أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات اليوم أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يغير من مكانتها القانونية التي ضمنتها الشرعية والقانون الدولي، بل على العكس ستضع أمريكا نفسها في معزل عن المنظومة والإرادة الدولية بمخالفة صارخة لمبادئ القانون الدولي، وسيخرجها ذلك من عملية التسوية، حيث إن أي دولة تتخذ مواقف معادية للقانون الدولي وللحقوق الوطنية الأساسية لشعبنا الفلسطيني غير مؤهلة أن تكون جزءًا من المنظومة الدولية أو أي عملية سياسية محتملة، وليست مؤتمنة على حماية الامن والسلم الدوليين". وشدد عريقات على أن أمريكا ترتكب بذلك فضيحة سياسية وقانونية وتصطف إلى جانب استعمار فلسطين، وأن هذه التصرفات غير المسئولة تدعم وتشجع بشكل مباشرالاحتلال الاستعماري ما من شأنه إذكاء وإشعال الحروب ونار الفتنة الطائفية والدينية، والتي لا تعبر مطلقاً عن المصالح القومية للشعب الأمريكي بل تعمل ضده. جاءت تصريحات عريقات ردًا على عزم الولاياتالمتحدة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها، وقال: إذا كانت الولاياتالمتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط ، واذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفاً حاسما وحقيقياً لحماية منظومة القانون الدولي فهي تتحمل المسئولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي كما نعرفه اليوم وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها". وأضاف: "على الرغم من أن للقدس وضعًا دينيًا وتاريخيًا غير مختلف عليه، إلا أن القدس ليست مكاناً للعبادة لجميع الأديان فحسب وإنما هي منظومة تاريخية وحضارية وإنسانية تشهد على الوجود الفلسطيني وهويته الوطنية منذ آلاف السنين، والاعتراف بها غير مرتبط بالديانات بل بمبادئ القانون الدولي الذي يقضي بعدم السماح باكتساب الأرض عن طريق القوة، وهذه المبادئ غير قابلة للتجزئة وللتأويل. وتابع: لقد تم تشكيل منظومة القانون الدولي للحد من قدرة الدول على استخدام قوتها الغاشمة، وإن إقحام الدين في الصراع وتحويله الى صراع ديني سيعمل على تأجيج واستفزاز مشاعر المسيحيين والمسلمين وسيشعل المنطقة برمتها، وهذا ما ستتحمل نتائجه وتبعاته القوى التي تعمل على ذلك". وطالب عريقات؛ الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وجميع دول العالم بتوضيح وإعلان مواقفها من معاداة منظومة القانون الدولي، ودعا الولاياتالمتحدة إلى الالتزام بمواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والاحتكام إلى لغة القانون الدولي والحكمة السياسية، وتنفيذ القرارات الأممية بدلاً من ذلك والعمل على إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس. وأكد أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالاتها الحثيثة مع العالم، وطلبت عقد لقاءات طارئة للإعلان رسميًا عن خطواتنا المستقبلية بالتنسيق والتشاور مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة.