بدأ العد التنازلي لتطبيق منظومة الحيازة الإلكترونية، والمعروفة ب"الكارت الذكي للفلاح"، وذلك في إطار ترشيد الدعم، وتوصيله إلى مستحقيه، وضمان سهولة صرف الأسمدة والوقود للميكنة الزراعية في خطوة لاحقة، والمساعدة في رسم السياسة الزراعية، وتحديد الإنتاج وحصر الحيازات الزراعية على مستوى الجمهورية. يشارك في تلك المنظومة كل من: وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والبنك الزراعي المصري، وشركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية "آي فاينانس"، المملوكة لبنوك الاستثمار القومي والأهلي المصري وبنك مصر. مميزات الكارت أكد تقرير لوزارة الزراعة، أنه سوف يتم إصدار كارت لمستأجري الأراضي الزراعية، تتحدد مدته وفقًا لمدة عقد تأجير الأرض، وفى وجود المالك، هذا بالإضافة إلى إصدار كارت للمصدرين، وآخر لأصحاب شركات الأسمدة والتقاوي. وأشار التقرير،إلى أن مميزات كارت الفلاح سيعطى ميزة للفلاحين في سهولة الحصول على مستلزمات الإنتاج بكل سهولة ويسر من خلال المنافذ الجديدة، التي سيتم افتتاحها بجميع المحافظات بجانب الجمعيات الزراعية الموجودة والقرى، كما يوفر الكارت الدعم المادي، أو أي مميزات يمكن أن يحصل عليها الفلاح، ويتم صرفها على الفور من خلال فروع البنك الزراعي المنتشرة بالمحافظات. مركز الخدمات الزراعية وأطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أكبر مركز للخدمات الزراعية الإلكترونية بديوان الوزارة، وذلك لخدمة تطبيق منظومة الحيازة الإلكترونية، والذي يشمل أحدث أجهزة الحاسب الآلي، وأجهزة الاتصال، وشاشات العرض، والطابعات، كما يقوم المركز بتنفيذ منظومة ميكنة الحيازة الزراعية، وكذلك دعم الفلاح بالمعلومات الإرشادية، والمعلومات الدقيقة، هذا بالإضافة إلى استخدامه كمركز تكنولوجي في العديد من المهام الخاصة بإعداد التقارير والإحصائيات وتقديم المعلومات لجميع قطاعات الوزارة، ليساهم في دعم اتخاذ القرار من خلال توافر قواعد بيانات متكاملة حول القطاع الزراعي ومجالاته المختلفة. كما سيقوم المركز بمتابعة عمليات تسجيل وتحديث البيانات على منظومة ميكنة الحيازات الزراعية، وكارت الفلاح أول بأول على مستوى كافة محافظات الجمهورية، بما فيها الإدارات والجمعيات الزراعية، كما يسهل من عمليات الاتصال المباشر بالمديريات والإدارات الزراعية، وتوجيه التعليمات والإرشادات على المستوى التنفيذي. خطوات استخراج الكارت وحسبما أوضحت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، بالتعاون مع وزارة الزراعة ووزارة الاستثمار، خطوات استخراج الكارت الذكي للفلاح في خمس خطوات فيما يلي: 1- يتوجه الفلاح إلى الجمعية الزراعية التابع لها، ويقوم بتجهيز الأوراق المطلوبة، وهى: صورة بطاقة الرقم القومي الخاصة بالفلاح، 2 صورة شخصية وصورة بطاقة حيازة مفعّلة بشرط أن تكون خالصة من كافة الرسوم. 2- يقوم الفلاح بسحب استمارة حيازة إلكترونية من الجمعية الزراعية مجاناً وتدوين البيانات بها. 3- يبدأ موظف الجمعية الزراعية بمراجعة بيانات الفلاح داخل استمارة الحيازة الإلكترونية. 4- يدفع الفلاح مبلغ 20 جنيهاً للحصول على البطاقة. 5- يتم استخراج الكارت الذكي بعد الانتهاء من مراجعة البيانات. آلية الانطلاق يقول الدكتور صفوت الحداد، نائب وزير الزراعة لشئون الخدمات والمتابعة ل"بوابة الأهرام": إن منظومة الكارت الذكي للفلاح جاهزة للانطلاق، وإن الكروت متوفرة بمنافذ البنوك، مضيفًا: بمجرد وضع آلية الإطلاق، والتي جارى عرضها على القيادة السياسية لاعتمادها سيتم تطبيقها فورًا. ويوضح الحداد: تم الانتهاء من 2 مليون، و500 ألف كارت ذكي، يغطى 4 ملايين فدان من الأراضي القديمة، لافتًا إلي سوف تكون هناك فترة سماح تصل إلى 60 يومًا من تفعيل المنظومة، وذلك لإعطاء فرصة لمن لم يستطيع ملء الاستمارات، والتوجه للجمعية الزراعية التابعة له، واستيفاء خطوات استخراج الكارت لضمان الحصول على مميزاته من صرف للأسمدة ومستلزمات الإنتاج. ويشير الحداد، إلى تأسيس قاعدة بيانات زراعية مدققة تشمل مساحات الأراضي الزراعية، والتي تستخدم فعليا في الإنتاج الزراعي، وكذلك التي تم خروجها عن الإنتاج