شهدت محافظة بني سويف إنجازات كبيرة ومشروعات عملاقة على أرض الواقع كانت حديث الرأي العام في الآونة الأخيرة لأهميتها الكبرى وآثارها الإيجابية التي ستعود بالنفع على بني سويف بصفة خاصة، ومصر بصفة عامة . وأول هذه الإنجازات كان في القطاع الصحي، حيث استطاعت بني سويف أن تكون من المحافظات الأولى على مستوى الجمهورية والسباقة التي أنجزت خطوات ناجحة في مشوار القضاء على مرض فيروس سي ضمن خطة الدولة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي . صرح الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف بأن المحافظة نجحت في علاج 85 ألف مريض وجرى الكشف المبكر على 450 ألف مواطن، ويجرى توفير العلاج لأكثر من 45 ألفا، وتمتلك مخزونا من جرعات العلاج يصل إلى 18 ألف جرعة، وذلك من خلال مبادرة (معا للقضاء على فيروس سي) لتوحيد كل جهود الجهات الرسمية والمجتمعية في هذا الشأن، وفي مقدمة هذه الجهات وزارة الصحة والمجالس القومية والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص والمتطوعون وكان بدايتها القضاء على قوائم انتظار العلاج بوحدة الفيروسات الكبدية، والتي وصلت إلى 12 ألف مريض فيروس سي قبل تاريخ 27 أبريل 2016. أما الإنجاز الآخر في القطاع الصحي، فهو الانتهاء من المرحلة الثانية من تطوير مستشفى بني سويف العام بتكلفة 185 مليون جنيه، والتي قامت بها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وافتتحها الرئيس السيسي في الحادى والعشرين من يناير المنقضي، حيث انتهت الهيئة من بناء أكبر مبنى للعيادات الخارجية على مستوى مصر لا يوجد في أي مستشفى عام في الجمهورية . وصرح الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة في بني سويف بأن المرحلة الثانية من تطوير المستشفى العام شملت مبنى العيادات الخارجية المقام على 4 طوابق بتكلفة 185 مليون جنيه، وعلى النيل مباشرة، ويضم المبنى 34 عيادة في جميع التخصصات الطبية لأهالي بنى سويف، كما يوجد من بينها 8 عيادات للأسنان، وغرفتان للأشعة، و3 صيدليات، كما أقامت الهيئة الهندسية نظاما جديدا لاستقبال المرضى في مبنى العيادات الخارجية، بحيث يعتمد على دخول المريض للكشف من خلال حصوله على رقم من جهاز مميكن، وينتظر دوره، من خلال الرقم الذي حصل عليه مثل نظام البنوك تماما في استقبال عملائها . أما ابرز إنجازات بني سويف على الإطلاق فهو "محطة كهرباء غياضة العملاقة" أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في العالم، تقام على مساحة 500 ألف متر مربع، في قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا محافظة بني سويف، بتكلفة 2 مليار يورو، أنشأها تحالف شركتي سيمنز الألمانية والسويدي إليكتريك المصرية بالتعاون مع شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء، تنتج أكثر من ضعف إنتاج السد العالي الذي ينتج 2200 ميجا وات بينما إنتاج محطة بني سويف يصل إلى4800 ميجا وات . وتعد - "محطة كهرباء غياضة" - هذا الإنجاز التاريخي نتاج المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ في مارس من عام 2015 وتم توقيع عقد هذا المشروع العملاق كإحدى نتائج المؤتمر في نوفمبر من العام نفسه ليتحقق إنجازه في وقت قياسي، ويقدم دليلاً قاطعا على حجم الإنجازات التي تمت في عهد الرئيس السيسي، والتي ستنقل مصر