أحمد البري يكتب: قضية اليوم من بين الفضائل المرتبطة بتصحيح الإنسان مساره فى الحياة، فضيلة الإحسان، وله صور متعددة منها الإحسان ضد الإساءة، والإحسان بمعنى "الإتقان وإجادة الصنع" لقوله تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه" (السجدة:7)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (رواه مسلم). وتتعدد آيات القرآن الكريم التى تتناول هذه الفضيلة من كل الوجوه ومنها: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" (النحل: 90)، "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" (الإسراء: 53)، "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" (البقرة:195)، "فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين" (آل عمران 148)، والأمر بالإحسان يكون تارة للوجوب كالإحسان إلى الوالدين والأرحام، والضيوف، وتارة يكون للندب كصدقة التطوع ونحوها"، وهو يدخل فى عبادة الله تعالى، فلقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، ومن الإحسان الوجوبى، معاشرة الوالدين بالمعروف، والتواضع لهما، وامتثال أوامرهما، والبر بهما والرحمة لهما، والنزول عند أمرهما فيما لا يخالف أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ويوصل إليهما ما يحتاجان إليه ولا يؤذيهما ولا يقول لهما "أف". أيضا يكون الإحسان فى الزواج، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم"، وعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان وحسن المعاملة ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما"، وممن يجب الإحسان إليهم من أشار إليهم القرآن الكريم فى قوله تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب" (النساء:36). ويجب أن تكون كل تعاملاتنا مع الآخرين قائمة على الإحسان امتثالا لقول الله عز وجل: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" (آل عمران134). ويدخل فى باب الإحسان قضاء حوائج الناس، من تفريج كرباتهم وإزالة شداتهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم وإرشاد ضالهم، ونحو ذلك مما هو من الإحسان الذى أمر الله به، ومن وسّع الله عليه الرزق وآتاه المال فإن عليه أن يشكر الله على ذلك بصرفه في الطرق التي شرعها فيقضى الحاجة ويواسى المنكوب، ويطعم الجائع. وهكذا نجد أن الإحسان يعني أنْ يأخذ الإنسان أقل مما له، وأنْ يعطي أكثر مما عليه، فيفوز برضا الله، فهيا بنا نسلك هذا الطريق العامر بالإيمان، فنحسن إلى الجميع كما أحسن عز وجل إلينا، ونحن نصحح مسارنا فى الحياة.