أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى تصريح له اليوم - الأحد - عدم وصول أية مقترحات أمريكية جديدة بشأن عملية السلام.. موضحا أنه سيعلق على الأفكار في حالة وصولها، جاء ذلك في تصريح له عقب مؤتمر صحفى عقده في مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة، عقب لقائه الرئيس محمد حسني مبارك.. وفيه قال عباس: بحثنا اليوم قضيتين أساسيتين مع الرئيس مبارك؛ الأولى: تتعلق بالمفاوضات المباشرة، والثانية: تتعلق بموضوع الحوار الفلسطيني – الفلسطيني.. وأضاف: وبالنسبة للمفاوضات، لم يصل شيء رسمي من الإدارة الأمريكية لنا أو للإسرائيليين حتى نعلق عليه، وظهرت بعض المعلومات في الصحافة، مثل الصفقة الأمريكية لإسرائيل، وقد أكدنا للجانب الأمريكي بأنه لا علاقة لنا بالصفقة التي يريدون تقديمها للإسرائيليين، لأن بينهم علاقة استراتيجية، ولكن ربط هذه الصفقات في استئناف المفاوضات مرفوض، ولا نقبل به بأي حال من الأحوال. وتابع: وأوضحنا موقفنا بأنه في حالة حدوث مفاوضات فلابد من التركيز على قضيتين: الحدود، والأمن، وأكدنا لهم بأنه خلال الفترة التي سنتفاوض بها يجب أن يتم كل شيء، وإذا أرادت إسرائيل أن تعود للنشاطات الإسرائيلية ليس بإمكاننا الاستمرار بالمفاوضات، ويجب أن يكون وقف الاستيطان شاملا لكل الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس، كما أكد أن هذه الملاحظات قد أبلغ بها الجانب الأمريكي، إضافة إلى ملاحظات أخرى، وقال: نحن الآن بصدد الانتظار للحصول على الموقف الرسمي لنرد عليه أولا من خلال لجنة المتابعة العربية، ثم من خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية، فيما أوضح أنه تم بحث المصالحة الفلسطينية مع نظيره المصري هذا اليوم، وأن ما جرى في دمشق، وأنه حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق مع حركة حماس، ولا تزال لديها بعض المواقف، حيث تراجعت عن مواقف وافقت عليها في الجولة ما قبل السابقة في دمشق، ولكن نحن مستمرون في الحوار معهم على كل المستويات حتى نستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحول الموعد المتوقع لوصول الرسالة الأمريكية المتضمنة للأفكار الخاصة بعملية السلام وموضوع الاستيطان، أجاب الرئيس: "ترددت بعض الشائعات بأن الرسالة وصلت، لكننا لم يصلنا شيء بعد، ولا اعتقد بأن الإسرائيليين تسلموا شيئا، وفي أية لحظة نستلمها نناقش الأمر في لجنة مبادرة السلام العربية، وفي اجتماع للقيادة الفلسطينية". وردا على سؤال عن مدى تفاؤله بوجود ضوء في نهاية النفق المظلم؟ قال: "يجب أن نحافظ على الأمل، لأنه لا بد من الوصول في النهاية إلى دولة فلسطينية مستقلة، ونحن نعرف بأن هناك صعوبات بالغة من الطرف الإسرائيلي، وما وصلنا إليه من حوار لم يوحي بشيء، ولكننا نقول إذا حدث حوار رسمي فسنجرب، وسنعمل كل ما نستطيع للوصول إلى النتيجة التي توصلنا للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحل كل قضايا الحل الدائم الست، إضافة إلى قضية الأسرى، لأن هذه القضية بالنسبة لنا في غاية الأهمية. وفي معرض حديثه حول مدى وجود تفاعل دولي مع المطالب الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان، شدد عباس على أن "الإصرار على وقف الاستيطان ليس من قبل الجانب الفلسطيني فقط، بل أمريكا تطالب بذلك، إضافة إلى العالم كله، كما يطالب بذلك جزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي.. وقال: وقف الاستيطان مسألة عامة ودولية وإقليمية، والكل يؤكد ضرورة التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، وبالتالي فالمعضلة ليست معنا، بل المشكلة قائمة الآن بين أمريكا وإسرائيل بسبب الاستيطان، وقال بشأن ما يتردد حول صفقة الأسلحة بين واشنطن وتل أبيب: ليس مقبولًا إطلاقا بأن يتم ربط تسليح إسرائيل بقضية الاستيطان، فنحن نعرف العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وإسرائيل، ونعرف فكرة السيد كيسنجر عام 1973، الذي نادى بأن تبقى إسرائيل أقوى من جميع الدول العربية، والذي قال: إن إسرائيل مصلحة حيوية وطنية أمريكية.. وتابع: إذا أردوا تزويدهم بالسلاح فلا يربطونه بنا، ونحن ليس لنا علاقة بهذه القضية، ولا يجوز للإدارة الأمريكية ربط وقف الاستيطان 90 يوما بتسليح إسرائيل. وأضاف: لا نريد أن نستبق الأحداث ونرجو بأن يكون هذا متضمنا في الأفكار المتعلقة بعملية السلام حتى نسير.. موضحا أن لدى القيادة الفلسطينية سبعة خيارات وفي مقدمتها خيار المفاوضات المباشرة، وسنعطي المفاوضات حقها، وإذا فشلنا فالخيارات الأخرى ستأتي متتابعة زمنيا.. مشددا على أنه لا يمكن الحديث عن استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل دون وقف الاستيطان بشكل تام في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية.