30 عاما من الغناء الوطنى، لن تصبح لها قيمة بعد الثورة، وأصبح مصيرها مثل مصير من كُتبت لهم خصيصا، صناعها من مطربين وشعراء وملحنين ، تبرأوا منها، ومنهم من اعترف بندمه على هذه التجارب مثلما قال الموسيقار عمار الشريعى معبرا عن أسفه لتلحينه "اخترناك ". الإعلامى الكبير وجدى الحكيم يكشف ل"بوابة الأهرام" تفاصيل جديدة عن مصير هذه الأعمال وكيف كانت تصنع، وماذا يتم إعداده من أعمال وطنية للثورة فى هذا الحوار الخاص. *كان طبيعيا أن نسألك عن مصير 30 سنة من الغناء الوطنى ؟ يقول وجدى الحكيم : من الطبيعى أيضا ألا أتذكر منها أغنية واحدة حاليا، وأن يعود الثوار بذاكرتهم ليتغنوا بأروع ما قدم عمالقة الغناء أم كلثوم وعبد الحليم وشادية ووردة ونجاة الصغيرة وغيرهم من عمالقة الطرب العربى. فما قدم من أعمال وطنية طيلة حكم مبارك، لم يكن غناءً وطنيا بل كان أغنيات تكتب خصيصا لتمجيد الحاكم وكلها كلمات نفاق، فقد جرت العادة فى صناعة هذه الاعمال أن تكتب فى مكاتب وزير الإعلام، ولأسماء بعينها. وللأسف مصير كل هذه الأعمال هو إعدامها، لأنها لم تكتب من أجل مصر، ولكنها كتبت لحاكم وللمناسبات. *ولماذا لم يكن لكم دور ؟ قدمنا فى حرب 73 أعمالا مجيدة بحق، وتفاعل معها الناس، وهى نفس الأعمال التى ما زال الشباب يرددونها، فى ميدان التحرير، وللأسف تم منع معظمها من الإذاعة. ولأننا من الجيل الذى قدم أعظم الأعمال الغنائية فى حرب أكتوبر وغيرها من الانتصارات المصرية، حجبت عنا الأعمال وأسندت إلى أناس جدد، لم نستطع أن نجاريهم فى الإذاعة، فكيف نجارى شاعر يتقاضى 40 ألف جنيه فى أغنية، فقد دفع لأحد الشعراء الشباب هذا الرقم ليكتب أغنية من الأغنيات التى لن تذاع بعد الثورة ومصيرها النسيان، فى حين أن أعلى رقم يتقاضاه الشاعر طبقا للوائح الإذاعة هو 2500 جنيه عن الأغنية. *هذه الأعمال كانت تنتج فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ؟ ومن أموال الدولة ..فقد شاهدت أغنية تكلفت 500 ألف جنيه جرافيك فقط ، لمناسبة عادية، وكثير من الأغنيات والأوبريتات كانت تنتج بمبالغ خيالية، فكيف ينفق على أوبريت مبلغ كبير من ميزانية الدولة ليخرج مجموعة من المطربين يغنون "لا وألف لا " فى عصر الوزير الأسبق أنس الفقى، ولا تصبح لهذه الأعمال قيمة بعد ذلك ! *هناك أغنيات ما زالت تذاع ؟ يتساءل – أي أغنيات – لو بنحب البلدى، هذه الأغنية بها أخطاء كثيرة فلا يعقل أن يتغنى مطرب ويقول لو بتحبوا البلد دى خلو عيونكم عليها، فلو عرضت مثل هذه الأغنيات على لجنة نصوص بالإذاعة لطالبنا بتعديلات في المعنى فبدلا من "لو بتحبوا البلدى " يقول " ما دمت تحب البلد دى ". *هناك إذاعات خاصة حاليا للأغنية ؟ إذاعات تمجد فى المطرب العربى وتركت تراثنا وأغنياتنا الأصيلة، فهناك إذاعة مثل "راديو مصر" لا يقدم أغنية واحدة لأم كلثوم أو عبد الحليم، بل لا يهمها سوى المطربين العرب، ولو أذيعت أغنية مصرية تذاع على استحياء . *ماذا عن مشروع أغنيات الثورة ؟ انتهينا منه وهو من أهم المشروعات الغنائية التى ستعيد للمستمع روح الغناء الوطنى الأصيل الذى يتغنى بالوطن لا بالحكام . المشروع به 22 أغنية ودويتوهات وأوبريت غنائى، لكبار الشعراء مثل الأبنودى والضمرانى، وصلاح فايز وعماد حسن ومجدى النجار وعوض بدوى ووائل هلال وفوزية الأشعل، ومن الملحنين صلاح الشرنوبى وفاروق الشرنوبى، وحلمى بكر، وسامى الحفناوى، ومحمد على سليمان، وخليل مصطفى، ومحمد سلطان وأمير عبد المجيد. *وهل سيغنيها كبار المطربين أيضا ؟ سجلناه بالفعل وبه أجمل الأصوات المصرية، منهم على الحجار ومحمد الحلو وريهام عبد الحكيم وغادة رجب وهدى عمار، وأجفان الأمير وأسامة الشريف وأحمد إبراهيم، وخالد عجاج، ونادية مصطفى . وهناك أغنية للمجموعة يقدمها المطرب يحيى العراقى وإيمان عبد الغنى وأحمد رأفت ورحاب مطاوع ودويتو يجمع بين محمد الحلو ونادية مصطفة، وهى أعمال كتبت خصيصا للوطن، كى تعيش ولا يصبح مصيرها مثل مصير 30 سنة من الغناء الوطنى . *ومتى بدأتم الإعداد لهذا المشروع الغنائى الكبير ؟ لم نستغرق وقتا طويلا فالمشاعر بالحدث موجودة، والانفعال به مستمر ولذلك لم نستغرق أكثر من شهر وتم الإعداد والتسجيل فى ظروف صعبة جدا لأننا كنا نسجل وقت اعتصامات ماسبيرو، ولم يتأخر شاعر أو ملحن أو مطرب عن موعده ، بل سارع الجميع لتقديم صوته للوطن . *متى سيقدم هذا العمل الغنائى الكبير ؟ فى 2 فبرابر فى حفل اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالثورة على مسرح الجلاء بمصر الجديدة.