أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اليوم الأحد، عدم تلقيه أية أفكار أو مقترحات أمريكية جديدة بشأن عملية السلام، لافتًا إلي أنه سيعلق على هذه الأفكار في حالة وصولها إليه، وأن لدى القيادة الفلسطينية سبعة خيارات في مقدمتها خيار المفاوضات المباشرة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أبو مازن في مقر رئاسة الجمهورية المصرية بالقاهرة، عقب لقائه الرئيس مبارك صباح اليوم. وقال أبو مازن إن اللقاء تناول بحث قضيتين أساسيتين، الأولى تتعلق بالمفاوضات المباشرة، إضافة إلى موضوع الحوار الفلسطيني-الفلسطيني. وحول المفاوضات وتطوراتها قال إنه لم يصل الفلسطينيون أي مقترح رسمي من جانب الإدارة الأمريكية، ولا حتى للإسرائيليين، حتى نعلق عليه، وأضاف: ظهرت بعض المعلومات في الصحافة منها مثلا " الصفقة "، وقد أكدنا للجانب الأمريكي بأنه لا علاقة لنا بصفقتهم التي يريدون تقديمها للإسرائيليين، لأن بينهم علاقة إستراتيجية، ولكن ربط هذه الصفقات في استئناف المفاوضات مرفوض، ولا نقبل به بأي حال من الأحوال. وتابع أبو مازن: لقد أوضحنا موقفنا بأنه في حالة حدوث مفاوضات لا بد من التركيز على قضيتي: الحدود، والأمن، وأكدنا لهم بأنه خلال الفترة التي سنتفاوض بها يجب أن يتم كل شيء، وإذا أرادت إسرائيل أن تعود للنشاطات الاستيطانية، ليس بإمكاننا الاستمرار بالمفاوضات، ويجب أن يكون وقف الاستيطان شاملا لكل الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس. ولفت إلي أن هذه الملاحظات أبلغها للجانب الأمريكي إضافة إلى ملاحظات أخرى، وأضاف: نحن الآن بصدد الانتظار للحصول على الموقف الرسمي لنرد عليه، أولا من خلال لجنة المتابعة العربية، ثم من خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية. وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه بحث مع الرئيس مبارك قضية المصالحة، وما جرى في دمشق، مشيرًا في هذا الصدد: حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق مع حركة حماس، وما زال لديها بعض المواقف، وتراجعوا عن مواقف وافقوا عليها في البداية في الجولة ما قبل السابقة في دمشق، ومع ذلك نحن مستمرون في الحوار معهم على كلا المستويات حتى نستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية. وردا على سؤال عن مدى تفاؤله بوجود ضوء في نهاية النفق المظلم، قال الرئيس الفلسطيني: يجب أن نحافظ على الأمل ، لأنه لا بد من الوصول في النهاية إلى دولة فلسطينية مستقلة، نحن نعرف بأن هناك صعوبات بالغة من الطرف الإسرائيلي، وما وصلنا إليه من حوار لم يوح بشيء، ولكن نقول إذا حصل حوار رسمي سنجرب، ونعمل كل ما نستطيع للوصول إلى النتيجة التي توصلنا للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحل كل قضايا الحل الدائم الست، إضافة إلى قضية الأسرى، لأن هذه القضية بالنسبة لنا في غاية الأهمية". وحول مدى وجود تفاعل دولي مع المطالب الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان، قال أبو مازن هذا مطلبنا ومطلب أمريكي وعالمي أيضَا، كما يطالب بذلك جزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي، وقف الاستيطان مسألة عامة ودولية وإقليمية، والكل يؤكد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، وبالتالي المعضلة ليست معنا، بل المشكلة قائمة الآن بين أمريكا وإسرائيل بسبب الاستيطان. وعن موقفه فيما يتردد حول صفقة الأسلحة بين واشنطن وتل أبيب، قال أبو مازن: ليس مقبول إطلاقا بأن يتم ربط تسليح إسرائيل بقضية الاستيطان، فنحن نعرف العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن وإسرائيل، ونعرف كذلك فكرة كيسنجر عام 1973م، الذي نادى بأن تبقى إسرائيل أقوى من جميع الدول العربية، والذي قال بالكلمة: إن إسرائيل مصلحة حيوية وطنية أمريكية. وتابع الرئيس الفلسطيني قوله: إذا أردوا تزويدهم بالسلاح فلا يربطونه بنا، نحن لا علاقة لنا بهذه القضية ، ولا يجوز للإدارة الأمريكية القول بأننا أعطينا كذا وكذا لإسرائيل مقابل 90 يومًا من وقف الاستيطان، لأن هذا كلام غير منطقي. وأضاف أبو مازن: نحن لا نريد أن نستبق الأحداث ونرجو بأن يكون هذا ضمن الأفكار المتعلقة بعملية السلام حتى نسير عليها ، لافتا إلي أن لدى القيادة الفلسطينية سبعة خيارات وفي مقدمتها خيار المفاوضات المباشرة، وسنعطي المفاوضات حقها، وإذا فشلنا فالخيارات الأخرى ستأتي متتابعة زمنيا، ولا يمكن الحديث عن استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون وقف الاستيطان بشكل تام في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية.