فرضت نتائج انتخابات مجلس الشعب نفسها بقوة على جميع العناواين الرئيسية للصحف القومية والمعارضة والمستقلة الصادرة اليوم واشارت الصحف إلى أن النتائج قاربت على الإعلان النهائي والرسمي في معظم الدوائر، باستثناء عدد قليل. وقد فاز الحزب الوطني فى غالبية الدوائر وبلا منازع. وهو ما جعل صحف المعارضة تبدأ حملة تشكيك مبكرة في شرعية المجلس القادم، في ظل ما وصفته بممارسات مخالفة وعمليات تزوير تنال من مصداقية الانتخابات وشرعية المجلس القادم. أبرزت معظم الصحف القومية فوز الحزب الوطني واكتساح مرشحيه منافسيهم من الأحزاب الأخرى في معظم الدوائر في القاهرة وباقى المحافظات ، بينما لم يفز الوفد سوى بثلاثة مقاعد ولم يحصل مرشحو جماعة الإخوان المسلمين على مقاعد قبيل الانتهاء من فرز صناديق الاقتراع. وهو ما اعتبره كثير من المراقبين ضربة كبرى للإخوان، مقارنة بالمكاسب التي حققوها في الإنتخابات البرلمانية السابقة وتواجدهم وحصولهم على 88 مقعدا. وعند استعراض العناوين الرئيسية للصحف، نجد أن جريدة الأهرام ركزت على فوز الوطني الكاسح إلى الآن ب 100 مقعد. وقال المانشيت: 100 مقعد للوطني و6 للمعارضة .. ولا مقعد للمحظورة في الجولة الأولى". ورصدت عناوين الأهرام الرئيسية استمرار أعمال العنف التي شهدتها العملية الانتخابية وامتدت إلى مرحلة الفرز . وقالت " اشتباكات بسبب الفرز في عدة دوائر وسقوط 3 قتلى بالشرقية والأقصر والقبض على أنصار 25 من انصار حمدين صباحي" لاتهامهم بممارسة البلطجة وتخريب المنشآت العامة واشعال النيران على طريق بيلا بعد انسحاب مرشحهم من الانتخابات. واهتم الأهرام في برواز صغير بالنواب المعارضين الذين دخلوا تحت قبة البرلمان ومن أبرزهم النائب رجب هلال حميدة "الغد" و سفير نور "وفد" كما اهتمت أيضا في برواز آخر بأشهر المعارضين الذي خرجوا من الجولة الأولى كمفاجأة للانتخابات وهم مصطفى بكرى والبدري فرغلي وسعد عبود وحمدي حسن وسعد الكتاتني وجمال زهران ومحمد أنور السادات. ونشرت الأخبار 20 صورة لقيادات ورموز الحزب الوطني بينهم 11 وزيرا من الفازين في الانتخابات لتعزز بها المانشيت الذي قال : إعلان النتائج النهائية للانتخابات اليوم .. والمؤشرات تؤكد: الوطني يكتسح .. وهزيمة ساحقة لمرشحي المحظورة وأشارت الصحيفة في المانشيت إلى المرشحين في جولة الإعادة من الوطني والوفد والأحزاب الأخرى وهم: "د. أبو زيد وعبد الأحد وشوبير ورامي لكح ومرتضى منصور وأبو حجي .. أبرز المرشحين في الإعادة". وجاء مانشيت الجمهورية ليؤكد أن "الوطني يتقدم ويتجه نحو الأغلبية". وأشار إلى فوز رموز وكبار قيادات الحزب الوطني خاصة من الوزراء حيث حمل المانشيت عنوان "فوز سرور وعزمي وشهاب والمحجوب وفهمي وعز وعلام وغالي وأباظة وفايزة أبو النجا. واهتمت الصحيفة بتوضيح أن علي مصيلحي وزير التضامن هو الأول بين الوزراء وأنه حسم مقعد أبو كبير ب 92 ألف صوت. وأشارت الجمهورية في عنوانها الرئيسي إلى هزيمة النائب مصطفى بكري أمام وزير الإنتاج الحربي مشعل بفارق 7 آلاف صوت في الجولة الأولى. كما اهتمت بالتصريحات التي أطلقها صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني والتي أكد فيها أهمية الجولة الأولى وأن المنافسات الأقوى قادمة في جولة الإعادة في يوم 5 ديسمبر. ولم تغفل الصحيفة تقييم أداء الإعلام المصري في تغطية الإنتخابات والذي اعتبرته موضوعي بينما نوهت ببلاغ للنائب العام ضد قناة "الحرة" وبالنسبة للصحف المستقلة فخرج المانشيت الرئيسي لصحيفة المصري اليوم ليؤكد هذا الاستحواذ من جانب الحزب الوطني بعنوان "الوطني يستحوذ .. والوفد يفوز ب 3 .. والإخوان صفر" ، حيث كشفت النتائج الأولية لفرز صناديق الانتخابات عن فوز الحزب الوطني بأغلبية مقاعد الجولة الأولى فيما حصل حزب الوفد على ثلاثة مقاعد