تستعد مكتبة الإسكندرية، لإطلاق برنامج مكافحة التطرف والإرهاب فكريًا، يوم الخميس المقبل، حيث يفتتح فعاليات البرنامج، الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، وهو أول برنامج عربي متكامل لمكافحة التطرف والإرهاب فكريًا، إذ يتضمن 30 دولة ثقافية للشباب من سن 15 إلى 35 سنة، ويشارك في كل دورة 60 شابا. تهدف هذه الدورات، كما يذكر الدكتور مصطفى الفقي، إلى الإجابة عن تساؤلات الشباب حول القضايا المعاصرة، بخاصة الأسئلة المثارة حول القضايا الخلافية الإسلامية، وعلى جانب آخر، أكد الدكتور مصطفى الفقي، أن الدورات تعطي الشباب جرعات من المعرفة حول التاريخ الإسلامي، والأدب العربي، والعمارة، والفنون الإسلامية، والثقافة القبطية، واللغة العربية، والفلسفة والنقد، وهذه الدورات ستنطلق في الإسكندرية، والقاهرة في بيت السناري، وتتعاون فيها المكتبة مع وزارة الثقافة. ورحب حلمي النمنم، وزير الثقافة، بإقامة عدد من دورات الثقافة في قصور الثقافة، وستبدأ بقصر ثقافة مطوبس بكفر الشيخ، كما تتعاون مكتبات مصر العامة مع مكتبة الإسكندرية، في تنفيذ هذه الدورات في المنيا ودمنهور، وعلى جانب آخر، تتعاون مكتبة الإسكندرية مع أروقة الأزهر، حيث يقوم نخبة من علماء الأزهر بالتدريس في هذه الدورات، حيث يقومون بتدريس علوم التفسير والحديث والفقه، كما أكد الدكتور الفقي، أن الشراكة بين مكتبة الإسكندرية والأزهر الشريف، ستشهد تطورا غير مسبوق في الفترة القادمة، حيث سيجري تعزيز هذه الشراكة، بخاصة في ظل نشاط مرصد الأزهر، ومن المقرر، أن تقوم مكتبة الإسكندرية بالاشتراك مع الأزهر بإحياء تراث الأزهر الشريف. وأكد الدكتور مصطفي الفقي، أن المكتبة ستعزز شراكاتها مع المراكز البحثية والفكرية العربية، في إطار هذا البرنامج الذي يشمل هذا العام تعاونا مع جامعة تلمسان في الجزائر، والرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، ووقف نهوض في الكويت، ومركز دراسات المستقبل في الإمارات العربية المتحدة، ومركز الملك فيصل في السعودية، ومركز الدراسات الإستراتيجية في تونس، وأكد الدكتور الفقي، أن المكتبة نجحت في الفترة الأخيرة في بناء شبكة عربية للمراكز البحثية، للتنسيق فيما بينها، وإقامة شراكات في برنامج بحثية وورش عمل، وعلي جانب آخر، أكد الدكتور مصطفي الفقي، أنه وجه القائمين علي البرنامج في مكتبة الإسكندرية، إلي ضرورة نقد خطاب التطرف وحركات العنف، عبر سلسلة مراصد التي تختص بعلم الاجتماع الديني، وصرح الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، أن هذا العام سيشهد تكثيفا لإصدارات هذه السلسلة، التي ستناقش قضايا خلافية تثيرها جماعات العنف. وعلى جانب آخر، أكد الدكتور سامح فوزي، نائب رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة بدأت في التحضير لمؤتمرها السنوي عن التطرف، بمشاركات دولية وإقليمية ووطنية، مؤكدا أنه من الضروري الآن، إقامة حوارات صريحة مع المراكز البحثية الفاعلة في الدول الفاعلة دوليا، كألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا. كما أكد الدكتور الفقي، أن المكتبة ستصدر سلسلة شرفات، المتخصصة في الدراسات الإنسانية، لتركز علي الموضوعات العابرة للتخصصات في هذه الدراسات، والتي تكشف علي سبيل المثال، آليات استخدام جماعات العنف والتطرف خطابًا إعلاميًا، يحمل مضامين جاذبة للأجيال الجديدة، وهو ما يقع تحت تخصص وسائل التواصل الاجتماعي، والخطاب الديني بصورة تتناسب مع روح العصر، وهذا ما يجب دراسته بعمق لمواجهته بصورة أكثر احترافية.