على مستوى الدول، وتحديد دقيق للمساحات المزروعة بكل مواسم زراعي وأنواع الزراعات والكميات المتوقع إنتاجها من كل "محافظة، مركز، جمعية القرية، حوض". مرحلة تجريبية يشير حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، بدأت فكرة إصدار منظومة الكارت الذكي للفلاح منذ عام 2016، فكنا بصدد انطلاقه في الربع الأول من 2018، حيث إن هذه المنظومة تعد من الأساليب الحديثة التي تجعل الفلاح موكبًا للتكنولوجيا، لافتًا إلى إصدار ما يقرب من 2700 كارت ذكي تم توزيعها بمحافظتي السويس والإسماعيلية كمرحلة تجريبية للتدريب على استعمال الكارت. ويضيف أبو صدام، أن الكارت ما هو إلا استبدال بطاقات الحيازات الزراعية الورقية بأخرى مميكنة، مشيرًا إلى أن هذا الكارت يتميز بتحديد المساحات الزراعية تحديدًا دقيقًا، وكافة الأصناف التي قام الفلاح بزراعتها، وصرف كافة مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات تقاوي للفلاح، وعدم التلاعب بكميات الأسمدة حال ارتباط المنظومة بتوزيع كميات السماد لكل حيازة زراعية، وضمان عدم بيعها بالسوق السوداء. وشدد أبو صدام، على ضرورة ربط الكارت بالحجر الزراعي، حيث يمكن التعرف على التجار أو المصّدر للشحنات غير مطابقة للمواصفات بسهولة ومحاسبته على ذلك، كما يوفر هذا النظام جهدًا وتعبًا للمزارعين، ويقضي علي الحيازات الوهمية وفساد الدفاتر. الكارت الغبي وأثيرت مخاوف لدى نقيب الفلاحين من سوء استخدام كارت الفلاح الذكي، وتحويله إلى "كارت غبي"، وذلك في حالة عدم متابعته بالحذف والإضافة للحائزين علي الأراضي الزراعية عند نقل الحيازة من شخص لآخر، وتحول الأرض من زراعية إلى سكنية تجارية أو من أرض صحراء إلى زراعية، مشيرًا إلى انه لا يتوقف نجاح المشروع علي مجرد انطلاقه، لكن يجب الاستمرار في تطويره ومتابعته، بحيث لا يصبح الهدف منه جمع أموال الفلاحين دون تقديم أية فائدة لهم. وطالب أبو صدام، بتنظيم حملة إرشاد وتوعية للفلاحين بمميزات وطريقة استعمال الكارت الذكي بأدوات تدريبية وتعريفية، بالإضافة إلى تدريب موظفي الجمعيات الذين يقومون بالتعامل مع الفلاح والتيسير عليه، مضيفًا إلى ضرورة ربط الكارت بالبنك الزراعي المصري لضمان وصرف قروض ميسرة للفلاح، مناشدًا القيادة السياسية بالموافقة على تلك المنظومة لسرعة العمل به وتوزيعه تيسيرًا على الفلاح. الحيازات الوهمية وفي السياق ذاته، يتفق مجدي أبو العلا، نقيب "فلاحين الجيزة"، مع أبو صدام، أن تطبيق منظومة الكارت الذكي سوف تضمن عدم التلاعب والتزوير والقضاء على الحيازات الوهمية بإثبات الحيازة بالأوراق الرسمية المعتمدة، لافتًا أن هذا سوف يساعد على سهولة توريد الفلاح لمحاصيله الزراعية مثل: توريد القمح لشون، والأرز للمضارب، والقطن للمحالج، هذا بالإضافة إلى ضمان الحصول على دعمه من المحروقات في حالة وجود نقص بها أو ارتفاع أسعارها. وشدد أبو العلا، على ضرورة إحكام الرقابة على جميع الجمعيات والأماكن التي يتم التعامل معها بمنظومة الكارت الذكي، وذلك لضمان عدم التلاعب بحصص السماد. فيزا الفلاح ويشير عوض شلبي عاشور، رئيس جمعية المحاصيل الحقلية بالركابية بمحافظة دمياط، أن الكارت الذكي يعد بمثابة " فيزا الفلاح"، والتي تساعده على صرف كافة مستحقاته، سواء المالية في حالة ربطة بالبنك الزراعي المصري عن طريق ماكينات الصراف الآلي، وصرف كافة كمية مستلزمات الإنتاج دون تلاعب، مشيرًا إلى إصدار ما يقرب من 1000 كارت، ولكنه قيد التنفيذ. فيما طالب مجدي عيسي، عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي، بسرعة الموافقة على منظومة الكارت الذكي لضمان التوزيع العادل للأسمدة، والتيسير على المزارعين، مشيرًا إلى أن التنبؤات لتطبيق تلك المنظومة مفيدة للفلاح والمسئولين، وذلك لتسجيل كافة البيانات الخاصة بالحيازة الزراعية على مستوى الجمهورية لضمان وصول الدعم لمستحقيه، والتوزيع العادل للأسمدة، وفحص الشكاوى المقدمة من مزارع ضد آخر، هذا بالإضافة إلى توفير للوقت والجهد المبذول من الجهة الرقابية للمنظومة، وذلك للتحقق من تلك الشكاوى عن طريق وجود قاعدة بيانات موثقة ومثبتة على أجهزة الحاسب الآلي بالوزارة.