ومقعد واحد لكل من أحزاب التجمع والعدالة الاجتماعية والغد وخرجت جماعة الإخوان خالية الوفاض ولها 12 مرشحا في جولة الإعادة. ولليوم الثانى على التوالى حرصت الصحف الخاصة على إبراز التجاوزات والنواحى السلبية فى الانتخابات. وجاء مانشيت المصري اليوم يقول: ارتفاع عدد القتلى إلى 9 أشخاص نتيجة استمرار أعمال العنف خلال الانتخابات. كما اهتم العنوان الرئيسى الثانى فى المصري بمطالبة قيادات الوفد بالانسحاب من انتخابات الرئاسة القادمة في 2011 ، احتجاجا على ما وصفته قيادات الوفد بالمخالفات وعمليات التزوير. كما أبرزت الصحيفة وصف حزب "التجمع الانتخابات بأنها الأسوأ في التاريخ النيابي". أجرت صحيفة المصري اليوم حوارا مع القاضي الذي ضبط واقعة تسويد البطاقات بالبدرشين والذي أكد أن بلطجي منعه من دخول اللجنة .. ورئيس المباحث قال له : إركن على جنب شوية ". اتسم مانشيت صحيفة الشروق باستشراف وقراءة للمشهد السياسي والبرلماني القادم، حيث توقع أن يكون المجلس القادم بلا معارضة حقيقية في ظل عدم وجود تمثيل حقيقي للمعارضة بهزيمة وخروج معظم الرموز من تحت القبة وحمل المانشيت عنوانا يقول "مجلس بلا معارضة " ومعه صورة على 4 أعمدة في قلب الصفحة الأولى لأحد أنصار الوطني وهو يعزف "الترومبيت" احتفالا بفوز أحد المرشحين وأرفق بالصورة تعليقا يقول: الحزب الوطني يعزف منفردا بلا منافسة في مجلس 2010. أوردت الشروق أيضا خبرا يبدو صادما بعنوان "رئيس اللجنة العليا يطلب من النائب العام التحقيق في تزوير الانتخابات". بالنسبة للدستور لم يتخلف حالها كثيرا عن صحيفتى المصرى اليوم والشروق، فقد اهتمت بمصير المجلس القادم، وذلك مع وجود مصادر قضائية تؤكد أن المجلس الجديد مهدد بسبب أحكام القضاء الإداري وتوقعت ألا تزيد مدة المجلس القادم على عام واحد حيث قال المانشيت " مصادر : أحكام القضاء الإداري تهدد ببطلان المجلس الجديد". وخرج الوفد بعنوان صادم بالأحمر يقول: منظمات مراقبة الانتخابات : مجلس الشعب القادم .. باطل . واتهمت الصحيفة اللجنة العليا بالفشل في إدارة الانتخابات وانحيازها للحزب الوطني وتجاهل تنفيذ 400 حكم قضائي. اهتمت الوفد كذلك بصورة الانتخابات فى وسائل الإعلام العالمية ولخصتها في كلمات بالأحمر أيضا جاء فيها" الدماء والتزوير والعار والمال .. عنوان الانتخابات المصرية". وفي قمة الصفحة الأولى أبرزت الصحيفة استنكار حزب الوفد لممارسات التي شهدتها العملية الانتخابية ب "بيان حزب الوفد إلى الأمة : أحزاب العالم "تستمد" شرعيتها من إرادة الشعب واحترام الدستور والقانون والحزب الحاكم في مصر "يغتصب" وجوده بالبلطجة والعدوان على الدستور". أما صحيفة روز اليوسف اليومية فقد حوت صفحتها الأولى تحليلا للإنتخابات كتبه رئيس التحرير وجاء بعنوان "عبدالله كمال يحلل مستوي الآداء في يوم الانتخابات: البحث عن «مصيبة»". وذكر المقال أن أطرافا متنوعة تابعت أو شاركت في الانتخابات المصرية، فوجئت بمستوي الآداء الذي ظهرت عليه التفاعلات يوم الانتخابات، بحيث إن جهات تميزت بالتحفز والتربص لمجريات العملية الانتخابية سرعان ما انشغلت بأمور أخري، نتيجة لأنها لم تعثر علي "مصيبة كبري" يمكن أن تكون وقوداً يمنح الطاقة المستمرة لحملة دائمة علي الدولة لفترة من الوقت. ولم يخل مقال رئيس تحرير روز اليوسف من إشارة لبعض التجاوزات التي وقعت بالانتخابات ولكنه اعتبر الانتخابات جاءت بشكل إيجابي للغاية متطلعا لتلافي التجاوزات في جولة الإعادة. واختتم عبد الله كمال مقاله بالقول "أن أخطر ما يجري هو أن فريقاً من المصريين يحرض علي بلده.. وعلي آدائه.. وسوف يسعي إلي أن يقوم بدور مناوئ وإلي تشويه الواقع الجديد.. وهؤلاء لن نسمح لهم بذلك أبداً.. علما بأن من يحرضونهم.. أو بالعكس.. لايمكنهم أبداً أن يفرضوا علي مصر شيئا".