نظمت جمعية أحرار طرابلس للإغاثة احتفالية ضخمة الليلة الماضية لتكريم الدول الشقيقة والصديقة، التى ساهمت فى إنجاح ثورة 17 فبراير الليبية، التي لعبت دورا مشرفا لدعم الشعب الليبي فى تحقيق انتصاره والقضاء علي نظام العقيد معمر القذافي. تم تكريم سفراء وممثلو دول مصر وتونس والسودان والمغرب ولبنان وقطر والإمارات والكويت والأردن، ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي والامم المتحدة، بالإضافة إلى شخصية كل من عمرو موسي، الأمين العام السابق للجامعة العربية، والمستشار مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، والشيخة موزة قرينة أمير دولة قطر، والأمم المتحدة ومنظمتي الهلال الأحمر الدولية والصليب الأحمر الدولية. كما تم تكريم الإعلامية جميلة كاديكي، أول معتقلة فى سجون القذاقي عقب اندلاع الثورة وممثلة عن "حرائر ليبيا" اللاتي قدمن أولادهن وأزواجهن وأشقائهن شهداء للوطن. وقد أهدت جميلة كاديكي درعها إلى أمهات الشهداء، على اعتبار أنهن اللاتي ضحين من أجل مستقبل زاهر للشعب الليبي وبلاده ليبيا الحرة، وقدمت التحية لكل نساء ليبيا اللاتي عانين من حالات اغتصاب منظمة من جانب كتائب القذافي. وأشار مؤسسو الجمعية فؤاد التكبالي و عبد الباسط الزنتاني وجميلة الكاديكي إلى دعم "مجتمع الإنماء الوطني" فى تقديم كل المساعدات والعون للجمعية وقت الثورة وبعدها، من أجل بناء ليبيا الحديثة ومجتمع متطور، وأعربوا عن شكرهم العميق لكل من قدم مساعدات، سواء لوجستية أو مادية للثوار، وذلك عرفانا بالجميل، وشددوا على أهمية أن يستمر الدعم العربي والدولي للمساهمة فى "معركة البناء" بعد المشاركة فى معركة التحرير". وأشاروا إلى أهمية مشاركة الدولة الشقيقة فى ضبط أمن الحدود للقضاء على عمليات التهريب التى تضر بالاقتصاد الليبي، وقد أشاد المتحدثون فى الاحتفالية بمجهودات الدول العربية والشقيقة والاوروبية لدعم ومساندة الثورة الليبية، التى قدمت مع بقية شعوب الربيع العربي أعظم وأروع التضحيات، وصورة ناصعة للعرب الذين يستحقون حياة كريمة مستقرة وديمقراطية مؤسسية تعوض تلك الشعوب عن سنوات الظلم والقمع والذل، التى عاشوها فى ظل أنظمة قمعية مستبدة. وأكدوا أن تقديم الشكر للدول الشقيقة والصديقة هو واجب وطني، بعد أن ساهمت مجهوداتهم فى إزاحة نظام الطاغية، التى تسبب فى إفقار ليبيا والشعب الليبي، الذي كان يستحق مستقبلا أفضل لولا الفساد المنظم الذي سنه القذافي فى البلاد ليسرق مئات المليارات من الدولارات. يذكر أن جمعية "أحرار طرابلس للإغاثة"، التى تأسست في مارس الماضي عقب اندلاع الثورة، لتأمين الأموال والأدوية والعلاج والأغذية للنازحين الليبيين إلى مدينة جربا التونسية، وتضم نحو 10 آلاف عضو وتعتمد فى عملها على تبرعات الأعضاء ورجال الأعمال، وتشارك الجمعية مع بقية منظمات العمل المدني في توعية المواطنين بضرورة نبذ الفرقة والفتنة والاتحاد علي كلمة واحدة وراء القيادة الليبية برئاسة المستشار مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي وحكومة عبدالرحيم الكيب.