نقلة نوعية سيشهد لها التاريخ والمتابعون . يؤكد المهندس هاني محمد على، مدير المشروع، وأحد مهندسي شركة مصر العليا لإنتاج الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء أنه تم الانتهاء من 98% من إجمالي العمل بالمحطة، وأن العمل في مراحل المحطة الثلاث كان يسير بالتوازي، حيث تم العمل في المحطات الغازية في الثامن والعشرين من مارس من عام 2015، وأضاف أن المحطة تتكون من 4 دورات مركبة تنتج كل دورة نحو 1200 ميجا وات، ومنها دورات غازية وأخرى بخارية وثالثة مائية . وأشار مدير المحطة إلى أن أعمال الإنشاء والبناء والعمل في المحطة وفرت نحو 7 آلاف فرصة عمل مباشرة من مهندسين وفنيين وعمال، بالإضافة إلى 35 ألف فرصة عمل أخرى غير مباشرة، وأكد أن الأولوية في العمل كانت لأبناء محافظة بنى سويف، وخاصة المنطقة المجاورة للمحطة، إلا أن بعض الوظائف المتخصصة كانت تحتاج إلى مؤهلين غير موجودين في محافظة بنى سويف، وكان الأهم لوزارة الكهرباء أن يتم الاستعانة بتلك الوظائف من المحافظات المجاورة لبنى سويف . بينما أكد وائل حمدي، نائب رئيس شركة السويدي -الحليف المصري لشركة سيمنز المسئول عن إنشاء المحطة- أن المشروع أعاد ثقة العالم في الشركات المحلية والعمالة المصرية في الإنجاز والعمل بمعايير عالمية وقياسية، وبعد نهو المشروع سيوفر 1200 فرصة عمل دائمة فضلا عن التنمية للمنطقة المحيطة . فيما أشار المهندس هاني فايد، مدير الموقع من شركة السويدي أيضاً أن المشروع شارك في إنشائه مهندسون وفنيون من 35 دولة على مستوى العالم، وأن مدة تنفيذ المحطة 3 سنوات، وهى أقصر مدة على مستوى العالم، مضيفاً أن التوربينات تم دخولها الخدمة في مواعيدها المحددة، ومنها توربينات دخلت الخدمة قبل ميعادها بنحو 256 يوماً . وأضاف أنه لدينا 8 توربينات مربوطة على الشبكة المصرية للكهرباء تنتج الواحدة 400 ميجا وات، مشيراً إلى أن آخر وحدة ستدخل الخدمة في أواخر مايو القادم، موضحاً أن المحطة يعادل إنتاجها نحو ضعف إنتاج الكهرباء في محطة السد العالي حيث تنتج 4800 ميجا وات بينما ينتج السد العالي 2200 ميجا وات . من جانبه أوضح المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف أن تكلفة المشروع 2 مليار يورو وأن نسبة التنفيذ وصلت إلى 98 % ومن المتوقع أن تصل إلى 100% في القريب العاجل . وأضاف أن المحطة تسهم بتلبية 20% من إجمالي استهلاك الكهرباء على مستوى الجمهورية لاسيما وأنها تعد من كبرى محطات الكهرباء في العالم التي تعمل بتكنولوجيا الدورة المركبة بطراز h-class، والتي تعتمد على الغاز الطبيعي في تشغيلها، وتنتج 4800 ميجاوات ، والتي ستصل بمصر إلى مرحلة التصدير ، مضيفا أن المشروع عمل به نحو 35 ألف مواطن عمالة غير مباشرة ( النقل ، المحاجر ،المعدات ...) ، و7 آلاف فرصة عمل مباشرة منهم 75 % من أبناء بنى سويف 4 آلاف تقريبا . أما الإنجاز الثالث الكبير على أرض بني سويف فهو التغلب على مشكلة الصرف الصناعي بمنطقة بياض العرب الصناعية، والتي تعد أكبر وأقدم المناطق الصناعية بمحافظة بني سويف، وظلت المنطقة تعاني من هذه المشكلة منذ ما يقرب من 12 عاما، وكان لها تداعيات سلبية أثرت على موقف الاستثمار بالمنطقة والمناطق السكنية المحيطة بها، حيث كانت تغمر مياه الصرف المصانع وتغرق منازل القرى القريبة منها بجانب محولات الكهرباء