قال الدكتور محمد سعد أبو عامود، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الخليجي، إن قرار قطع العلاقات مع قطر من جانب دول مصر والسعودية والبحرين والإمارات قرار سليم، وجاء بعد دراسة متأنية من جانب هذه الدول التي منحت قطر والوسطاء وقتا كافيا لمراجعة السياسات وتعديل المواقف تجاههم، والتي ألحقت الضرر البالغ بهم، وكان منطقيا أن تكون القرارات هذه المرة شديدة عن القرارات التي اتخذت تجاه قطر عام 2014. وحول غياب سلطنة عمانوالكويت عن التحالف الخليجي المصري ضد قطر، قال في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام"، إن سلطنة عمان دائما تقف علي الحياد تجاه الكثير من القضايا العربية، كما أن الكويت كانت تلعب دور الوساطة في هذه الأزمة بين الدول العربية وقطر، ويبقى لكل دول حساباتها التي تؤثر علي اتخاذ أي قراركما ربما يكون هناك اتفاق بين عمانوالكويت مع التحالف المصري الخليجي على توزيع الأدوار. وبرر دخول قوى أخري في تنفيذ قطع العلاقات مع قطر مثل ليبيا واليمن وجزر المالديف وغيرها من الدول التي قد تتخذ القرار نفسه في المستقبل يعكس مدى الضرر الذي ألحقته قطر بهذه الدول ولاسيما في ليبيا واليمن. وأضاف أن الموقف القطري في اليمن كان عليه تحفظات كثيرة بسبب العلاقات القطريةالإيرانية، والتي تحمل في طياتها تناقضا مع باقي دول تحالف دعم الشرعية التي تتضرر من إيران نفسها وتدخلها الدائم في الشأن الداخلي لهذه الدول وعدم التزامها بالأعراف والمواثيق الدولية. وحول الموقف المصري ودخوله في هذا التحالف قال إن انضمام مصر في هذا التحالف حافظ على وحدة الصف العربي وقدمت مصر نموذجا في التعاطي مع الملف القطري فقد تحلت بالصبر والحكمة طوال الفترة الماضية تجاه الخروقات القطرية التي ألحقت الضرر بالمصالح المصرية أيضا ولم تتسرع مصر رغم ذلك في التصعيد على اعتبار أن قطر من دول مجلس التعاون التي كان لباقي الأعضاء مصالح معها واتخذت الآن القرار في الوقت المناسب. وتمنى الدكتور محمد سعد أبو عامود أن تراجع السلطات القطرية موقفها وسياساتها، وأن تعود من جديد تحت المظلة العربية لأنها ألحقت الضرر بالدول الخليجية والعربية، ولاسيما وأن هذه المقاطعة ستلحق بها خسائر اقتصادية ومعنوية وسياسية كثيرة جدا إذا ما تطورت الأزمة، وتم استبعاد قطر من مجلس التعاون والجامعة العربية وهو ما يضعها في عزلة جغرافية وسياسية ولاسيما إذا ما قامت قطر بالتصعيد ولجأت إلي القوى المناوئة للخليج ومصر، ولاسيما إيران التي بينهما اتفاقية دفاع مشترك وهناك قاعدة عسكرية إيرانية في قطر وعلاقات قديمة في كل المجالات خفية ومعلنة أو تركيا التي لاتزال تقف علي الحياد لمصالحها المشتركة والتي ستفرض عليها التعاطي مع الأزمة بمنظور جديد. وهو ما يجعل قطر تتجه إلى دول أخري مثل العراق كما أن كثيرًا من الملفات الساخنة في المنطقة ربما تنخفض حرارتها بحسب نسب تدخل قطر فيها مثل الملف السوري والليبي واليمني. وحول عدم تجاوب الموقف الدولي تجاه الأزمة، قال أن الخلافات العربية لها طبيعة خاصة فهي تحدث بسرعة وتحل بنفس الطريقة وهو ما يدركه المجتمع الدولي جيدا ولهذا لن يتعاطي مع الأزمة سريعا أو ينحاز إلى أي طرف خاصة وأنه خلاف عربي خالص مشيرًا إلي أن المشهد الحالي ليست له علاقة بزيارة ترامب الأخيرة للمملكة العربية السعودية وعقد أكثر من قمة عربية وخليجية وإسلامية ولكن بالطبع يعود إلي سلسلة من التراكمات والتصرفات القطرية التي ألحقت الضرر بهذه الدول الأربع بعد أن ثبت تورط قطر في ملفات كثيرة متعلقة بدعم الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي والتحالف مع القوى المناهضة لمصالح واستقرار الرباعي العربي مصر والسعودية والبحرين والإمارات. وعن ردود أفعال قطر قال أنها في مأزق حقيقي لن تستطيع الخروج منه إلا بمراجعة سياساتها والالتزام بمبادئ وأسس حسن الجوار ووقف الحملات الإعلامية وإيواء المطلوبين وغيرها من الحلول التي تعيد الثقة فيها تجاه الرباعي العربي. واستبعد الدكتور محمد سعد أبو عامود، أن تلجأ قطر إلى ترحيل العمالة المصرية من أرضها في الوقت الحالي، ولاسيما وأنها تعتمد عليها بشكل كبير في هيكل الدولة وهي عمالة نوعية مميزة، خاصة وأنها تستعد لاستضافة كاس العالم وفعاليات أخري تستلزم الاستقرار في ملف العمالة.