في خطوة غير متوقعة، اتخذت نصف دول مجلس التعاون الخليجي، خطوة غير مسبوقة بسحب سفرائها من قطر.. وإذا كان هذا المجلس يضم 6 دول هي السعودية والكويتوالإماراتوقطروالبحرين وسلطنة عمان, فإن النصف الأكثر تأثيراً هو الذي اتخذ هذا القرار غير المسبوق في تاريخ هذا المجلس الذي يعود تأسيسه إلي عام 1980.. إذ بينما تسعي دول هذا المجلس إلي توثيق العلاقات بين أبنائها بداية من دخول أراضيها لمواطنيها دون تأشيرة مسبقة، بل واجراءات اقتصادية وجمركية في مقدمتها حرية دخول أموال مواطني أي دولة إلي أي دولة أخري عضو، تماما كما حدث في دول السوق الأوروبية المشتركة، الاتحاد الأوروبي الآن. في هذا الوقت بالذات تتخذ نصف دول المجلس هذه الخطوة غير المسبوقة وهي سحب سفرائها من الدوحة.. وذلك كخطوة تحذيرية لدولة قطر بسبب مواقفها من أحداث عديدة، تراها الدول الثلاث مهددة لاستقرار وأمن دول مجلس التعاون.. وفي مقدمتها سياسة قطر بالتدخل في أعمال السيادة بدول مجلس التعاون.. منها دعم قطر لجماعة الاخوان في تلميح صريح بأن سياسة قطر تهدد دول المنطقة. ومع اعترافنا بأن دول الخليج تفكر كثيرا قبل أي قرار، إلا أن الواضح أن الدول الثلاث اتخذت قرارها بعد أن عجزت أو أصابها اليأس من عودة قطر إلي الحق، وإلي عدم التدخل في سياسة الجيران. من هنا علينا أن نقدر موقف الدول الثلاث تقديراً جيداً.. ورغم أن بيان سحب السفراء لم يتضمن تصريحاً أو تلميحاً لموقف قطر من الملف المصري، إلا أن الواضح أن الموقف القطري من مصر وراء هذا القرار الثلاثي، الذي يجب أن نعتبره خطوة كبري. ذلك أن المساعدات المالية التي تقدمها السعودية والامارات والكويت وهي خطوة لن ينساها شعب مصر لهذه الدول ماهي إلا مقدمة لدعم هذه الدول لثورة شعب مصر، ومنها أيضاً الموقف السياسي الداعم لمصر والذي اتخذته السعودية والامارات مثلاً من الموقف الأوروبي والأمريكي لهذه الثورة.. ويجيئ قرار سحب الدول الثلاث لسفرائها من الدوحة ليؤكد مدي عمق علاقات القاهرة بهذه الدول.. وهي علاقة راسخة بلا أي حدود.. هنا نتساءل: ماذا عن باقي دول مجلس التعاون مثل الكويت وسلطنة عمان، نقول إن سياسة عمان معروفة منذ سنوات، وهي إبقاء الأبواب مفتوحة «أي مواربة» حتي تكون جسراً بينها وبين الآخرين، ولا يمنع ذلك دورها «من تحت لتحت» وربما يكون موقف الكويت متأنيا بعض الشيء.. حتي لا يتفكك مجلس التعاون الخليجي وينهار، فهذا ما لا يرضاه من يبغي الخير لشعوب دول هذا المجلس. ولكن رغم شدة ترابط دول مجلس التعاون، اتخذت أقوي دولة هذا الموقف، خصوصاً ما قيل عن دعم قطر للحوثيين في اليمن التي هي الباب الخلفي لدول هذا المجلس.. وما يحدث فيها يؤثر كثيراً ورهيباً في استقرار المنطقة كلها.. وكذلك أصابع من هنا وهناك في أحداث البحرين التي تهددها هذه الأصابع بالضرر الشديد.. فماذا عن باقي دول الجامعة العربية.. وهل دول شمال افريقيا مشغولة بالفعل بثوراتها وأمورها الداخلية في الجزائر والمغرب وموريتانيا بعد أن نسقط من حساباتنا ليبيا وتونس.. وماذا عن العراق ولبنان، أما سوريا فكان الله في عون شعبها.. أما باقي العرب في السودان والصومال وجيبوتي فالأمر متروك للزمن.. ويبقي أن تقدر مصر: شعباً وحكومة.. وثورة موقف السعودية والامارات والبحرين من قطر.. وألا ننسي جميعاً هذا الموقف غير المسبوق من هذه الدول تجاه من يعمل علي ضرب مصر فضلاً عن تهديد أمن واستقرار المنطقة. مرة أخري تقدم هذه الدول يديها للوقوف بجانبنا.. وهكذا دائماً يجب أن يكون الشقيق عند الضيق.. ليس فقط بالمال.. وليس فقط بالسياسات الداعمة.. ولكن بهذه الروح التي يجب أن تكون عليها علاقة الأشقاء.. والأشقاء الأوفياء. وعلينا ألا ننسي أبداً هذه المواقف.. وأن نقدرها.. والأهم أن تتحول هذه الكلمات الي واقع يؤكد مدي صلابة هذه العلاقات. السعودية.. الإمارات.. البحرين: لكم حكومات وشعوباً كل الشكر والتقدير.. والعرفان.