كشف الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن إجراء مباحثات مع عدد من مسئولي التعليم والجامعات الألمانية في مستهل زيارته برلين أمس بهدف الاستفادة من تجربة ألمانيا في إنشاء الجامعات التطبيقية. وقال الوزير إن مباحثاته مع وزيرة التعليم الفيدرالية بالمانيا جوانا فانك تطرقت إلي إنشاء فروع جديدة للجامعات الألمانية في مصر ومن بينها بحث إنشاء فرع لجامعة هومبولدت في مصر وإنشاء فرع لجامعة العلوم التطبيقية الألمانية بالعاصمة الإدارية الجديدة والاستفادة من نجاح تجربة تلك الجامعة في مجال إعداد وتأهيل كوادر علمية مدربة للعمل في الصناعة. ونصح الخبراء الألمان بنقل التجربة الألمانية في إنشاء الجامعات التطبيقية إلي مصر كحل مضمون لإخراجها من عثرتها الاقتصادية حيث قال كريستيان بودة الأمين الأسبق للهيئة الألمانية للتبادل العلمي إن انتشار ذلك النوع من الجامعات ساهم كثيرافي التقدم التكنولوجي والصناعي في المانيا وأعتقد أن المستقبل للجامعات التطبيقية وعلي مصر التقدم نحو هذه الخطوة لتطوير الصناعة بها. وتابع بودة في محاضرة ألقاها بالمقر الإداري لفرع الجامعة الألمانية بالقاهرة في برلين علي هامش مهرجان القراءة واللغة الذي نظمته الجامعة لتلاميذ مدارس بعض المقاطعات الألمانية لتشجيع السياحة المصرية: إنني أنصح مصر بالتعليم الفني والجامعات التطبيقية التي قد تمثل قاطرة التنمية في بلدكم العزيز مصر والنظرة غير الجيدة للفنيين الذين يعملون بأيديهم تنم عن اتجاه غير سليم في التفكير وقيادات المؤسسات الصناعية والاقتصادية الكبري في ألمانيا من خريجي الجامعات التطبيقية وليسوا من خريجي كليات الإدارة. وأوضح بودة أن عدد الجامعات التطبيقية في المانيا ضعف الجامعات البحثية حيث يبلغ عدد الجامعات البحثية107 جامعات تعني بالبحث العلمي والتعليم الجامعي في مقابل216 جامعة تطبيقية ورغم ذلك فإن ثلثي الطلاب الجامعيين يدرسون بالجامعات البحثية لأن الجامعات التطبيقية مكلفة للغاية ويبلغ متوسط الطلاب في الجامعة التطبيقية6 آلاف طالب بينما يبلغ متوسط طلاب الجامعات البحثية17 ألف طالب. وأشار إلي أنه يجب أن يتم التفريق بين الجامعة التطبيقية والتعليم الفني حيث أن الجامعة التطبيقية جامعة مكتملة الأركان وليست مجرد مراكز تدريب مهنية أو مدرسة متوسطة أو معهد. وحول الفرق بين الجامعات البحثية والتطبيقية في ألمانيا قال بودة: إن الجامعات البحثية تمنح الدكتوراة والتطبيقية لا تمنح الدكتوراة إلا بالتعاون المشترك مع الجامعات البحثية لكن حقوق كلا النوعين متساوية في التعليم والبحث العلمي إلا أن الأستاذ في الجامعة البحثية يقوم بالتدريس حوالي8 ساعات في الأسبوع وباقي الوقت مخصص للبحث العلمي بينما تقوم أيضا الجامعات التطبيقية ببحث علمي تطبيقي عملي من خلال فقط عن طريق حصولها علي تكليفات من الصناعة وتصل نسبة البحث العلمي بالجامعات التطبيقية25% من نشاط أستاذالجامعة التطبيقية الذي يعمل من16 إلي18 ساعة أسبوعيا. وبحسب كريستيان بوده الأمين العام السابق للهيئة الألمانية للتبادل العلمي فإن الجامعات التطبيقية ليست مهمة فقط لألمانيا ولكنها من الممكن أن تلعب دورا مهما في مصرلأن سوق العمل العالمي يحتاج بشدة لخريجي تلك التخصصات مشيرا إلي أن تلك النوعية من الجامعات لعبت دورا محوريا في نهضة الصناعة الألمانية ويمكنها لعب نفس الدور في مصر.