كان الرئيس حسني مبارك قد وصل أمس إلي مطار الدوحة في ثاني محطة لجولته الخليجية حيث كان في استقباله الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وتحرك الزعيمان إلي الديوان الأميري بالدوحة حيث اقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وعزفت الموسيقي السلامين الوطنيين لمصر وقطر. وبدأت علي الفور محادثات الزعيمين بالديوان الأميري وتركزت المحادثات الاقتصادية بين مبارك وحمد علي أربعة محاور رئيسية هي: أولا: التعاون في مجالات الطاقة والغاز علي مستوي المنطقة حيث تعد قطر ثانية أكبر الدول انتاجا للغاز في العالم.. كما أن مصر لديها طموحات كثيرة في مجال تصدير الغاز وتسويقه. وتعهدت الدولتان أن تكونا مركزين لتجميع وتصدير الطاقة في العالم.. الأمر الذي سيضفي عليهما أهمية اقتصادية كبري. والمحور الثاني هو دراسة الاتفاق علي تمويل الصناديق الاستثمارية الخاصة بالبنية التحتية سواء القائمة أو المزمع إنشاؤها وذلك علي أساس استثمارات مشتركة تكون هي الممول لهذه الصناديق. ومن المعروف أن وزارة المالية انشأت صندوقا لتمويل البنية التحتية يكون تمويله الأساسي من خلال القطاع الخاص والاستثمارات العربية. وثالث المحاور هو استكمال العمل بالمنطقة الصناعية ببرج العرب مع دراسة الدخول في استثمارات في منطقة شرق بورسعيد الصناعية.. وكذلك الموانئ.. وأهمها ميناء شرق بورسعيد الذي سيساهم في نقل المدينة نقلة اقتصادية كبري. ورابع هذه المحاور.. استكمال الاستثمارات في المجالات السياحية بمناطق البحر الأحمر وشرم الشيخ والقاهرة وذلك بإنشاء فنادق ومنتجعات وموانئ للغطس وسياحة الأعماق والسياحة العلاجية. قام الرئيس مبارك بإطلاع أمير قطر علي نتائج المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأسباب توقفها والأسلوب الذي يتم به معالجة المشاكل القائمة مثل مشكلة الاستيطان والحدود وغيرها. المعروف أن قطر هي رئيس لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ويرأس رئيس الوزراء ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزراء الخارجية العرب في هذه المبادرة.. وبالتالي فإن مصر استعادت التنسيق مع قطر في قضية العرب الأساسية. من ناحية أخري قام الرئيس حسني مبارك بالاطمئنان علي أحوال العمالة المصرية في منطقة الخليج وذلك في لقاءاته مع رئيس الإمارات وأمير قطر وملك البحرين.. ويولي الرئيس اهتماما بالغا بالمصريين العاملين في الخليج حيث انهم يمثلون أحد مصادر الدخل القومي.. وهناك 350 ألف مصري في الإمارات وحوالي مائة ألف في قطر و12 ألفا في البحرين. أكد الرئيس للمسئولين الخليجيين ان العمالة المصرية تساهم في تنمية هذه الدول وشاركه المسئولون الخليجيون الرأي في أن القوي العاملة المصرية لعبت دورا مميزا في النهوض بالتنمية الأساسية والخدمات الأخري في دول الخليج العربية مثل الصحة والتعليم والمرافق وغيرها. وتعد هذه الزيارة هي الثانية للرئيس مبارك حيث كان قد توجه إلي الدوحة في فبراير 2006 في زيارة رسمية واعقبتها زيارة أمير قطر للقاهرة في فبراير 2007 وقد شهدت العلاقات تحسنا مضطردا منذ القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت في 19 يناير 2009 وتم فيها اتخاذ عدد من القرارات التي تهم الاستثمار والتعاون الاقتصادي في الوطن العربي. وأعقب ذلك تحسنا آخر في القمة الخماسية التي عقدت في ليبيا خلال يونيو الماضي.. ثم القمة العربية التي عقدت في سرت خلال اكتوبر الماضي وشهدت تفهما مصريا قطريا واضحا في صياغة مشروع اعادة هيكلة الجامعة العربية والذي انتصرت فيه قطر لرأي مصر الخاص بالتدرج في اصلاح الجامعة وليس علي عجالة. كان المهندس رشيد محمد رشيد قد قام بزيارة قطر هذا العام قابل خلالها ولي العهد ورئيس الوزراء ووزير الخارجية.. وكانت الزيارة بمثابة تهيئة الأجواء للقمة التي عقدت أمس. يذكر أن حجم التجارة بين مصر وقطر لا يتعدي 300 مليون دولار كما أن اجمالي الاستثمارات القطرية في مصر خلال السنوات الستة الماضية لم يزد علي 420 مليون دولار وهو ما يسعي الرئيس مبارك والوفد المرافق لزيادته. وشهدت المباحثات الرسمية إعادة تشكيل اللجنة العليا المشتركة المصرية القطرية برئاسة رئيسي وزراء البلدين علي أن يتفرع منها عدد من اللجان برئاسة الوزراء المختصين. وتقرر في المباحثات مد خط غاز من قطر إلي مصر بحيث ينقل الغاز القطري إلي أحد موانئ البحر المتوسط. وأصدر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني توجيهاته بضرورة