اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولاياتالمتحدة اليوم الخميس بإساءة التعامل مع حليف إستراتيجي في خطاب لاذع يستبعد فيما يبدو حلا سريعا للخلاف بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي اللتين تحاربان معا تنظيم داعش. وبعد ساعات من إعلان أنقرة أن مسئولين سيجتمعون قريبا لتسوية الخلافات بين البلدين اتهم أردوغان القنصلية الأمريكية في إسطنبول بأنها تخبئ مشتبها به على صلة برجل الدين فتح الله كولن الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة انقلاب فاشلة العام الماضي. وندد أردوغان أيضا بدعم الولاياتالمتحدة لمقاتلين أكراد في سوريا وقضايا منفصلة أمام محاكم أمريكية ضد مصرفي تركي كبير وأفراد من الحرس الشخصي الخاص بالرئيس وسخر مما وصفه بزعم واشنطن بأنها "عاصمة الديمقراطية". وتوترت علاقات تركيا مع الولاياتالمتحدة وكثير من الدول الغربية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي ضد أردوغان والتي قتل فيها أكثر من 240 شخصا. وشعرت تركيا بتباطؤ كثير من الحلفاء في إدانة محاولة الانقلاب وتقدير حجم الخطر الذي واجهته. وعبرت دول غربية عن انزعاجها من حجم الحملة التي شنتها السلطات التركية في أعقاب محاولة الانقلاب مع احتجاز 50 ألف شخص ووقف 150 ألفا عن العمل. وتدهورت علاقات تركيا مع الولاياتالمتحدة عندما احتجزت تركيا موظفا محليا بالقنصلية الأمريكية في أسطنبول قبل عدة أيام. وتقول الولاياتالمتحدة إنها لا تزال تسعى للحصول على تفسير لعملية الاعتقال وهو ثاني حادث من نوعه ضد موظف قنصلي هذا العام. وعلقت الولاياتالمتحدة معظم خدمات منح التأشيرات في تركيا قائلة إنها تريد مراجعة مدى التزام أنقرة بأمن بعثتها وموظفيها. وردت تركيا بإجراءات مماثلة خلال ساعات. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدث يوم الأربعاء مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو وعبر عن "قلقه العميق" إزاء اعتقال موظفين بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية في تركيا. وأنحى أردوغان باللائمة على السفير الأمريكي المنتهية ولايته جون باس قائلا إنه يعرض للخطر تحالفا قائما منذ عقود. وقال أردوغان لحكام أقاليم في أنقرة "دعوني أكون واضحا تماما.. الشخص الذي تسبب في ذلك هو السفير هنا. من غير المقبول من الولاياتالمتحدة أن تضحي بشريك استراتيجي من أجل سفير لا يعرف حدوده". وفي وقت سابق قال بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء التركي إن مسئولين أتراكا وأمريكيين سيعقدون اجتماعا سعيا لحل أزمة دبلوماسية بين البلدين، مضيفا أن الحوار بين وزيري خارجية البلدين كان بناء. لكن أردوغان أشار إلى قائمة من الشكاوى متهما واشنطن بإيواء أعضاء يشتبه بانتمائهم لحزب العمال الكردستاني المحظور وأنصار رجل الدين فتح الله كولن الذي يحمله مسئولية محاولة الانقلاب العام الماضي. وينفي كولن الضلوع في المحاولة. وقال أردوغان موجها حديثه للأمريكيين "من ناحية أنتم تقولون أنكم عاصمة الديمقراطية.. لكنكم تخبئون أعضاء بحزب العمال الكردستاني وحركة كولن". وأوضح أن واشنطن تدافع عن شخص مرتبط بفتح الله كولن "يختبئ في قنصليتكم" مضيفا أن قسا مسيحيا ألقي القبض عليه في غرب تركيا العام الماضي "له علاقة واضحة" بفتح الله كولن. وقال السفير باس هذا الأسبوع إنه لا يوجد أحد مختبئ في القنصلية الأمريكية وأنه لم يجد شيئا حقيقيا في الاتهامات الموجهة للقس أندرو برونسون. وقال أردوغان إن السلطات الأمريكية اعتقلت دون سند قانوني الرئيس السابق لبنك خلق الذي تملك الدولة معظم أسهمه وتحاول استغلال تاجر ذهب تركي محتجز "كمخبر". واعتقل الرجلان بتهمة انتهاك عقوبات. وأضاف إردوغان قائلا "إذا كان السفير في أنقرة يقود الولاياتالمتحدة العظمى فهذا عار عليكم... ينبغي للمرء أن يقول لا يمكنكم معاملة حليفكم الإستراتيجي بهذه الطريقة. لا يمكنكم التصرف هكذا".