حمل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء سفير الولاياتالمتحدة لدى بلاده المسؤولية عن نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين وقال إن أنقرة لم تعد تعتبره ممثلًا للحكومة الأمريكية. وفي هجوم حاد وشخصي على جون باس السفير الأمريكي الذي انتهت فترة انتدابه بتركيا قال إردوغان إن باس تصرف بشكل منفرد بتعليقه خدمات منح التأشيرات في تركيا بعد اعتقال أحد موظفي القنصلية الأمريكية وقال إن "عملاء" تسللوا إلى البعثات الأمريكية. ودافعت وزارة الخارجية الأمريكية عن باس قائلة إنه يحظى "بالدعم الكامل" من الحكومة الأمريكية وإن أفعاله نسقت مع الوزارة والبيت الأبيض ومجلس الأمن القومي. وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم الوزارة في مؤتمر صحفي "ليس من شيمة سفرائنا أن يتصرفوا بشكل أحادي... ننسق ونتعاون عن كثب مع سفرائنا" مضيفة أن باس أدى "عملًا رائعًا في تركيا". وزاد الخلاف من تدهور العلاقات الهشة بالفعل بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بعد شهور من التوتر المتصل بالنزاع في سوريا ومحاولة الإنقلاب العام الماضي في تركيا ودعاوى قضائية تنظرها محاكم أمريكية ضد مسؤولين أتراك. وقالت السفارة الأمريكية يوم الأحد إنها علقت خدمات منح تأشيرات السفر لحين تقييم التزام تركيا بسلامة بعثاتها وموظفيها وهي رسالة أكدها مقطع مصور أعلنه باس في وقت متأخر مساء يوم الإثنين. وقال إردوغان "من الغريب أن يتخذ سفير لدى أنقرة قرارات ويقول إنه يفعل ذلك باسم حكومته". وأضاف "لو أن سفيرنا فعل ذلك لن نبقيه هناك ولو لدقيقة". وقالت السفارة إنه لا صحة للمزاعم بأن الموظف المعتقل له صلة برجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط للإنقلاب الفاشل ضد إردوغان العام الماضي. لكن إردوغان قال إن الاعتقال وطلب الشرطة استجواب موظف آخر بالقنصلية يظهر أن "هناك شيئًا ما يدبر في القنصلية الأمريكية في إسطنبول... كيف تسلل هؤلاء العملاء إلى القنصلية الأمريكية؟". وسيغادر باس تركيا خلال أيام لتولي منصب في أفغانستان وطلب القيام بزيارة وداع للمقار الحكومية. وأضاف إردوغان خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون أثناء زيارة لبلجراد "لكن وزراءنا ورئيس برلماننا وأنا شخصيًا لم نقبل ولن نقبل طلبه لأننا لا نعتبره ممثلًا للولايات المتحدة".