بالمنطقة، وهي المشكلة التي لم تفلح معها بعض الحلول المؤقتة والمسكنات طوال السنوات الماضية . حيث تم تنفيذ إصلاح منظومة الصرف بالمنطقة من خلال الحلول العلمية والمدروسة بناءً على توصيات المكتب الاستشاري المسند إليه وضع الحلول العاجلة والآجلة للمشكلة ، وتم السيطرة على المشكلة من خلال حلول عاجلة تضمنت إنشاء محطة ري ووحدة فلاتر، ومد خطوط شبكات ري بالتنقيط . كما ساهمت الحلول العاجلة في تجفيف مياه الصرف الصناعي المتراكمة بالمنطقة، حيث تم تنفيذ أكثر من 80% من زراعة 200 فدان لاستيعاب مياه الصرف والتي ستستوعب 3000 م3 / يوم وعند اكتمال زراعة ال 200 فدان يمكنها استيعاب 5 ألاف م3 / يوم من جملة مياه الصرف بالمنطقة التي تقدر بحوالي 11 ألف م3 / يوم ، وسيتم استيعابها عند تنفيذ الحلول الآجلة والنهائية للمشكلة . أما الإنجاز الرابع والذي يعد من أهم الإنجازات أيضاً على الإطلاق والتي لاقت رضاء شعبيا كبيرا في المجتمع السويفي فهو البدء في تنفيذ مشروع كوبري ومحور عدلي منصور، والذي يعتبر أهم المشروعات الحيوية الكبيرة وحلماً طال انتظاره، ويتم إنشاؤه حالياً بتكلفة 800 مليون جنيه وتنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لربط شرق وغرب النيل ببني سويف، وذلك لتخفيف الضغط عن الكوبرى الوحيد بالمحافظة . وأكد المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف أهمية المحور لما له من عوائد كبيرة على التنمية والاستثمار والصناعة وشبكة الطرق بالمحافظة، مشيرا إلى تعثر المشروع في بداياته، والذي تم وضع حجر أساسه في مايو عام 2014، ولم يتم البدء في تنفيذه سوى في مارس 2017 بعد مجهودات كبيرة بذلت ليخرج المشروع إلى النور، مؤكدا أن هذا المشروع كان من أولوياته منذ أن تولى المسئولية . وعن الموقف التنفيذي للمشروع أشار المحافظ إلى أن أعمال مشروع محور عدلي منصور تسير بمعدلات تنفيذ متميزة، والذي تنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث وصلت نسبة التنفيذ حتى الآن إلى 60 % تقريبا على مستوى قطاعات المحور الثلاثة، حيث بلغت نسبة التنفيذ 65 % في القطاع الأول (كوبري على النيل) ، و45 % للقطاع الأوسط (الأعمال الصناعية) و65 % في القطاع الثالث. أما الإنجاز الأخير الذي سينقل بني سويف نقلة نوعية كأول محافظة تجد حلولا جديدة للتغلب على مشكلة الصرف الصحي على مستوى الدولة فهو الانتهاء من مشروع محطة الصرف الصحي بقرية البساتين باستخدام تكنولوجيا حديثة لأول مرة في مصر تقوم على تطبيق وحدات المعالجة المدمجة بنظام ( إم بي آر ) حيث تم تنفيذ المشروع في إطار بروتوكول التعاون المشترك الذي وقعته محافظة بنى سويف مع مركز بحوث الإسكان والبناء ومؤسسة نهضة بني سويف تحت إشراف فني من شركة المياه والصرف الصحي بالتنسيق مع شركة إيماس التي تقوم بتصنيع وحدة المعالجة ومكونات المحطة الهيدروميكانيكية . يخدم المشروع الذي تكلف 5 ملايين و200 ألف جنيه نحو 3 آلاف نسمة عدد سكان قرية البساتين ويتميز بقلة مساحة الأرض المطلوبة للإنشاء وجودة المياه المنتجة من المعالجة وإمكانية استخدام الناتج من المواد الصلبة كسماد عضوي فضلاً عن أنه يتم تنفيذه من خلال المشاركة المجتمعية، حيث قامت إحدى المؤسسات الأهلية بتمويل المشروع وتبرع أهالي القرية بقطعة الأرض وشارك الشباب في أعمال تنفيذ المحطة . . .