أزمات متكررة واجهتها مكتبات سور الأزبكية الشهير (وسط القاهرة) بداية بنقله لمكان لآخر مع مشروع مترو أنفاق العتبة ومرورا بنقله عدة مرات ثم انتهاء بأزمته الأخيرة والتي تهدد بنقله من مكانه الحالي لبناء مسجد. عم حربي - أقدم بائع كتب بالسور - قضى جل سنوات عمره الطويلة بائعا للكتب في مكتبة صغيرة ورثها عن جده الذي جاء من صعيد مصر إلى أن أصبح مالكا لأقدم مكتبات السور.. يقول: السور بالنسبة لي هو عمري وحياتي لكني أشعر بالحسرة الشديدة علي ما وصل إليه، فمنذ عام 1983 والأيدي الباطشة التي لاتدرك أهميته في الثقافة المصرية وفي الحفاظ علي التراث المصري تحاول القضاء عليه بشتي الطرق حيث تم نقله منذ هذا التاريخ خمس مرات آخرها في عهد النظام البائد عند القيام بإنشاء مترو الأنفاق، والجديد في الأمر محاولة الحكومة الحالية نقله مرة أخرى لإقامة مسجد. ويضيف عم حربي: لا توجد أي جهة دافعت عنا أو وقفت بجانبنا لا وزارة الثقافة ولا محافظة القاهرة، وحتي اتحاد الناشرين الذي يقوم الآن بمحاربتنا ويطلب من حي الموسكي عدم منحنا التراخيص رغم أنها تراخيص إشغال طريق مثل بائعي السجائر والبيبسي. ويتذكر عم حربي بعض المثقفين الذين زاروا السور في الأزمة الأخيرة ووقفوا بجانب أصحاب المكتبات والعاملين به وحاولوا أن يحلوا الأزمة ومنهم حلمي النمنم ويوسف القعيد وجمال الغيطاني وخالد السرجاني.. ولا ينسى بعض الكتاب والمثقفين الذين رحلوا وكانوا دائمي التردد على السور ومنهم سعد الدين وهبه وكامل زهيري وسمير سرحان. ويشير محيي الدين صاحب مكتبة المعارف الأزهرية إلى أن أصحاب المكتبات لا يتبعون لاتحاد الناشرين أو لوزارة الثقافة بل يتبعون لمحافظة القاهرة، فلماذا يطلب اتحاد الناشرين من حي الموسكي ألا يعطينا التراخيص دون موافقته أولا رغم أن رخصتنا لا تنتمي لمهنتنا في شيء، فرخصتنا هي "رخصة إشغال طريق". ويتابع محي الدين: أصحاب المكتبات عانوا سابقا من الحكومة وأثناء أزمة المترو تم إقناعنا بترك أماكننا مقابل شيك لكل صاحب مكتبة ب 23 ألف جنيه وبعد ذلك تم إجبارنا علي ترك الشيكات لحي الموسكي ومحافظة القاهرة وإلا هدم السور تماما. الحاج علاء عبدالخالق صاحب مكتبة الإسكندرية بالسور يلتقط أطراف الحديث مؤكدا أن زبون السور دائما ما يكون طالب علم أو مثقفا، لكني الآن أشعر بالقلق علي هذا السور الفريد من المشاكل التي تعرض لها بداية من نقله أثناء إنشاء المترو حتي زحف عليه الباعة الجائلون إلى الأزمة الأخيرة المتعلقة بإنشاء المسجد بدلا منه وكأن هذا السور لا قيمة له.. ويضيف الحاج علاء أن طالب العلم غير القادر علي شراء الكتب بأسعارها التجارية يلجأ لشرائها من السور بمبلغ زهيد، بالإضافة الي الكتب التراثية القديمة التي لا توجد في أي مكان آخر وكذلك المجلات والجرائد القديمة. وعن الأزمة الأخيرة.. يقول الحاج علاء - والعهدة على الراوي - أنه أثناء اللقاء الذي تم بين أصحاب المكتبات ومحافظ القاهرة تلقي المحافظ مكالمة هاتفية من وزير الأوقاف يشكره على ما فعله وكأنه يقول له شكرا علي هدم السور والقضاء عليه. ويستنجد عم محمد إبراهيم صاحب إحدى المكتبات التي ورثها عن والده منذ 20 عاما بأي مسئول للدفاع عنهم. مطالبا الجهات المسئولة بضمهم إلى وزارة الثقافة لأنهم غير تابعين لأي جهة ثقافية. لكن عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين ينفي الاتهامات التي وجهت لاتحاد الناشرين من أصحاب المكتبات.. مؤكدا أن الاتحاد ليس طرفا في أزمة السور مع حي الموسكي أو محافظة القاهرة ، بل إن الاتحاد يحاول مساعدة أصحاب مكتبات السور لأهميتها الكبيرة في الترويج للكتب، بل سيقوم الاتحاد بتخصيص بند لمكتبات سور الأزبكية والنبي دانيال في قانونه الجديد ليكونا تحت مظلته. ويشير شلبي إلى أن من يتهم الاتحاد بمحاربة سور الأزبكية عدد قليل جدا من أصحاب المكتبات والذين يعملون في الكتب المزورة وكان الاتحاد قد اكتشفهم فظنوا أنه يحاربهم.. وعن أزمة السور الحالية المتعلقة ببناء مسجد بدلا من السور، قال شلبي إن الاتحاد سيدعمهم ويقف بجانبهم حتي انتهاء الأزمة. أصحاب المكتبات يستنجدون بعرب ضد محافظة القاهرة واتحاد الناشرين عاصم شلبي: لسنا طرفا في الأزمة وسنحاول ضمهم لقانون الاتحاد