انجذب لها رغم فارق السن، فهي أكبر منه بعدة سنوات، ومع ذلك رأى فيها شريكة لحياته، ربما كان ذلك بسبب قدرتها على الإغراء، أو أنه هو من يحتاج إلى امرأة ناضجة. تزوجا وصارت الأمور طبيعية، وأثمر الزواج عن بنتين وولد، وعلى الرغم من امتلاكه ورشة إلا أنه مر بضائقة مالية، فطلب من زوجته أن تبيع له بعضًا من مصاغها، ولم يكن يتوقع منها أن ترفض، وتوترت العلاقات بينهما وصارت الحياة بينهما في حكم المستحيلة، فقرر طلاقها. كان الزوج حريصًا على أن تبقى طليقته وأطفاله بالقرب منه، فاستأجر شقة لها بجوار ورشته، واحتفظ هو بالولد، بينما ترك ابنتيه في رعاية أمهما وكان يرسل لهما كل أسبوع مبلغًا من المال يساعدهم في النفقات. بعد فترة، تناهت له أخبار بأن طليقته تريد الزواج، فذهب إليها غاضبًا ومعترضًا، رافضًا أن تعيش ابنتاه مع شخص غريب. وذات يوم كان جالسًا أمام ورشته، فجاءته ابنته، احتضنها وبدأ يجري معها حديثًا عن أحوالها، وكانت المفاجأة التي عقدت لسانه وجعلته يرتكب جريمة شنعاء. بداية الواقعة ورود بلاغ لمباحث بعين شمس، بالعثور على جثة سيدة داخل شقتها مصابة بعدة طعنات، على الفور تم إخطار النيابة فانتقل المستشار محمد الجرف، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، لإجراء المعاينة، حيث تبين أنها جثة لسيدة في العقد الرابع من عمرها، معاقة فى قدمها اليسرى، ملقاة على ظهرها في صالة الشقة ومصابة بطعنتين نافذتين أخرجت أحشاءها، ولا توجد أداة للجريمة. طلبت النيابة تشريح الجثة وانتداب الأدلة الجنائية، كما أمر المستشار محمد الجرف، مدير النيابة بتكثيف التحريات لضبط الجاني. فتم وضع خطة بحث استهدفت سؤال الجيران وفحص علاقات المجني عليها بأهلها وجيرانها، حتى تم التوصل إلى مرتكب الجريمة وتبين أنه طليق المجنى عليه، فأعد له الأكمنة وتم ضبطه . وفى سراى نيابة حوادث شرق القاهرة، بدأت خيوط الواقعة تتكشف حيث تبين من تحقيقات المستشار محمد الجرف، أن المتهم يدعى "أسامة حسن"، 33 سنة، تزوج من المجنى عليها "هبة ربيع" 39 سنة، منذ 11 عامًا وأثمر الزواج عن بنتين وولد، وبعد سنوات مر بأزمة مالية فطلب من زوجته "المجنى عليها"، أن تبيع مصاغها لفك أزمته إلا أنها رفضت ، فحدثت بينهما مشادات كلامية حادة انتهت بالطلاق. وبعد الانفصال استأجر لطليقته شقة في الشارع المقابل لورشته، لحرصه على بقائها وأولادها بالقرب منه، وكان يعطيها كل أسبوع 200 جنيه مصروفًا لها ولأولادها، وفى أحد الأيام نمى إلى علمه من بعض الجيران والأصدقاء بأن طليقته تنوى الزواج، فتوجه إليها وهددها بعدم فعل ذلك. إلا أن ابنته جاءته أمس وأخبرته أن أحد الأشخاص يُدعى "حسين" حضر إلى المنزل في وقت متأخر من الليل وأيقظها، وأجلسها في مكان آخر، ونام بجوار أمها ليلة كاملة، فتحركت مشاعر الغضب لديه وعقد العزم على قتلها والانتقام لشرفه، لشكه في سلوكها. وفى اليوم التالي جهز المتهم سكينًا ومفتاح الشقة التي استأجرها لهم، حيث كان يحتفظ بنسخة وتوجه إلى طليقته ثم فاجأها بطعنتين فأخرج أحشاءها، ولفظت أنفاسها الأخيرة، وبعد ذلك وضع السكين المستخدم في الجريمة داخل "كيس مخدة" ثم غادر المنزل. وبعد انتهاء التحقيقات واعتراف المتهم تفصيليًا بالجريمة، أمر المستشار محمد الجرف، مدير النيابة، اليوم السبت، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، على أن يراعى له التجديد في الميعاد القانوني.