- السور يعود للستينيات ويحوي نفائس كتب التراث والأدب - مول المواردي أطفأ بهجة السور - كبار الكتاب يزورون السور ومع ذلك مغمور !
كتب – السيد حامد
بجوار مترو السيدة زينب تتراص عدد من المكتبات تفوق الأربعين, تحوي أرففها شتي أنواع المعرفة, ما بين القصة والشعر والرواية والتاريخ وعلوم الطب والهندسة والمعمار والروايات العالمية وكتب التراث , وأسعاره "إنسانية" حقا تبدأ من جنيهين ل 10 جنيهات في المتوسط, والعجيب أن زوار السور قليلون .. تجولنا بين الباعة المشهورين بمعرفة نفائس الكتب لنعرف الأسرار .
عم محمد جابر غريب - صاحب مكتبة وفي نفس الوقت أحد كتاب القصة القصيرة - أكد أن ما يميز سور السيدة عن غيره من أماكن بيع الكتب القديمة هو تلك المعاملة "الإنسانية" لرواده , فأسعار الكتب لديه منخفضة للغاية , وهذا يأتي من طبيعة تجار الكتب والذين يتسمون بالرحمة وليسوا جشعين بخلاف غيرهم في المناطق الأخرى, والذين يرفعون أسعار الكتب بشكل مبالغ فيه.
وشكا غريب من قلة الإقبال على سور السيدة بسبب عدم معرفة الجماهير العاشقة للقراءة له , وخاصة بعد بناء مول المواردي بجوار محطة مترو السيدة زينب , فهذا المول حجب الجماهير المستخدمة للمترو من رؤية السور.
حسين – صاحب مكتبة الفيروز – أكد أن رواده من المتخصصين , مثل الروائي جمال الغيطاني ويوسف القعيد والناقد شعبان يوسف والمفتي السابق الدكتور على جمعة وغيرهم والذين يحرصون على شراء سلاسل الكتب المتخصصة وكذلك المجلات, مؤكدا أن أسعار السور بشكل عام تتسم بالانخفاض مقارنة بأي مكان أخر في مصر.
عم أشرف – صاحب مكتبة - قال أن الزبون الحالي الذي يقبل عليه هم التلاميذ لشراء الكتب المدرسية , فيما يعاني الكتاب الأدبي من قلة زبائنه , ولا يأتي لشرائه إلا القليل , وهم المثقفين والمتخصصين , وذلك رغم قلة أسعار الكتب لدينا , وكذلك حسن المعاملة مع الزبائن , فالأسعار منخفضة للغاية , تتراوح ما بين 2 جنيه و5 و10 جنيهات في المتوسط , مؤكدا أن كل ما ينقص السور في الوقت الحالي هو الدعاية والإعلان عنه ليعرفه محبي القراءة.
وعن بدايات السور يقص عم أشرف لشبكة الإعلام العربية "محيط" حكايته فيقول: البداية كانت في ميدان السيدة زينب وذلك في أواخر الستينات من القرن الماضي , واستمر الوضع على ذلك إلى عام 1992 حيث صدر قرار بالنقل إلى شارع مراسينه أو عبد المجيد اللبان.. سبب النقل زيارة الرئيس السابق مبارك إلى دار الهلال بمناسبة مرور 100 عام على إنشائها , وتصادف مروره من ميدان السيدة , فأبدي عدم رضائه على منظر السور. يتدخل القصاص محمد غريب في الحوار ويضيف : مبارك كان لديه عداء للثقافة , وذلك منذ وجهت إحدى الصحفيات سؤال عن أخر الكتب التي قرأها , فقال: أنا لا أقرأ ومعي الأسطورة أنور السادات!.
يستكمل عم أشرف الحكاية: ظل السور في شارع اللبان إلى عام 2000 , حيث صدر قرار بمنع إقامة أي أكشاك بجوار أسوار المدارس , بعد سقط سور أحداها في منطقة بالقاهرة لا يتذكرها الآن.. ليُنقل السور إلى مكانه الحالي تحت كوبري أبو الريش.. والمكان هنا ليس جيدا , صحيح أنه واسع ونظيف , لكن الكتب تحتاج إلى مكان ظاهر ومكشوف للناس كي تراه وتقبل عليه , وذلك بعكس ميدان السيدة وشارع اللبان , ولكي تدرك ذلك أنظر إلى سور الأزبكية والذي يستفيد من وجوده بجوار مترو أنفاق العتبة.
محمد محمود, أحد رواد السور, قال أن الإقبال على السور يأتي من جانب المتخصصين والمثقفين الذين يبحثون عن النادر والمحقق من الكتب بعيدا عن تجار الكتب الجشعين , كما أن السور هنا يمتاز بالتخصص, فهناك مكتبة في كتب التراث, وأخري في التاريخ, وثالثة في العلوم الطبية والهندسية, ورابعة في الكتب الأجنبية.