أثار إعلان بعض المصادر الإعلامية فلسطينية، عن انتخاب حركة حماس للقيادي صالح العاروري، نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة، تساؤلات عديدة في إسرائيل، خاصة أن العاروري من الشخصيات الفلسطينية التي تصنفها إسرائيل كصقور متشددة في الحركة، فضلاً عن اتهامها له بالوقوف وراء عدد من حوادث اختطاف الإسرائيليين سواء بالضفة الغربية أو بالعمق الإسرائيلي أيضًا. وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن العاروي كان من أكثر الشخصيات التي حصدت أصواتا كبيرة في الانتخابات الأخيرة لحركة حماس، والتي جرت منذ أشهر قليلة، حيث كان يعتبر منافسا مباشرا لكل من إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق، الأمر الذي شجع قيادات الحركة على انتخابه في هذا المنصب الآن. وتشير الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تمثل زاويتين ومحورين رئيسيين، الأول وجود تغير يجري الآن، في بنية حركة حماس الفلسطينية سياسيا، حيث قاد حماس في الماضي كلا من خالد مشعل وموسى أبو مرزق، وتولى الأول منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بينما تولي الثاني منصب نائب الرئيس، غير أن المشهد السياسي الحالي بات يتصدره شخصيات جديدة، بداية من إسماعيل هنية الرئيس الجديد للمكتب ومعه صالح العاروري، فضلاً عن يحيى السنوار القيادي البارز في الحركة والذي يصنف إعلاميا بمصطلح رئيس حركة حماس في غزة. أما المحور الثاني فإنه يشير إلى أن حركة حماس دخلت في مرحلة أو عهد "معلن" عن أسماء قياداتها، حيث كانت الحركة تفضل في العهود الماضية عن عدم الكشف عن أسماء قياداتها أو مناصبهم، خوفًا من استهدافهم على يد الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استهداف أكثر من قيادي بها بأكثر من عملية بالقطاع. غير أن الواضح حاليًا، وفي ظل المفاوضات التي تجريها الحركة مع حركة فتح أن هناك تغيرات في بنية الحركة، وهي التغيرات التي تتوجس منها إسرائيل بقوة وتتابعها عبر منصات حماس سواء التقنية أو الإعلامية على حد سواء.