أكد كريستيان بودة الأمين الأسبق للهيئة الألمانية للتبادل العلمى أن إنشاء جامعات تطبيقية فى مصر قد يساعد على حل مشكلات كثيرة، وإنعاش كبير لاقتصادياتها. وقال: " إن انتشار ذلك النوع من الجامعات أسهم كثيرًا فى التقدم التكنولوجى والصناعى بألمانيا، وأعتقد أن المستقبل للجامعات التطبيقية، وعلى مصر التقدم نحو هذه الخطوة لتطوير الصناعة بها". وتابع بودة - فى محاضرة ألقاها بالمقر الإدارى لفرع "الجامعة الألمانية بالقاهرة " فى برلين، على هامش مهرجان القراءة واللغة، الذى تنظمه الجامعة لتلاميذ مدارس بعض المقاطعات الألمانية لتشجيع السياحة المصرية : "إننى أنصح مصر بالتعليم الفنى والجامعات التطبيقية التى قد تمثل قاطرة التنمية فى بلدكم العزيز مصر، والنظرة غير الجيدة للفنيين الذين يعملون بأيديهم تنم عن اتجاه غير سليم فى التفكير، وقيادات الؤسسات الصناعية والاقتصادية الكبرى فى ألمانيا من خريجى الجامعات التطبيقية وليسوا من خريجى كليات الإدارة". وأضاف الخبير الألمانى أن قمة العشرين التى تعقد فى ألمانيا خلال الفترة الحالية تؤكد أن الحكومات ليست قادرة بمفردها على حل المشكلات، ويأتى دور المجتمع المدنى لحل هذه المشكلات وقد قطعنا شوطا كبيرًا فى الانفتاح على التعليم مع البلدان الأخرى وتدويل التعليم. وقال إن عدد الجامعات التطبيقية فى ألمانيا ضعف الجامعات البحثية؛ حيث يبلغ عدد الجامعات البحثية 107 جامعات تُعنى بالبحث العلمى والتعليم الجامعي، مقابل 216 جامعة تطبيقية، ورغم ذلك فإن ثلثى الطلاب الجامعيين يدرسون بالجامعات البحثية لأن الجامعات التطبيقية مكلفة للغاية، ويبلغ متوسط الطلاب فى الجامعة التطبيقية 6 آلاف طالب، بينما يبلغ متوسط طلاب الجامعات البحثية 17ألف طالب. وأشار بودة إلى أنه يجب أن يتم التفريق بين الجامعة التطبيقية والتعليم الفني، حيث إن الجامعة التطبيقية جامعة مكتملة الأركان وليست مجرد مراكز تدريب مهنية أو مدرسة متوسطة أو معهد. وحول الفرق بين الجامعات البحثية والتطبيقية فى ألمانيا، قال بودة: إن الجامعات البحثية تمنح الدكتوراه والتطبيقية لا تمنح الدكتوراه إلا بالتعاون المشترك مع الجامعات البحثية لكن حقوق كلا النوعين متساوية فى التعليم والبحث العلمى إلا أن الأستاذ فى الجامعة البحثية يقوم بالتدريس نحو 8 ساعات فى الأسبوع، وباقى الوقت مخصص للبحث العلمي، بينما تقوم أيضًا الجامعات التطبيقية ببحث علمي تطبيقي عملي، فقط عن طريق حصولها على تكليفات من الصناعة، وتصل نسبة البحث العلمى بالجامعات التطبيقية 25% من نشاط أستاذ الجامعة التطبيقية الذى يعمل من 16 إلى 18 ساعة أسبوعيًا. وأوضح أن هناك فرقًا آخر بين الجامعات البحثية والتطبيقية فى تعيين الأساتذة بين نوعى الجامعات الألمانية، حيث يشترط فى أستاذ الجامعة البحثية الحصول على الدكتوراه، والإشراف على أبحاث الدوريات العلمية، وتأليف الكتب العلمية للترقي، أما الأستاذ فى الجامعة التطبيقية فيجب أن يكون حاصلًا على الدكتوراه أيضًا لكن يجب أن يعمل لمدة 5 سنوات فى العمل التطبيقى خارج أسوار الجامعة قبل التعيين، باستثناء تعيين أساتذة الهندسة، فطريقة التعيين متشابهة فى النوعين. ومن جانبه قال الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، التى استضافت اللقاء، إن الجامعة ممكن أن تساعد فى إنشاء تلك الجامعات وتقديم خبراتها فى هذا المجال، مشيرًا إلى أن هناك تجارب لها فى التعاون مع الصناعة ونظام التدريس بها قائم على دفع الطالب نحو التطبيق العملى بالفعل، ولدينا ألف خريج مصرى يعملون فى جهات صناعية ألمانية بالفعل و740 يعملون بالبلاد الناطقة باللغة الإنجليزية، إضافة إلى خريجين يعملون فى أكبر 10 جامعات بالعالم.