته، وإن القوات الجوية ساعدته في اكتساب الشخصية العسكرية الجادة ومهارات القيادة، كما أنه تعلم منها الانضباط واتخاذ القرار، وغرست فيه حب الوطن والدفاع عنه، بالإضافة إلى أهمية التعليم والتطوير القائم على أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة. فيما أكد ملازم جوي مقاتل زياد علي صالح، الوافد من دولة ليبيا، أنه منذ أن انضم للقوات الجوية المصرية شعر أنه بين أخوته واكتسب العديد من العلوم والمهارات القتالية ومهارات الطيران، فضلًا عن المهارات الحياتية، كاشفًا: "أعتبر أن فترة دراستي داخل الكلية هي علامة مميزة لن أنساها طيلة حياتي العسكرية، وستساعدني في القيام بمهامي في خدمة بلدي ليبيا"،ونوه بأنه لم يشعر بالغربة وسط زملائه المصريين، مؤكدًا أن ليبيا ومصر "شيء واحد"، موجهًا الشكر لكل من علمه داخل الكلية الجوية، متمنيًا أن تعود الكلية الجوية الليبية لتفعيل مهامها. وقال ملازم مقاتل عبد الرحمن محمد إن التحول من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية "ليس سهلًا، لكن تعودنا عليها، والانضباط العسكري هو السر الحقيقي في تفوق طالب الكليات العسكرية، والمناهج التي قمنا بدراستها مواكبة للعصر، وكل عام يتم تطويرها لمواكبة التكنولوجيا الحديثة". كما أن هناك تعاونًا بين الكلية وبين الدول الصديقة والشقيقة، لكي يتم نقل وتبادل الخبرة، ومعرفة الجديد في مجال الدفاع الجوي، ووجه الشكر إلى أسرته على ما قدمته من دعم له قبل وأثناء وحتى فترة الانتهاء من التعليم داخل كلية الدفاع الجوي. من جهة أخرى، أوضح أحمد الرفاعي إبراهيم، من مصر، أنه كان يسعى منذ التحاقه بالكلية إلى أن يكون من الأوائل، والهدف الرئيسي له خلال الأربع سنوات الماضية هو أن يكون مصدر سعادة لأسرته، وعن الدراسة في الكلية، أوضح أنه كان يقوم بمراجعة دروسه في الكلية يومًا بيوم، لأنها تحتاج إلى دراسة أولية من أجل الإلمام المبكر للمنهج.