ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن محللين قولهم إن استحواذ جماعة الإخوان المسلمين بمنصب الرئيس خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيلقي على كاهلها مسئولية البلاد كاملة خلال المرحلة المقبلة ومن ثم ستصبح "عرضة للوم والانتقادات". وأوضحت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت - أن الانقسام الداخلي بين أعضاء الجماعة حول اختيار المرشح الانسب لخوض سباق الترشح الرئاسي يأتي بعد مرور أشهر حاولت الجماعة من خلالها تلمس خطواتها السياسية بحذر شديد، فيما تسعى في الوقت ذاته الى تبوء دور مهمين في الحكومة المصرية ما بعد الثورة ولكنها كانت مترددة بعض الشىء في نيل سيطرة كاملة تحسبا للمخاوف الغربية ومخاوف الليبرالين من تنامي دور الاسلاميين في مصر ما بعد الثورة. وأضافت: أنه على الرغم من أن الجماعة قد عملت حثيثا من أجل حشد زخم سياسي يضمن هيمنتها على المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك إبان ثورة ال25 من يناير العام الماضي وافساح الطريق في الوقت ذاته أمام لاعبين آخرين على الساحة السياسية في مصر كي يشاطرونها مسئولية البلاد خلال تلك المرحلة، إلا أن طرحها مرشحا للرئاسة من أعضائها، سيفقدها ذلك "الدرع الواقي" التي حافطت عليه خلال تلك المرحلة. ولفتت الصحيفة الى أن أعضاء الجماعة مدركون جيدا بأن العام المقبل سيكون مرحلة مفصلية ودقيقة في تاريخ مصر وأنه في حال أمسكت الجماعة بزمام الامور خلال المرحلة المقبلة قد يضحون"هدفا سريعا للانتقادات. وأشارت الصحيفة الى أنه بعد تصريحات المسئولين في الجماعة الأسبوع الماضي دراسة إمكانية طرح مرشح عن الجماعة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة قد تعرضت إلى وابل من الانتقادات الحادة من قبل خصومها السياسية وأعضاء من داخل الجماعة ذاتها والذين بدورهم رأوا أن تراجع الجماعة عن وعودها السابقة بشأن عدم التقدم بمرشح رئاسي يعد بمثابة ضربة موجعة لسمعتها ومصداقيتها. وكانت الجماعة قد أكدت على مدار العام الماضي، عدم طرحها لأي من أعضائها لخوض سباق الترشح الرئاسي في مسعى منها وعلى ما يبدو إلى دحض المخاوف التي اعترت البعض بأن الجماعة التي تحظى بالشعبية الأكبر داخل المجتمع المصري ستسعى إلى تطويع سقوط نظام مبارك كي تحكم قبضتها على مقاليد الحكم في البلاد على حد قول الصحيفة.