إتفق الزعيمان حسنى مبارك وحمد بن خليفة أمير قطر على تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسى مجلس الوزراء فى البلدين الشقيقين، كما إتفق الزعيمان على تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والزيارات الرسمية وزيارات القطاع الخاص، وزيادة توسيع وتعميق التعاون الإقتصادى والتجارى والإستثمارى على أساس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين. جاء ذلك فى البيان المشترك الذى صدر مساء اليوم عقب مباحثات الزعيمين فى الدوحة والتى تم خلالها إستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، والأوضاع فى العالم العربى، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. وفي تصريحات نقلتها قناة الجزيرة القطرية عما إذا كانت زيارته الحالية للدوحة هي بمثابة فتح صفحة جديدة في العلاقات بن مصر وقطر قال الرئيس مبارك " الصفحة الجديدة موجودة من زمان، وأنا التقي بسمو الأمير، والتقينا في سرت مرتين، والاتصالات التليفونية لم تتوقف اطلاقا بيني وبين سمو الامير باستمرار في المناسبات والأعياد وفي كل مجال". وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك تحرك مصري قطري لبحث تعثر المصالحة الفلسطينية، قال الرئيس مبارك "نحن نتحرك واخواننا في قطر يتحركون، وعادة هناك اتصال مستمر بيننا وبين قطر، وهناك تنسيق للجهود بشأن القضية الفلسطينية، ونبذل أقصى جهد من أجل القضية الفلسطينية". من جانبه، قال الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر إن مصر وقطر تهتمان كثيرا بالأوضاع في قطاع غزة، وأن مصر هي أكبر دولة عربية وهي عادة تتحمل العبء الأكبر، ونحن دائما في تنسيق مستمر مع مصر ومع دول عربية أخرى". وبشأن الوضع في لبنان ، أكد الشيخ حمد أن "الأخوة في السعودية وسوريا هم من يتولوا هذا الملف، ونحن في حالة انتظار" مضيفا أن "وضع لبنان كدولة عربية يهمنا للغاية". وأشار إلى أن "لبنان قاست ومرت على مآس كثيرة، ونحن نريد الأمن في لبنان وعدم إيقاظ اي فتن فيها مجددا، ونتمنى التوفيق للاخوة في السعودية وسوريا". من جانبه وصف السفير سليمان عواد المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية زيارة الرئيس مبارك لقطر ومباحثاته مع الشيخ حمد بأنها تتمتع بأهمية خاصة وتأتى بعد فترة تحدث فيها البعض عن تراجع فى العلاقات بين البلدين وتباطؤ الزيارات وهو مانفاه الرئيس مبارك. وقال السفير سليمان عواد فى تصريحات بعد مباحثات القمة بين الزعيمين مبارك وحمد فى الدوحة إن الفترة الماضية شهدت بالفعل خلافات بين البلدين فى الرؤى وليست فى الأهداف والغايات، مشيرا إلى أن الجانبين متفقان على ضرورة رفع الحصار الظالم على غزة وأنهاء الإحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية ووحدة السودان والعراق وغيرها من القضايا الراهنة. وأضاف عواد إن التباين فى الرؤى حول هذه القضايا لم يكن بين مصر وقطر فقط بل أن العرب أنقسموا إلى رؤى متباينة حول سبل التعامل مع العدوان الإسرائيلى على غزة وهو ماعبر عنه الرئيس مبارك فى كلمته أمام قمة الكويت الإقتصادية بعد يوم واحد من إعلان وقف إطلاق النار فى شرم الشيخ. وقال السفير سليمان عواد إن إختلافات الرؤى بين مصر وقطر حول بعض القضايا لم يؤد إلى توتر العلاقات بينهما حيث كان الزعيمان مبارك وحمد من الحكمة ما جعلهما يتجاوزان هذه الخلافات وكان الحوار بينهما مستمرا وظلت المشاعر الطيبة بينهما تحمل المحبة والمودة. وأوضح أن الرئيس مبارك أعرب عن شكره لأمير قطر على الرعاية التى تلقاها الجالية المصرية فى الدوحة والتى تقترب من حوالى مائة ألف مصرى، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك عندما يزور منطقة الخليج فإن ملف الجاليات المصرية فى المنطقة يكون أحد الملفات الهامة التى يبحثها الرئيس مع زعماء دول الخليج العربى. وقال إن بداية الإنفراجه فى العلاقات المصرية القطرية كانت فى القمة الإقتصادية بالكويت عندما إلتقى الزعيمان وتبادلا الأحاديث الودية التى تعكس عمق المشاعر الطيبة بينهما، إضافة للتعاون بينهما فى القمة العربية الأخيرة فى سرت بالجماهيرية الليبية وإتفاقهما حول منظومة إصلاح الجامعة العربية وكذلك فى إجتماعات اللجنة الخماسية فى سرت فى يونيو الماضى، مؤكدا أن العلاقات ظلت أخوية وأن شهدت بعض التراجع فى فترة معينة إلا أنها تظل دائما علاقات أخوية بين أشقاء.