أسفل كوبري "أبو الريش"، بالقرب من محطة مترو السيدة زينب، تراصت مجموعة من الأكشاك الحديدية، مثل علب الكبريت، بعيداً عن أنظار المارة، في شارع قصير بسوق الكتاب. هنا يوجد نجيب محفوظ، ويوسف السباعي، وإحسان عبد القدوس، والعقاد، وطه حسين، وغيرهم من نجوم الأدب والسياسة والفن، تراصت كتبهم ومؤلفاتهم، علي الأرفف، في انتظار حضور الزبائن. يوجد في الشارع الهادئ، 42 مكتبه يئن أصحابها، من عدم وجود زبائن، يقضون أوقات طويلة، في مناقشات جانبية، عن أحوالهم المعيشية، وإهمال المحافظة لهم ووضعهم في مكان بعيد عن المارة، وترك ساحة المترو، لمحلات المول التجاري، والباعة الجائلين. يقول أشرف عمارة، صاحب مكتبة عمارة بوسط السوق: "نحن هنا منذ 17 عاماً، لا نعرف سوى مهنة تجارة الكتب، والشارع هادئ جداً، ولا يوجد به مارة، بسبب المول التجاري التابع للمحافظ". يشير الرجل علي المول التجاري والجراج، الذي بناه حي السيدة زينب، وهو ما حول الشارع الذي يوجد به سوق الكتاب بالسيدة زينب، لشارع جانبي، يندر فيه المارة. سوق الكتاب بالسيدة زينب".. نجوم أسفل الكوبري والقراء يمتنعون | فيديو يقارن أشرف بين وضع سوق الكتاب بالسيدة زينب، وسوق الأزبكية، الذي يقع مباشرة، أمام محطة مترو العتبة، وأحوال أصحاب المكتبات هناك، وأحوال أصحاب المكتبات بسوق السيدة زينب. مؤكدًا أن سوق السيدة زينب، يحتوي علي أمهات الكتب في جميع المجالات، ويأتي إليه أصحاب المكتبات للشراء بالجملة، ولكن يغيب عنه الزبائن، وتقل فيه حركة البيع والشراء، بسبب موقعه البعيد عن المارة، وسوء تخطيط المحافظة. ويكمل أشرف حديثه: "كنا في الماضي في وسط ميدان السيدة زينب، ولكن أثناء مرور أحد المسئولين الكبار، أمر بنقل باعة الكتب من الميدان". قضي باعة الكتب بالسوق رحلة طويلة، قبل أن يستقر بهم الحال، في سوقهم الحالي أسفل كوبري أبو ريش، فقد بدأت السوق بمجموعة من الباعة، كانوا يفترشون الكتب أمام مسجد السيدة زينب. وعندما علمت النائبة نوال عامر، عضو مجلس الشعب، عن السيدة زينب، في هذا التوقيت، بمشاكل أصحاب المكتبات، وعدم وجود مكان مخصص لهم، سعت لدي عبد القادر حاتم وزير الثقافة وقتها، لتحويل ساحة مسجد السيدة لسوق للكتاب، وهو ما تم تنفيذه بالفعل. مرت السنون وأصحاب المكتبات علي حالهم، يصف أشرف حالة البيع والشراء وقتها، بأنها كانت أكثر من رائعة، ولاسيما في يوم الجمعة، الذي يتزاحم فيه رواد المسجد على شراء الكتب الدينية والأدبية والثقافية. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، عندما وضعت المحافظة خطة لتطوير الميدان، بالتزامن مع مرور أحد المسئولين، أمر بنقل باعة الكتب، وتطوير الميدان بشكل حضاري. ليتم نقل باعة الكتب، لشارع عبد المجيد اللبان المعروف باسم "مراسينا"، بجوار قسم السيدة زينب، لم يتضرر أصحاب المكتبات كثيراً بسبب هذا النقل، فقد استمرت حركة البيع والشراء كما هي. # يلتقط إبراهيم علام، صاحب مكتبة علام طرف الحديث، ليكمل قصة سوق الكتاب بالسيدة، يقول: "في خطة تطوير الميدان، كان هناك أكثر من مكان مقترح، لنقل السوق إليه، انتهت بتواجدنا هنا". عندما تولي عبد الرحيم شحاتة، محافظ القاهرة ووزير التنمية المحلية الأسبق، أجري تطوير شامل لعدة ميادين، منهم ميدان السيدة زينب، ودخل في مفاوضات مع أصحاب المكتبات، وأنشأ لهم مجموعة من الأكشاك الحديدية، أسفل كوبري أبو الريش. ويكمل علام حديثه:" كانت حركة البيع والشراء في البداية متوسطة، ولاسيما أن السوق كان أحد معابر المارة للخروج أو للدخول لمترو السيدة زينب، ولكن مع إنشاء المول التجاري والجراج، تحول السوق لشارع جانبي، يندر فيه مرور المشاة". كما تسببت خطة تطوير المحافظة لميدان السيدة زينب، في نقل سوق الكتاب لمكانه الحالي، تسببت أيضا، تحويل الشارع الذي يقع به لمكان يندر فيه المرور، بسبب إنشاء المول التجاري، الذي تحول لمكان للباعة الجائلين. يشير علام علي السور الفاصل بين سوق الكتاب، وبين محطة المترو، ويحمل هذا السور، سبب تدهور السوق وتوقف حركة البيع والشراء، وتراجع السوق عن دوره الثقافي، الذي يقوم به أسوة بالدور الذي يلعبه سوق الأزبكية. ويؤكد علام أن سوق الكتاب، يقع خلفه منطقة عشوائية، تحولت لمقلب قمامة، ومكان أمن لأطفال الشوارع، والخارجين عن القانون، الذين حولوا السوق، لمكان للهروب من أعين رجال الأمن. كل ما يطلبه أصحاب المكتبات، هو فتح الطريق بينهم وبين المارة، حتى يتثني لهم البيع والشراء، وإبعاد أطفال الشوارع والمتسولين عن السوق. في المقابل أكد حسام رأفت، رئيس حي السيدة زينب، أن أوضاع المكتبات مستقر منذ سنوات، ويتم تجديد ترخيصهم بشكل سنوي. وأشار أن هناك خطة موضوعة، لتطوير المنطقة التي تتواجد فيها المكتبات، تخضع الآن لعملية دراسة لتنفيذها، مؤكدًا أن خطة التطوير تضع المصلحة العامة في الاعتبار. وأوضح أنه عندما تم إنشاء المول والجراج، بمحطة السيدة زينب، كان الهدف منه تيسير حركة الدخول والخروج للمترو، والتيسير علي رواد المترو الركاب، لافتاً إلي أن مكان السوق معروف للجميع، ولا يبعد إلا خطوات عن محطة المترو.