توجه الاستثمارات القطرية إلي مناطق البنية التحتية في مصر. واتفق الزعيمان حسني مبارك وحمد بن خليفة أمير قطر علي تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي مجلس الوزراء في البلدين الشقيقين. كما اتفق الزعيمان علي تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والزيارات الرسمية وزيارات القطاع الخاص. وزيادة توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري علي أساس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين. وأكد البيان المشترك الذي صدر عقب مباحثات الزعيمين علي استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين. وفيما يلي نص البيان المشترك الذي صدر مساء اليوم في الدوحة انطلاقاً من أواصر العلاقات الأخوية القائمة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقة. قام فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية والوفد المرافق له بزيارة لدولة قطر. حيث كان في استقباله أخوة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي. وتأتي هذه الزيارة تجسيدا للروابط التاريخية والعلاقات الأخوية القائمة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية. واستمرارا للتشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين. وفي جو سادته روح الاخاء عقد الزعيمان مباحثات استعرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها. والأوضاع في العالم العربي. اضافة الي عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتجسيدا للرغبة المشتركة للبلدين الشقيقين في رفع مستوي العلاقات الثنائية وتطوير التعاون المشترك بينهما. اتفق الزعيمان علي تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي مجلس الوزراء في البلدين الشقيقين. كما اتفاقا علي تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والزيارات الرسمية وزيارات القطاع الخاص. وزيادة توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري علي أساس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة بين ا لبلدين الشقيقين. مأدبة عشاء تكريما للرئيس مبارك أقام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر مأدبة عشاء مساء أمس بالديوان الأميري تكريما للرئيس حسني مبارك والوفد المرافق لسيادته بمناسبة زيارته لقطر. حضر المأدبة كبار المسئولين بدولة قطر. مبارك في تصريحات لقناة الجزيرة: علاقتنا باثيوبيا طيبة للغاية ومصر لا تساند أي قوة داخل أي بلد أكد الرئيس حسني مبارك ان العلاقات مع أثيوبيا طيبة للغاية. واستغرب من التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي التي تشير إلي دعم مصر للمتمردين في بلاده. مشددا أن مصر لا يمكن أن تقوم بذلك مع أي دولة سواء عربية أو افريقية. قال الرئيس مبارك في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية أمس خلال زيارته للدوحة "هذه أول مرة اسمع إننا نساند أي قوة في أي بلد وليس في أثيوبيا وحدها وأثيوبيا تربطنا بها علاقات طيبة جدا. وأنا استغربت من هذا التصريح ولكن لا يمكن أن نفعل هذا العمل مع أي دولة عربية أو افريقية ولا نتعامل بهذا الأسلوب". وحول ما إذا كان هناك تحرك مصري قطري لبحث تعثر المصالحة الفلسطينية. قال الرئيس مبارك "نحن نتحرك واخواننا في قطر يتحركون. وعادة هناك اتصال مستمر بيننا وبين قطر.. وهناك تنسيق للجهود بشأن القضية الفلسطينية. ونبذل أقصي جهد من أجل القضية الفلسطينية". وعما إذا كانت زيارته الحالية للدوحة هي بمثابة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وقطر قال الرئيس مبارك "الصفحة الجديدة موجودة من زمان. وأنا التقي بسمو الأمير. والتقينا في سرت مرتين. والاتصالات التليفونية لم تتوقف اطلاقا بيني وبين سمو الأمير باستمرار في المناسبات والأعياد وفي كل مجال". من جانبه. قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في تصريح للجزيرة إن مصر وقطر تهتمان كثيرا بالأوضاع في قطاع غزة. وأن مصر هي أكبر دولة عربية وهي عادة تتحمل العبء الأكبر. ونحن دائما في تنسيق مستمر مع مصر ومع دول عربية أخري. وبشأن الوضع في لبنان. أكد الشيخ حمد ان "الأخوة في السعودية وسوريا هم من يتولون هذا الملف. ونحن في حالة انتظار" مضيفا ان "وضع لبنان كدولة عربية يهمنا للغاية". وأشار إلي أن "لبنان قاست ومرت علي مآس كثيرة. ونحن نريد الأمن في لبنان وعدم ايقاظ أي فتن فيها مجددا. ونتمني التوفيق للأخوة في السعودية وسوريا".