وجه الدكتور رشاد محمد البيومى، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، تحذيرًا شديد اللهجة للقوى السياسية التى نددت فى الأونة الأخيرة بمواقف الإخوان والائتلافات، وخاصة بعض وسائل الإعلام التى وصفها بأنها تحاول التحريض على الوقيعة بين أطياف الشعب، بينما أشاد بشباب الإخوان. وقال البيومي في رسالته لشباب الإخوان: أقول لهؤلاء هيهات .. هيهات أن تنالوا من جماعتنا فالجميع محلياً وعالمياً يعرف من نحن ومن أنتم وأقولها للإعلام المتربص المتعامي عن الحقيقة والحريص على إشاعة الأكاذيب والتحريض على الوقيعة بين أطياف الشعب اتقوا الله في مصر واتقوا الله في الأمانة المُلقاة على عاتقكم بعد إذ قلبتم موازين الحق وتعاملتم بما لا يليق بتاريخ أمتكم وشعب، مضيفا أن الإعلام الشريف الذي كان وما زال على العهد به فنقول له جزاك الله خيرا عما قدمت .. وعما تقدم . ولن ينسى التاريخ وقفاتهم الجادة فى مواجهة قوانين الطوارئ وموقفهم من التوريث الذى كان واضحاً جلياً فيه لبس ولا ينسى تلك الأعداد الغفيرة التى ضاقت بها المعتقلات والسجون يوم وقفتهم لتأييد مطالب القضاء وظل موقفهم ثابتاً لم يتغير ولم يتبدل وهذا هو شأن المخلصين لم تهدأ ثائرتكم حتى بعد أن زج بالكثير منكم فى السجون وصودرت أموالهم ونهبت وأغلقت شركاتهم وشرد الموظفون الشرفاء الذين كانوا يعولون أسراً كريمة وحان موعد الثورة وكان الذى حدث جديراً بالتسجيل بأحرف من نور فى سجلات التاريخ. إن التاريخ يشهد لكم أنكم كنتم أبطال حرب فلسطين فواجهتم بغى المتغطرس الصهيونى البغيض ولقنتموه درساً لا ينسى ولولا تقاعس المتقاعسين لكان لفلسطين أمر آخر والتاريخ يشهد لكم أنكم أول من استجاب لدعوة الجهاد فى القناة فقدمتم الشهداء وأثبتم للعالم أجمع أن فى مصر رجال يدافعون عن كرامتها وعزتها وحريتها وانتهى الأمر بجلاء المحتل . والتاريخ يشهد لكم أنكم واجهتم الظالمين ولم تنل منكم الأحداث ولم تنحن منكم الجباه بل ظللتم على عهدكم صابرين مدافعين عن الحق وتحملتم فى سبيل ذلك كل ألوان العنت والعسف ونصبت لكم المشانق فلم تستكينوا وفُتحت لكم أبواب السجون فلم تستسلموا وعُذبتم بأقسى الوسائل (التى عرفها التاريخ) فلم تسيروا فى ركب النفاق الذى اصطف فيه الكثير والكثير ولُفقت لكم التهم وشُكلت لكم المحاكم فكنتم كالعهد بكم رهبان الليل فرسان النهار. ودارت الأيام وأنتم فى خندق الجهاد فى حين كانت الغالبية تنشد رضاء الحاكم وتتزلف إليه فقبل أيام من أيام الثورة، وتحديداً يوم 21 يناير 2011، تم استدعاء كل المسئولين من إخوانكم من خلال مباحث أمن الدولة، ذلك الجهاز الإجرامي، وتم تهديدهم بكل وسائل التهديد بعدم المشاركة فى أية مظاهرات أو احتجاجات والذى كان يدعو إليها شباب مصر بمشاركتكم فى الدعوة إلى التظاهر يوم 25 يناير . وكان الرد على تلك التهديدات التى طالما رفضناها واحتقرناها أن شبابنا الذي كان وما زال فى مقدمة الصفوف سيكون أول المشاركين، وهكذا سُمح لكم بالمشاركة في ذلك اليوم المبارك وكان دوركم واضحاً جلياً لكل ذى بصيرة. ولما جد الجد وأحس الإخوان بما يدبره النظام لوأد تلك الثورة المباركة كنتم جنود المعركة وشهد الدانى والقاصى (حتى هؤلاء الذين تنطق ألسنتهم بالسوء الآن) شهدوا بذلك وكانت معركة الجمل خير شاهد على ذلك. وخاطب البيومى شباب الإخوان قائلا لقد كان لوقفتكم أمام دار القضاء العالى مع كل أفراد الكتلة البرلمانية يوم 25 يناير ثم انضممتم ومعكم تلك الكتلة الكريمة إلى ثوار التحرير مع شباب الإخوان الصحفيين بقيادة الأخ الكريم محمد عبد القدوس من أمام نقابة الصحفيين ... .. وفى سبيل ذلك قدمتم أكثر من سبعة وثلاثين شهيداً منهم على سبيل المثال الأخ الشهيد ( بنونة – والصاوى) وآلاف المصابين منهم الأخ (مصعب أكرم الشاعر) ولقد كان لدوركم الذى لا ينسى بإقامة مستشفيات الميدان بقيادة الدكتورخالد حنفى وزوجته الدكتورة أميمة كامل الدور الأبرز فى علاج المصابين وتضميد جروحهم وكان لكم الدور الأساسى والفعال فى تكوين اللجان الشعبية التي كان لها الأثر الكبير والفعال فى حماية مصر فى هذا الوقت العصيب. وجاء دوركم فى الانتخابات وأديتم بالصورة الحضارية السامية التى تليق بكم وبجماعتكم حتى أفرزت الانتخابات تلك المجموعة من النواب التى اختارها الشعب فى نزاهة ولأول مرة دون تزوير وكانت هذه هى إرادة الشعب المصرى العريق صاحب الرؤية الصائبة والصادقة . ولكن النتيجة لم ترض الذين فى قلوبهم مرض والذين يملأ قلوبهم الحقد والكراهية فثارت ثائرتهم وبانت حقيقة نفوسهم الضعيفة .. وأرادوها دماراً وخراباً . .. ولما لم تستجيبوا لبعض دعواتهم انقلبوا يكيلون التهم جزافاً وبأسلوب متدن لا يليق .. ولكنكم حافظتم (كالعهد بكم) على ثباتكم ولم تردوا عل المتجاوزين.. حتى جاءت الأحداث الأخيرة. كنت أتابعكم من خلال الإخوة الكرام .. أنا أعلم والجميع يعلم أنكم كنتم قادرون على ردع هؤلاء المتجاوزين والرد على تلك البذاءات والمهاترات ولكنكم كنتم عند حسن الظن بكم وثقوا أن الله لن يتركم أعمالكم، وأحسب أن العالم أجمع بانت له الصورة وعرف حقيقة هؤلاء ولحساب من يعملون.