هى المرة الأولى التى تطفو انتخابات حماس الداخلية على السطح الإعلامى، فهى غالبًا ما كانت تجرى بعيدًا عن التدخل الإعلامى، وبعد قرار رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل بعدم قبول التكليف للولاية الأخيرة له فى رئاسة المكتب، وتفضيله ترك الباب مفتوحًا أمام شخصيات أخرى لقيادة الحركة فى المرحلة المقبلة. يبدو أن قرار مشعل جاء بعد تدهور علاقات حركة حماس مع سوريا ومغادرة الحركة لسوريا، وما شهدته العلاقات مع إيران من تراجع، ونتيجة توزيع قيادات حماس فى الخارج فى العديد من الدول مثل الأردن وتركيا ومصر وقطر، ما حدا بالرجل إلى أنه فى حاجة إلى فترة لترتيب الأوضاع بعد أن رفض كافة الضغوط عليه فى دمشق لتسجيل مواقف مساندة ودعم للنظام بعد خروج المظاهرات فى سوريا، وآثر الرحيل من العاصمة السورية حيث لا يُستبعد عودة مشعل مجددًا لقيادة حماس بعد أربع سنوات. اختيار رئيس المكتب السياسى لحركة حماس لن يخرج عن أحد الاحتمالات الثلاثة التالية: الأول: إعادة تكليف خالد مشعل برئاسة المكتب السياسى مرة أخرى، وهذا الاحتمال يلقى قبولًا ولكن يبقى هذه الاحتمال ضعيفًا نتيجة إصرار مشعل الشديد على ترك المنصب. الثانى: التوافق داخل الحركة على ترشيح موسى أبو مرزوق لرئاسة المكتب وإسماعيل هنية نائبًا له وعرضهما على مجلس الشورى لنيل الموافقة، وهو أمر وارد جدًّا. الثالث: الوضع الطبيعى باختيار رئيس وأعضاء المكتب السياسى للحركة من قبل مجلس الشورى عن طريق الاقتراع السرى مما يجعل احتمالية بروز شخصيات أخرى حاضرًا بشكل جلى. كانت اللوائح الداخلية لحماس تنص على حصر رئاسة المكتب السياسى بشخصية من الخارج، ولكن نتيجة الأوضاع الداخلية الجديدة للحركة تم تجاوز هذه النقطة فى الانتخابات المقبلة التى ستعرف نتائجها قبل نهاية شهر نوفمبر. لعل الإعلام ركّز على التنافس بين إسماعيل هنية رئيس الحكومة فى غزة وقائدها فى غزة وبين نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، فى حين أن العملية الانتخابية فى حماس أكثر تعقيدًا مما يبسّطه الإعلام، وعلى الرغم من أن هذين الشخصين يعدان الأوفر حظًّا لكن هناك أسماء كبيرة لها هى الأخرى فرصة كبيرة لتولى قيادة الحركة، حيث ما زالت حماس تتكتم على جميع أعضاء مجلس شوراها؛ لأنه حسب الفهم التنظيمى لهم فإن الحركة سرية ولا يمكن فتح كافة الأسماء أمام العلن، ولعل أبرز هذه الأسماء التى من الممكن أن تكون فى سدة رئاسة المكتب الشيخ صالح العارورى المقيم فى تركيا والمبعد من الضفة الغربية، وعماد العلمى العائد حديثًا إلى قطاع غزة، ونزار عوض الله المقيم فى قطاع غزة أحد أبرز مهندسى صفقة شاليط، وسامى خاطر وهو من قيادات الخارج ومؤسس الدائرة السياسية للحماس، وجميعهم أعضاء فى المكتب السياسى للحركة. لا يوجد أى خلاف داخل الحركة على تولى الرئاسة، والجميع سيلتزم بما يصدر عن مجلس الشورى، فحماس حركة المفاجآت ولا يمكن تحديد اسم أحد، ولكن ماذا ستقرر؟ هذا منوط بالإستراتيجية الجديدة التى ستتبناها حماس خلال اجتماعاتها الشورية للمرحلة المقبلة من خلال اعتماد مكان رئيس المكتب السياسى والخطط المستقبلية داخل الحركة والرؤيا السياسية للحركة. فى النهاية، حركة حماس مقبلة على تغييرات ستكون ملحوظة فى مكتبها السياسى بعد خروج العديد من القيادات المعتقلة من السجون الإسرائيلية بعد صفقة التبادل مع الاحتلال العام الماضى، وقد سجّلت هذه القيادات حضورًا لافتًا فى الانتخابات الداخلية لحماس فى قطاع غزة، وكانت حاضرة فى كافة المواقع القيادية للحركة، ولعل من أبرزهم روحى مشتهى ويحيى السنوار اللذين تم اختيارهما فى القيادة السياسية لحركة حماس فى قطاع غزة، حيث شهدت وصول ثمانى شخصيات جديدة إليها. ------------------------ حمزة إسماعيل أبو شنب كاتب فلسطينى