كلمة العالمية نقرأها في معظم حوارات النجوم؛ سواء في الرياضة، أو في الفن، أو في الثقافة، حتى تحولت إلى نغمة غير مستساغ سماعها في لقاءاتهم التليفزيونية، أو حوراتهم بالصحف.. والواقع يؤكد أن من بين الإسماء اللامعة في مصر التي يمكن أن نحترم ونبجل وصفهم بتعبير العالمية بمفهومها الواضح الملموس وبأعمال وإنجازات، عمر الشريف، ونجيب محفوظ ومجدي يعقوب، وأحمد زويل، ثم محمد صلاح. وعالمية كل هؤلاء لا جدال فيها، لأنها مرتبطة بإنجازات ملموسة، وتخطوا بها مفهوم المحلية؛ لأن أزمة النجم ليست في كونه حقق جماهيرية، وأكبر عدد من الأعمال، واحترف في الخارج، ولكن بتأثيره في مجتمعه، بل وفي المجتمعات الأخرى، وأظن أن الأسماء المذكورة حققت هذا التأثير.. فأذكر أن حوارًا دار بيني وبين سلمى حايك منذ خمس سنوات، بإحدى الدول العربية كان كل ما تعرفه عن السينما المصرية هو "نجيب محفوظ"، الذي قدمت له فيلم "ذقاق المدق" بالمكسيكية، وإنها تحب الأهرامات وتعرف عمر الشريف، ومجدي يعقوب، وأحمد زويل.. ولو إنها كانت تحب كرة القدم لقالت.. ومحمد صلاح. والاحتراف مرادف أقرب إلى العالمية، فإن احترف اللاعب وحقق مجدًا رياضيًا، أصبح نجمًا عالميًا.. ولكن لماذا لم يصبح كل لاعبينا المحترفين من قبل عالميين، وأيضًا أكرر ولكن بصيغة أخرى هل كل محترف عالمي.. والإجابة ببساطة "لا".. وليس بالطبع كل من شارك في أفلام عالمية "نجم عالمي" فمعظم فنانينا الكبار شاركوا في أعمال عالمية حتى النجمة الراحلة شادية شاركت في فيلم ياباني "هو على ضفاف النيل" أخرجه الياباني كوناكاهيرا عام 1963. ومن ثم لا يمكن اعتبار كل نجوم الكرة أو الفن ممن احترفوا في الخارج، أو مثلوا، أو صدرت لهم روايات باللغات الأجنبية، أو أجروا عمليات جراحية بالخارج،..أو..أو..عالميين. ففي عالم كرة القدم، محمد صلاح، هو النجم الأكثر توهجًا..مع احترامي، وتقديري لتجارب النني، وأحمد حجازي، أو أحمد محمدي، وعمرو وردة، وتريزيجه، وحتى زيدان وميدو، وشوقي وأحمد فتحي من قبل أو من يحترفون في الدول العربية أمثال الحضري، ومصطفى فتحي، وكهربا وشيكابالا وغيرهم. محمد صلاح بالورقة والقلم هو نجم مصر الأوحد، الذي حقق شهرة عالمية، لم يصل إليها لاعب مصري وحتى عربي حتى اليوم؛ ليس لأنه أفضل لاعب في إفريقيا باستفتاء ال"بي بي سي"؛ ولكن لأن مشواره يؤكد ذلك وإنتاجه الكروي أيضًا أكبر دليل فمن نادي المقاولون العرب، ومرورًا بنادي بازل السويسري، ثم انتقاله ليصبح أول مصري يلعب لنادي تشيلسي، أو مرحلته مع فيورنتينا، وروما والتي شهدت عدة أزمات، ثم المرحلة الأهم وهي ليفربول التي انتقل فيها كأحد أهم نجوم الكرة في العالم، وأحد أهم الصفقات الكروية، حيث بلغت صفقة انتقاله إلى ليفربول 42 مليون يورو.. من هذه المراحل المختصرة يمكن القول إن نجومية اللاعب أو الفنان أو أي شخص ليست لمجرد المشاركة أو اللعب أو حتى أن تكتب عنه صحف العالم صفحات ومدونات. النجومية أن يصبح الإنسان قادرًا على استكمال مسيرته بثبات، وأن يكون لديه هدف واضح يعمل من أجله؛ "ذلك هو صلاح"، اللاعب الذي نجح في غسل وجه الاحتراف المصري في عالم كرة القدم، إذ إن معظم تجارب الاحتراف كان يتوقف من يخوضونها من لاعبينا في المنتصف، وأحيانا في بداية المشوار، حتى أصبح المحترف المصري مجرد لاعب يخوض تجارب أشبه باختبار خارج مصر؛ سواء في الدول العربية، أو الأجنبية.