قبل أن ينتهي شهر رمضان المبارك، شهدت المدن والولايات الصينية التي يتركز فيها المسلمون، طقوسًا مختلفة عن نفس الطقوس التي يمارسها المسلمون في مصر والدول العربية، وذلك لاختلاف العادات والتقاليد، رغم أن الاختلافات ليست كبيرة لكون الصيام فرض محدد المعالم والأحكام في الشريعة الإسلامية. حيث يسمى شهر رمضان في الصين "باتشاي"، حيث تحدد الجمعية الصينية الإسلامية في بكين مطلع شهر رمضان، وفقاً للحسابات الفلكية لا برؤية الهلال، كباقي الدول العربية، فيتوجب عليهم إتمام الصيام ثلاثين يومًا. من ناحيته، قال حسين إسماعيل، الخبير في الشئون الصينية، في تصريحات ل"بوابة الأهرام"، إن مظاهر الاحتفال في الشهر الكريم بالصين، لا تختلف كثيراً عن الدول الإسلامية، مؤكدًا أن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان تتضمن إحياء ليلة البراءة وصوم يوم الخامس عشر من شعبان ودعوة الأئمة لتلاوة القرآن في البيوت لاستقبال شهر رمضان بقلوب نقية ونفوس صافية . وأضاف، أنه في الشهر الكريم تتزين المساجد بالفوانيس الصينية المميزة، فيبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعليم القرآن، وآداب السنة النبوية، خاصة ما يتعلق منها بالصيام وأخلاق الصائمين. وأوضح الباحث المتخصص في الشئون الصينية، أنه خلال أيام رمضان توفر الحكومات في أماكن تجمعات المسلمين مستلزمات شهر الصوم ليشاطروا أبناء وطنهم التمتع بمجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، مضيفًا أن الصينيين يفطرون غالباً على قليل من التمر والحلوى، قبل أن يقصدوا المساجد القريبة لصلاة المغرب، وأنه بعد الانتهاء من الصلاة يتناولون الفطور مع أفراد أسرهم أو مع المسلمين في المسجد. وأضاف إسماعيل في تصريحاته ل"بوابة الأهرام" قائلاً: "يحتفل مسلمو الصين بليلة القدر مساء السابع والعشرين، ويحرصون على صلاة التراويح التي يبلغ ركعاتها عشرين ركعة غير ركعة الوتر"، مضيفًا أنه من الأعمال الخيرية التي يحرص عليها الصينيون توزيع حقائب رمضان على المحتاجين، وصار توزيع الحقائب الرمضانية عملاً يتنافس فيه المسلمون في المدن والبلدان في الصين بانتهاء شهر رمضان، وحلول عيد الفطر، وأنه خلال رمضان عام 2017، تم توزيع أكثر من 10 آلاف حقيبة على المحتاجين. وتابع الخبير في الشئون الصينية قائلاً: "كما تشمل مظاهر الاحتفال بالعيد قيام المسلمين في الصين بأداء صلاة العيد في المساجد وذبح الأضاحي، مع الحرص على تنظيف وتزيين المنازل، وارتداء الملابس الجديدة وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والجيران للتهنئة بالعيد، لكنهم يولون اهتماما خاصا لزيارة مقابر أقاربهم، حيث يقومون بقراءة آيات من القرآن الكريم، وتنظيف المقابر ووضع الأرز والقمح عليها". وأضاف أن العيد يعتبر إجازة رسمية مدفوعة الأجر لكل موظف من أبناء القوميات المسلمين وغير المسلمين، وأن الحكومة الصينية تحرص على مشاركة المسلمين فرحتهم بالعيد، فترسل مندوبين عنها في أماكن تجمعاتهم لتهنئتهم، وفى أماكن أخرى يقوم المسلمون بالخروج إلى الشروع والميادين، وهم يرتدون ملابس ملونة، ويحملون في أيديهم أعلامًا ولافتات يلوحون بها، وتقام المهرجانات والحفلات في كثير من المدن احتفالا بالعيد. . . .