"أوقات عصيبة" هي أقل توصيف للساعات التي مرت على السكك الحديدية منذ ظهر أمس الجمعة، إذ لا يزال "الارتباك" هو سيد الموقف في محطة مصر، التي تشهد ازدحامًا وتباطؤا في الحركة خاصة على الخطوط المتجهة إلى الإسكندرية أو المارة بها. ورصدت عدسة "بوابة الأهرام" المحطة الأم، في محاولة للوقوف على تداعيات حادث خورشيد المأساوي، والذي راح ضحيته، 41 قتيلًا و132 مصابًا، بحسب أخر تصريحات الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة. وشهدت محطة مصر لليوم التالي للحادث، ارتباكا في الحركة، ليبلغ معدل التأخير في رحلات الإياب والعودة حوالي خمس ساعات لبعض القطارات منها القطار رقم 7 المتجه من الإسكندرية إلى القاهرة. وتأخر القطار 909 درجة أولى وثانية مكيف، المتجه من القاهرة وحتى الإسكندرية، والمقرر انطلاق رحلته في تمام التاسعة صباحا إلى ما بعد الساعة العاشرة، بزمن تأخير تجاوز الساعة تقريبًا، وتأخر قطار القاهرةالإسكندرية درجة ثانية عادية والمقرر مغادرته محطة مصر في تمام 7:20 صباحا ليتجاوز 3 ساعات تأخيرا عن موعد بداية رحلته للإسكندرية. في محاولة "بوابة الأهرام" رصد ومعاينة الحالة داخل محطة مصر، التقت مجموعة من المواطنين قاصدي اتجاهات مختلفة، وهو ما يعني خطوطا مختلفة أيضا، لكن التشابه بينهم كان في "المعاناة" من تأخير القطارات لساعات، البعض أشار إلى أن التأخير أمر طبيعي يحدث يوميا، ولا يرتبط بحادث أو كارثة، وأخرون يرون أن التأخير اليوم فاق ما اعتادوا عليه. قال شريف أبو النصر، عامل: "بركب كل يوم قطار دمياط، وبروح يوميا من القاهرة للمحلة الكبرى، وتحديدا من شهر يناير2017، موعد القطار 7:40صباحا، والمواعيد والتأخير كده تقريبا كل يوم. استكمل صلاح محمد طالب يدرس في جامعة المنصورة،"قطار المنصورة لغاية دلوقتي لسه مجاش، يفترض إنه يتحرك 7:35 وبقى له أكثر من ساعتين ولسه الجرار ما ركبش في القطر، والناس راكبه من ساعتين وأكتر، ومش عارفين إيه علاقة الخط ده بخط الحادثة إحنا مش رايحين إسكندرية يبقى التأخير ليه؟". أحمد محمد، فني بهيئة السكة الحديد، في حديثة ل"بوابة الأهرام"، أوضح أن أي حادثة بتتكون مجموعة من الأخطاء " منها البشري والفني ثم الإداري، وتأمين الخطأ البشري يعتمد على التدريب والتأهيل للعامل والفني والسائق، أما الخطأ الفني يستلزم تطوير الآلات والمعدات، بحيث يمكن تفادي أخطاء العنصر البشري عن طريق تحجيم الآلة لهذا الخطأ، فمثلاً الصنافور " A T C"، يعمل على سحب الهواء من الجرار ويوقفه في حال خطأ السائق وكسر الصنافور، فإذا كان الصنافور معطلًا فلا مفر من حادث، فضلا عن تهالك السكة الحديد، وهو ما يستلزم تعديل المنظومة وليس محاسبة السائق أو عامل أو فني. مدام سحر من دمنهور قالت ": "أنا هنا من الساعة 4 الفجر، والمفروض إني هركب قطردمنهور 7:15 والساعة عدت 10 ولسه ما اتحركناش، وكمان قالوا لي القطر أخره كفر الدوار، مش هيكمل إسكندرية، وأنا مش عارفه أعمل أيه". وأضاف إسلام صبحي، مندوب شحن من القاهرة متجه إلى طنطا: "يجب أن يتم الإعلان عن تأخير القطارات في الميكرفونات الموجودة بالمحطة، ومواعيد انطلاق القطارات، تقديرا للمواطنين، المشكلة إني معايا شيل تقيلة ومش عارف اتحرك بيها والقطر هو الوسيلة المناسبة لي". سائق القطار 909 أكد أنه سيتحرك بالقطار عند تلقيه إشارة التحرك، وبدء الرحلة، وأنه حتى وقت سؤاله لا يعلم إذا كان سيكمل الرحلة للإسكندرية، أم سيتوقف في دمياط، مشيرا إلى أنه يسير حسب التعليمات التي تأتيه من غرفة التحكم". من جانب أخر أكد مسئول بهيئة السكك الحديدية "رفض ذكر اسمه"، أن تأخر مواعيد بعض القطارات اليوم السبت، نتيجة طبيعية لحادث قطاري الإسكندرية بالأمس، حيث تضطر الهيئة إلى تعديل بعض جداول التشغيل نتيجة تسيير القطارات في الاتجاهين على خط واحد، في المسافة من دمنهور وحتى الإسكندرية، وهو ما يتسبب في تأخير واضح للقطارات المتجهة على تلك الخطوط. وذكر المصدر، أنه لا مشكلة في الخطوط المتجهة إلى محافظات الوجه القبلي أو بعض محافظات الدلتا والوجه البحري والتي تسير بشكل منتظم، بتأخير زمني يتراوح بين 15 و30 دقيقة وهو معتاد يوميا نظرا لوجود بعض الأشغال وأعمال الصيانة على الخطوط، مشيرا إلى أن الأوضاع في منظومة السكك الحديدية تتجه ناحية الانضباط، وعودة الأمور لطبيعتها على خط القاهرةالإسكندرية، وبالتالي كافة الخطوط. يذكر أن اجتماع وزير النقل الدكتور هشام عرفات مع رئيس وقيادات هيئة السكك الحديدية قبل ساعات من حادث خورشيد، استهدف بحث أسباب التأخيرات والأعطال التى تواجه قطارات الهيئة، حيث استعرض الوزير الإحصائيات الخاصة بالأعطال والتأخيرات، والتي أرجعها مسئولو السكك الحديدية إلى تقادم العربات والجرارات الموجودة بالهيئة، بالإضافة إلى نقص قطع الغيار ومشروعات تجديد الإشارات.