دعا أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي القطاع الخاص في الدول الأعضاء بالمنظمة إلى الاستثمار في جمهورية شمال قبرص التركية. وقال في كلمة ألقاها في منتدى عُقد في مدينة غيرني القبرصية التركية، اليوم وحمل عنوان (استثمر في شمال قبرص)، إن ممثلي القطاع الخاص المشاركين في المنتدى يستطيعون الاستفادة من الأجواء الاستثمارية التي وفرتها قبرص التركية، لافتاً إلى ارتفاع معدل الدخل للقبارصة الأتراك، والذي يصل إلى أكثر من 13 دولارا للفرد، ويعد أعلى من المعدل العالمي للدخل القومي. أشار أوغلو إلى القواسم الثقافية والاجتماعية المشتركة بين القبارصة الشماليين، وإخوتهم في العالم الإسلامي، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن ينعكس على أجواء التعاون الاقتصادي بين الجانبين. ونوه بالكفاءة العالية التي تتمتع بها قبرص التركية، وبخاصة في مجالات التعليم العالي في ظل وجود 6 جامعات تعتبر من الأفضل في العالم، وتستقبل عشرات الآلاف من طلبة الدول الإسلامية. أشاد أوغلو بالدعم الذي تقدمه المؤسسات المنضوية في المنظمة، أو تلك المتخصصة، مثل البنك الإسلامي للتنمية، والذي يرعى بالاشتراك مع الحكومة القبرصية التركية، منتدى (استثمر في شمالي قبرص)، والذي دعا له كذلك رجال أعمال من مختلف الدول الأعضاء بالمنظمة. وقال أوغلو إن حجم الاستثمارالمفترض بين دول المنظمة يصل إلى 3.2 تريليون دولار، في الوقت الذي يصل فيه الرقم الفعلي لحجم التجارة البنيية بين الدول الإسلامية إلى 540 مليار دولار فقط. وأضاف بأن الفرص الكامنة للقطاع الخاص في جمهورية شمال قبرص التركية، تعد عاملا قد يضيف المزيد من التكامل الاقتصادي بين شعوب العالم الإسلامي، ويحقق الأهداف التي أنشئ من أجلها منتدى الاستثمار الحالي. ونبه الأمين العام للمنظمة إلى أن الاستثمار في صناعة الأغذية الزراعية في قبرص التركية يعد فرصة ناجعة في هذا البلد، لافتا إلى أن شمالي قبرص أسست بنية تحتية واسعة لهذا الغرض، لكنه أكد في الوقت نفسه بأن نجاح الاستثمار في هذا المجال لن يتأتى إلا من خلال استكمال مشروع خط أنابيب مياه الشرب الذي تعتزم تركيا مده عبر البحر الأبيض المتوسط إلى قبرص التركية. يذكر أن رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، درويش إوغولو كان قد التقى بالأمين العام للتعاون الإسلامي مطلع الأسبوع الجاري، في أول زيارة لرئيس قبرصي تركي إلى المنظمة في مقرها بجدة، كما التقى بأحمد محمد علي، مدير البنك الإسلامي للتنمية، وعدد من رجال الأعمال السعوديين، بغية تعزيز العلاقات التجارية مع القطاع الخاص في العالم الإسلامي. وتتمتع قبرص التركية بصفة عضو مراقب في المنظمة، وتسعى جاهدة إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الأعضاء في المنظمة في ظل وجود حصار اقتصادي من قبل دول الاتحاد الأوروبي عليها، في سياق النزاع السياسي مع الشق الجنوبي من الجزيرة.