الريجيم ما بين الوهم والحقيقة.. و"هوس" الوصفات السحرية.. والطرق الأنسب للتخسيس

أصبحت السمنة أو تراكم الدهون في الجسم الشغل الشاغل للكثيرين خاصة، ومع ارتفاع معدلات السمنة العالمية وأصبحت الخطر الداهم الذي يؤدي إلى كل المشاكل والمضاعفات الصحية بدءًا من أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية انتهاءً إلى الموت المحقق بسبب المضاعفات الخطيرة لمرض السمنة.
وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد خيري استشاري علاج أمراض السمنة والتغذية العلاجية، بأن انتشار السمنة يرجع إلى أسباب وراثية وبعض العادات الغذائية الخاطئة والتي بدورها أصبحت السبب الرئيسي مع قلة النشاط الحركي وعدم ممارسة الرياضة، وتشكل أمراض سوء التغذية السبب الرئيسي وراء تغير الجينات المسئولة عن تراكم الدهون في الجسم أضف إلى ذلك إدمان التكنولوجيا والجلوس لفترات طويلة خلف شاشات الكمبيوتر وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي والأخيرة بدورها تلعب دورًا رئيسيًا في عدم ممارسة النشاط الحركي.
وعن وسائل علاج السمنة فهناك أولا تقييم للحالات المرضية والعلاج بناء علي التقييم المباشر من الطبيب المتخصص، ودرجة تقييم السمنة ويظل المبدأ العلمي العالمي لعلاج السمنة فهو غذائي من الدرجة الأولي مع كافة وسائل العلاج الأخرى مع اتباع نظام حركي أو رياضي.
ويبقي العلاج الغذائي لعلاج السمنة الشغل الشاغل لكل مراكز الأبحاث العالمية وكل المنظمات الدولية التي تبحث دومًا عن الأنسب والأفضل والتوافق على أسلوب علاجي منظم إلا أن الأبحاث الحديثة، تؤكد على أنه ليس هناك حمية أو رجيم منقطع النظير والذي يأتي بنتائج مطلقة في إنقاص الوزن أو إذابة الدهون وأن وصف برنامج غذائي ناجح يعتمد على كل شخص واحتياجاته الغذائية ومتطلباته واحتياجات جسمه، ويبقي "الاتزان الغذائي" هو الشرط الوحيد لإنجاح أي رجيم غذائي لإنقاص الوزن مع إمداد الشخص بعدد من السعرات الحرارية أقل نوعًا ما من السعرات المفقودة مع المحافظة علي تناول الكثير من الخضروات والفاكهة والألياف الغذائية.
وأكد دكتور خيري، أن هناك هوسًا كبيرًا بين أصحاب زائدي الوزن في الحصول علي رجيم سحري أو وصفة سحرية أو كبسولة سحرية أو عملية جراحية تخلصهم من الوزن الزائد فمن الناحية العملية كل هذه المحاولات تبوء بالفشل ولا تأتي بالنتيجة الجذرية لأنه إن لم يحصل تغير حقيقي في عادات الشخص الغذائية واتباع أسلوب حياتي معيشي صحي life style فسيعود الوزن مرة أخري مع الرجوع إلى العادات الخاطئة.
ومن الأوهام الأخرى في علاج زيادة الوزن أشار دكتور محمد خيري، بأن اتباع نظام غذائي خالي من النشويات أو عالي في البروتين كحمية دكتور Atkins أو يمنع فيه الدهون تماما أو أنظمة الصنف الواحد يطلق عليها أنظمة عشوائية FAD DIETS "" والتي تؤثر سلبًا علي الصحة العامة وتؤدي إلي مضاعفات صحية خطيرة كارتفاع نسب الكوليستيرول أو جفاف الجلد والبشرة أو الإصابة بحصوات المرارة أو مشاكل في النمو وخاصة للمراهقين أو حدوث اضطرابات شديدة في إفراز الغدد وكذلك اضطرابات هرمونية أخري.
وحذر دكتور محمد خيري من الانسياق وراء الإعلانات التجارية للترويج لأدوية أو أعشاب تدعي مفعول السحر للتخسيس وأكد أنها تحتوي علي مواد كيميائية محرم استعمالها دوليًا ولها أعراض جانبية بالغة الخطورة علي الصحة قد تؤدي إلي الوفاة.
واختتم دكتور محمد خيري حديثة بأن الدور الجراحي في علاج السمنة لا يصلح لكل الحالات فهناك أوزان معينة لإجراء أسلوب جراحي أو من يعانون من السمنة المفرطة وفشلوا في إنقاص 5 إلي 10 بالمائة من الوزن في خلال عام مع اتباع ريجيم صحي.