في الذكرى ال 61 لتأميم قناة السويس لا تزال مصر تتذكر مواقف الدول التي ساندتها وأيدتها ودعمتها ولو بالقليل في ظل التآمر الواضح من جانب أمريكا وفرنسا وبريطانيا التي كانت لها محاولات مستميتة للسيطرة على قناة السويس متبعة في ذلك كل الوسائل المشروعة وغيرها وتسخير مكانتها الدولية وامتلاكها لحق الفيتو إلى جانب عضويتهم الدائمة في مجلس الأمن الدولي. فى يوم 26 أغسطس 1956، الذي اتخذت فيه الدول الاستعمارية الثلاث قرار سحب المرشدين الأجانب العاملين في قناة السويس بعد تأميمها، استمر المرشدون اليونانيون في العمل المستمر، في الوقت الذي ظن فيه الجميع أن مصر ستقف عاجزة وتشل يدها عن إدارة حركة الملاحة البحرية في القناة مما سيكون له تأثير سلبي على مصالح دول العالم لتتخذ تلك الدول هذا الأمر كذريعة وهمية لضرب مصر والتدخل المباشر فيها وفرض إرادتهم بالقوة. بلغ عدد المرشدين الأجانب المتغيبين عن عملهم بقناة السويس 59 مرشدًا في الوقت الذي وصل عدد العاملين منهم في القناة 205مرشدين منهم 29 مصريًا فقط، وكان منهم 5 مرشدين تحت التدريب، بينما كان عدد المرشدين الأجانب 221 مرشدًا موزعين كالآتي: "61 بريطانيًا، 53 فرنسيًا، 14 هولنديًا، 11 نرويجيًا، 13 يونانيًا، 3 دانمركيين، 3 بلجيكيين، 2 إيطاليين، 3 أمريكيين،3 سويديين، وإسباني واحد، ويوغسلافي وبولندي، و13 من جنسيات أخرى"، الأمر الذي دفع إدارة القناة إلى تعزيز جهاز الإرشاد لديها بعناصر جديدة من البحرية المصرية وعدد من المرشدين الأجانب الجدد حيث بلغ عدد المرشدين الجدد بعد القرار الجائر بسحب المرشدين 68 مرشدًا منهم 53 مصريًا و6 يونانيين و9 من جنسيات مختلفة حصلوا جميعًا على تدريب مكثف مكنهم بالعزيمة والإصرار من المشاركة مع إخوانهم من المرشدين القدامى فى مقاومة الانسحاب الجماعي. وكان النجاح المذهل حليف أبناء القناة الأبطال رغم محاولات الغرب إرسال أعداد كبيرة من السفن لعبور القناة دفعة واحدة حتى يظهروا عدم قدرة المصريين على إدارة القناة ووقف الرئيس عبد الناصر يوم 15 سبتمبر 1956 يخطب بمناسبة الاحتفال بتخريج فوج من الضباط الطيارين مشيدًا برجال القناة من المرشدين وجميع العاملين قائلًا: "اليوم باسم الشعب وباسم كل فرد من أبناء مصر أهدى إلى هؤلاء الرجال وسام الاستحقاق المصري من الشعب المصري". وفي عام 1975 طالب المرشدون الأجانب الذين انسحبوا عام 1956، بالعودة للعمل ثانية بالقناة، حيث تلقت هيئة قناة السويس رسائل من عدد كبير منهم للعودة إلي العمل في القناة، وبالفعل تم تجديد عقود المرشدين الأجانب في قناة السويس إلي جانب نحو 270 مرشدًا مصريًا وذلك لاستئناف العمل في القناة عند إعادة فتحها في5 يونيو1975.