د. حاتم عبدالمنعم أحمد تعتبر جامعة الأزهر على وجه التحديد من أهم وأكبر الجامعات بوجه عام، والجامعة تكاد تكون الوحيدة المسئولة عن نشر مفاهيم وتعاليم الإسلام السمح للعالم كافة، ومن المعروف أن العمر الزمني لأي جامعة من عوامل القوة؛ لأن بها أساتذة تتلمذوا على يد أساتذة وهكذا، جيل بعد جيل يجد طلاب الأزهر أساتذة تعلموا على يد أساتذة وهكذا، وفي هذا المجال لا توجد مقارنة بأي جامعة دينية؛ ولذلك إذا كانت مصر تتميز بالقوى الناعمة؛ فإن أكبر قوة لمصر في هذا المجال هي جامعة الأزهر على وجه التحديد. ومن هذه الأهمية المطلقة تنبع المسئولية، ويأتي الأمل والرجاء؛ ومما لاشك فيه أن هناك مشكلات متنوعة وفهمًا خاطئًا للإسلام في العصر الحديث لدى البعض، ومن هنا نطالب ونساند الأزهر في دراسة هذه المشكلات، والمساهمة في مواجهتها ويمكن تلخيص أهم هذه المقترحات أو المطالبات في الآتي: 1- هناك حاجة ملحة لدراسة المستجدات المعاصرة، وعرض رأي الدين فيها، فهناك الآن الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من مستجدات، نطالب الأزهر بعمل مؤتمر عام مع مراكز البحوث الإسلامية والجامعات الأخرى خارجيًا للوصول لخطة في هذا الشأن، ويمكن مثلا على سبيل المثال عمل دبلومة خاصة عن "الإسلام والتغيرات المعاصرة"، تتاح لجميع الخريجين مثلا، فلا يمكن الحكم على بعض المستجدات بمراجع قديمة، ولقد كان سيدنا عمر سابقًا لعصره حينما أوقف سهم المؤلفة قلوبهم، وحينما رفض توزيع غنائم أراضي الشام ومصر والعراق؛ مراعيًا التنمية المتواصلة والعدالة البيئية؛ حينما قال: "وماذا نترك لأولادنا ولأحفادنا غدًا"، هذا كان بعد بضع سنوات من وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وليس أربعة عشر قرنًا. 2- نأمل في مراجعة دقيقة لكل كتب التراث، وعلى سبيل المثال لماذا لا توضع خطة لدراسة الماجستير والدكتوراه مثلًا في قسم الحديث؛ لمراجعة كتب الحديث القديمة؛ فمثلا هذا يسجل ماجستير في أحاديث الزكاة، وآخر دكتوراه في أحاديث الزواج، وثالث في الطلاق.. وهكذا يمكن في خلال سنوات محدودة الخروج بتنقيح شامل لكتب التراث المهمة، ونشر ذلك من خلال إضافة ملحق لهذه الكتب وحذف مالا يصلح. 3- نطالب الدولة والتليفزيون المصري بتخصيص قناة فورية ل"الأزهر الشريف"، ويمكن أخذ أي قناة من القنوات التعليمية تتبع الأزهر سريعًا إلى أن يتم إنشاء قناة خاصة عالمية ل"الأزهر الشريف" في التليفزيون المصري. 4- تفعيل مواقع جديدة ل"الأزهر الشريف" على الإنترنت، بالإضافة لخطوط تليفونية. 5- نطالب الصحف القومية بتخصيص صفحة أسبوعيًا ل"الأزهر الشريف" لمناقشة القضايا ومشكلات عديدة أهمها المفاهيم الخاطئة، والفتاوى الغريبة المنتشرة في هذه الأيام، وللأسف يشارك فيها بعض الخريجين، رجاء الأمة في خطر. 6- نطالب الجامعات بتنظيم ندوات أسبوعية أو شهرية لعلماء الأزهر مع طلابها. 7- ونختم النداء باقتراح ل"الأزهر الشريف" لعمل مؤتمر كبير يجمع بين علماء أهل السنة والشيعة؛ لوقف نزيف الدم المستمر، والذي يسعى البعض الآن لمزيد من الفتنة؛ لاستمرار هذا النزيف، فكل ما يجري في العراق وسوريا واليمن يشعله فتنة وخلافات السنة والشيعة، والعدو سعيد بهذا؛ أليس من بيننا من يستطيع إيقاف هذه الفتنة والأمل في "الأزهر الشريف" للقيام بهذا الدور. ونذكر الجميع بإحصائية صدرت عام 2011 أحصت عدد قتلى المسلمين منذ عام 1948 إلى عام 2011، وكانت نحو 2,2 مليون قتيل أكثر من نصفهم تقريبًا في حرب العراق وإيران، وكان مجموع شهداء الحرب مع إسرائيل على كل الجبهات نحو 56 ألفًا فقط أي نحو 2% فقط، و98% قتلي معارك مسلمين مع مسلمين، وبالقطع النسبة ارتفعت من عام 2011 للآن بشكل مذهل أليس منا رجل رشيد. ومن هنا فالمسئولية كبيرة، والحاجة ماسة لجهود سريعة من علماء وقيادات "الأزهر الشريف" لتوضيح موقف الإسلام من الأحداث الجارية من حروب إسلامية، إلى تنقيح كتب التراث، ومواجهة التغيرات المعاصرة بفكر مستنير، ورأي جمعي لا فردي، وهذه مسئوليتكم أمام الأمة، ومن قبل ومن بعد أمام المولى الكريم وفقكم الله لما فيه خير الأمة. كاتب المقال: أستاذ علم الاجتماع البيئي جامعة عين شمس