- الجامعة الألمانية بالقاهرة تستضيف أمين عام هيئة التبادل العلمي الأسبق قال خبير التعليم الألماني، كريستيان بودة الأمين الأسبق لهيئة التبادل العلمي، إن قمة العشرين التي عقدت في ألمانيا خلال الفترة الحالية توضح كم التضارب والأمور الشائكة في البلاد. وأضاف بودة خلال اللقاء الذي نظمته الجامعة الألمانية بالقاهرة، بفرعها ببرلين، تحت عنوان دور الجامعات التطبيقية في ألمانيا، بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة، أن الحكومات ليست قادرة بمفردها على حل المشكلات، حيث يأتي دور المجتمع المدني وأوله التعليم لحل هذه المشكلات، قائلا: "قطعنا شوطا كبيرا في الانفتاح على التعليم مع البلدان الأخرى وتدويل التعليم والبلاد حاليا منشغلة بنفسها ومشكلاتها ومجريات الأحداث تؤكد العودة للخلف خطوة أخرى مع هذه المشكلات المتصاعدة". وأوضح بودة، أنه ليس من الذكاء أن نكون ضد العولمة،وليس من المستحب استقبال العولمة بكل أفكارها ولابد من وجود عدالة في هذه العولمة، قائلا :" هذه مهمة شاقة ولن تستطيع أي حكومة إنجازها، ولكن يتم ذلك من خلال التفاهم بين الدول، ووضع أرضيات مشتركة ينطلق العمل منها إلى نحو مستقبل أفضل". وأشار بودة إلى أن الجامعات التطبيقية تلعب دورا مهما ليس فقط في ألمانيا، ولكن قد تفعل نفس الدور في مصر، قائلا: "ألمانيا دولة فيدرالية مكونة من 16 مقاطعة كل ولاية مسئولة عن ملف التعليم الخاص بها وكل ولاية مسئولة عن أمورها، لافتا إلي أن التعليم الجامعي إذا كان موجها لمجموعات ضخمة فلابد أن يكون هناك تخصصات مختلفة لأن سوق العمل يحتاج إلى تخصصات مختلفة وحلول كثيرة والطالب لديه نوايا واهتمامات مختلفة لأن ما يسري على فرد قد لا يسري على آخر". واستنكر بودة النظرة غير الجيدة لمن يعملون بأيديهم، قائلا: "النظرة غير الجيدة للمهندسين الذين يعملون بأيديهم تنم عن اتجاه غير سليم في التفكير ولدينا قمم الصناعات هم المهندسين أو قياداتها وليس أناسا خريجي كلية الإدارة، وعدد خريجي المهندسين في الجامعات التطبيقية أكبر من خريجي الجامعات البحثية ويتساوى خريجو الجامعات البحثية والتطبيقية في الإدارة والاقتصاد، أما الجامعات التطبيقية فتحتوي على علوم إنسانية قليلة، مؤكدا أن المستقبل للجامعات التطبيقية وعلى مصر التقدم نحو هذه الخطوة لتطوير الصناعة بها، قائلا: "أنصح مصر بالتعليم الفني والجامعات التطبيقية التي قد تمثل قاطرة التنمية في بلدكم العزيز مصر". وأكد خبير التعليم الألماني، أنه لابد أن يكون هناك عرض تعليمي لمن يهتمون بالناحية الأكاديمية وفرص أخرى للمهتمين بالناحية التطبيقية من خلال إتاحة هذه الجامعات التطبيقية لهم، مؤكدا أن عدد الجامعات البحثية في ألمانيا 107 جامعة تعنى بالبحث العلمي والتعليم الجامعي في مقابل 216 جامعة تطبيقية أي بمعدل الضعف، قائلا: "ثلثا الطلاب بالجامعات البحثية لأن الجامعات التطبيقية مكلفة للغاية والناس يرونها بشيء مختلف". واستكمل بودة أن ألمانيا تتوسع في الجامعات التطبيقية وأنه سيسعد أكثر في المستقبل إذا أقبل الطلاب أكثر على الجامعات التطبيقية على غرار ما هو حادث في هولندا التي يبلغ عدد طلاب الجامعات التطبيقية ضعف مثيلهم بالجامعات البحثية، لافتا إلي أن الجامعات التطبيقية والبحثية هي مؤسسات تعليم عالٍ، والجامعة التطبيقية جامعة وليست مهنية أو مدرسة متوسطة أو معهد، ولابد من التفرقة بين الجامعة التطبيقية والتعليم الفني أو التعليم المهني لأن الجامعة التطبيقية مختلفة ومكتملة الأركان ولها مميزات كثيرة احتفظت بها منذ بداية الفكرة من المدارس الفنية والمهنية. وقدم خبير التعليم الألماني، شرحا عن الاختلافات بين الجامعات البحثية والتطبيقية مشيرا إلى أن الجامعات البحثية تمنح الدكتوراة والتطبيقية لا تمنح الدكتوراة إلا بالتعاون مع الجامعات البحثية، مؤكدا الجامعات البحثية لها حقوق متساوية في التعليم والبحث العلمي وهذه الجامعات مكلفة للغاية لما تنفقه على البحث العلمي، موضحا أن الأستاذ في الجامعة البحثية يقوم بالتدريس نحو 8 ساعات في الأسبوع وباقي الوقت مخصص للبحث العلمي، والجامعات التطبيقية تنفذ بحثا علميا تطبيقيا عمليا من خلال حصولها على تكليفات من الصناعة، والبحث العلمي تبلغ نسبته بهذه الجامعات التطبيقية 25 % وعدد ساعات الأستاذ بالجامعة التطبيقية أسبوعيا من 16 إلى 18 ساعة. وأوضح بودة، أن التدريس النظري في الجامعات البحثية كبير والدراسة الأكاديمية أكبر، أما الجامعة التطبيقية تقوم على التطبيق والتدريب، قائلا: "هناك فرق كبير بين تعيين الأساتذة في كل من النوعين للجامعات فالأستاذ في الجامعة البحثية يشترط فيه الحصول على الدكتوراة قوية ومشرف على الدوريات العلمية وباحث متميز وقام بعمل أبحاث كثيرة ويقوم بعمل كتاب لمدة 6 سنوات عن البحث العلمي ومتطلبات الأستاذية ويحصل على الأستاذية وهو 45 سنة تقريبا، أما الأستاذ في الجامعة التطبيقية لابد أن يكون حاصل على الدكتوراة وأن يكون عمل لمدة 5 سنوات في العمل التطبيقي خارج أسوار الجامعة وأن يكون حقق شيئا ما خلال فترة عمله التطبيقي، إضافة إلى امتلاكه شبكة من العلاقات والصناعات والمؤسسات تفيد الجامعات. وأشار إلى أن هناك تخصصا واحدا في الجامعات البحثية يتبع نفس معايير تعيين أستاذ الجامعة التطبيقية وهو مجال الهندسة وهذا موجود في ألمانيا فقط، قائلا: "الترتيب العالمي للجامعات أصبح مرضيا للسياسة التعليمية وتصنيف الجامعات، مضيفا أن أحد نقاط تفوق ألمانيا الاقتصادي هو وجود هذه الجامعات التطبيقية.